ما فعله الإخوان وأتباعهم من أحزاب الجماعة الإسلامية والوسط وبعض السلفيين هي عملية انتحار سياسي كامل... حتي الأكاذيب التي يروجون لها عبر وسائل إعلامهم التي ظهرت فجأة ومواقعهم وصحفهم تؤكد أنهم ليسوا بأصحاب قضية دينية وإنما أصحاب مطالب دنيوية أي أنهم مجموعة من الانتهازيين النصابين يفعلون أي شيء من أجل الاستيلاء علي ما يريدون حتي لو ضحوا بشبابهم. وكمية الدماء التي أسالوها وتسببوا في إسالتها تكفي لأي شخص أن يراجع موقفه ويسأل من المخطئ؟ أنا أم غيري؟ أي يقوم بمراجعة مع النفس وبصراحة وبصورة واضحة ومراجعة مواقف الجماعة وتصريحاتها وأعمالها منذ بداية ثورة يناير وتخليها عن كل تعهداتها وأقوالها.. فالجماعة خدعت الجميع منذ أن قالت إنها لن تخوض الانتخابات إلا علي ثلث المقاعد ووجدنا تخوضها علي جميع المقاعد وحتي مشروع النهضة الذي أعلنوا عنه ثم يخرج علينا قيادتها ويقولون مفيش حاجة اسمها مشروع النهضة أو أنه لم يكتمل دراسته مرورا بعشرات المواقف المشابهة كانت كلها كذبا وخداعا ونفاقا. حتي حكومة الجماعة فقد تبنت نفس السياسات الاقتصادية التي تبنتها آخر حكومة للحزب الوطني المنحل وكانت سببا في ثورة يناير.. نفس طريقة إدارة الأزمات حتي حكاية كوبونات الوقود والغاز والعيش وغيره هي بنات أفكار لجنة السياسات بالحزب الوطني حتي قوانين الضرائب التي أقرتها حكومة الإخوان هي نفس التعديلات التي اقترحها الدكتور بطرس غالي في عام 2010 وكان مقررا مناقشتها في مطلع 2011 يعني سياسة اقتصادية منقولة أو قل مسروقة من حزب ثار ضده الناس حتي التحرك ضد الفساد كان مثل تحرك مبارك كلام فقط أو استخدام الفساد كوسيلة لتصفية حسابات مع المعارضين وحذرنا من هذه الطريقة عشرات المرات وقلنا إن استخدام أجهزة مكافحة الفساد لأغراض سياسية خطر علي الجميع منذ أن صدر حكم البراءة من قضية الكسب غير المشروع لفاروق حسني وزير الثقافة الأسبق وحذرنا من تسييس جهاز الكسب غير المشروع لأنه خطر علي الجميع بمن فيهم الإخوان وأتباعهم خاصة أن فساد الإخوان في عامين فاق فساد جماعة مبارك في 30 عاما. جماعة منذ أن أخذت مع تحالفها الأكثرية في البرلمان وأصاب الغرور كل أعضائها وأصبح الكبر سمة أساسية فيهم حتي الشخصيات التي كانت بالنسبة لنا محترمة كشفت عن جوهرها الحقيقي الغرور القاتل وهذا الغرور انعكس علي أدائها وتخليوا انهم ملكوا الدنيا وما عليها وزادت هذه الحالة عندما فاز مرشحهم في الانتخابات الرئاسية تخيلوا أن كل شيء أصبح تحت اقدامهم لا يهمهم أي شيء حكم قضائي بحل البرلمان يتم إلغاؤه بقرار رئاسي إعلان دستوري يحصن قرارات الرئيس ضد الطعن يجعل منه ظل الله في الأرض.. كذب وخداع يصدر من رئيس الدولة واتهامات بلا دليل لأشخاص كفوا خيرهم شرهم. اعتداء علي الإعلام وعلي القضاء وعلي القوات المسلحة وعلي الشرطة وعلي الشعب حصار أي مؤسسة يريدون إرهابها مرة مدينة الإنتاج الإعلامي ومرة محكمة مجلس الدولة ثم المحكمة الدستورية ثم المحاكم التي تحاكم بعض من يدعون انهم دعاة. جماعة اعتبرت مصر غنيمة لهم فنشروا أعضاءها في كل مكان في الدولة فحصدوا أغلبها ولجأوا الي حلفائهم في الوسط والجماعة الإسلامية لتوزيع بقايا الغنيمة عليهم... وهو ما أثار المواطن العادي الذي تخلص من فساد حزب يقوم علي المصالح الي فساد جماعة وأتباعها تتحدث باسم الإسلام واكتشف المصريون أنهم مجموعة من عديمي الخبرة، فقعات هواء فقط رغم ما يدعونه من تعليم وشهادات. هذه الجماعة وقيادتها ومن يسير في ركابهم أصبحوا في موقف لا يحسد عليه بعد أن استعانوا بالإرهاب لقتل المصريين في سيناء وفي الحدود الغربية في مطروح... يكتبون نهايتهم بيدهم لأن المصريين لن يرحموهم.. وسيتحول الصراع من صراع بين سلطه وجماعة الي صراع ثأري بين أشخاص معروفين وبين عائلات وأسر مصرية ووقتها لن تفيد أي دعوة للمصالحة ؟؟؟؟؟ أي كلام حول الإقصاء لأن نهر الدم إذا فاض سيأخذهم أمامه بلا رحمة.