يعتبر المسلمون فى الفلبين أقلية رغم أنها تقع بجوار البلدين الإسلاميين، ماليزيا وإندونيسيا. وتقع الفلبين فى الجنوب الشرقى من قارة آسيا، وتتكون من حوالى 1200 جزيرة، بعضها غير مأهول بالسكان، وتبلغ مساحة هذه الدولة 300 ألف كيلو متر مربع تضم 67 مليونًا و898 ألف نسمة من بينهم 5% من المسلمين، حيث يعتنق أغلب الشعب الفلبينى الديانة المسيحية. دخل الإسلام إلى هناك عن طريق التجَّار المسلمين الذين جاءوا حاملين تعاليم الدين السمح يطبقونها فى تعاملاتهم التجارية؛ مما كان له أكبر الأثر فى اعتناق أهالى هذه البلاد للإسلام، وقد ظل الإسلام هو الدين الغالب فى الأراضى الفلبينية حتى وصل إليها الغرب عن طريق الرحالة «ماجلان» الذى تغلب على المسلمين وفتح الطريق أمام الاحتلال الإسبانى من بعده فى العام 1568م فى عهد الملك فيليب الثاني، وسميت البلاد على اسم هذا الملك لتبدأ رحلة اضطهاد للمسلمين هناك، ومن ملامح ذلك الاضطهاد تغيير نطق اسم العاصمة إلى نطق غير عربي، فبعد أن كانت المدينة تسمى «أمان الله» صارت تسمى «مانيلا»، وللآن يعيش المسلمون فى الجنوب فى حرب دائمة مع السلطات الفلبينية التى لم ترحم حتى بيوت الله تعالى، فقامت بتهديم المساجد، لكن السلطات حاليًا بدأت تأخذ اتجاهًا أكثر هدوءًا فى تعاملها مع الوجود الإسلامى بالبلاد، وعامةً يوجد العديد من المساجد فى الفلبين لا تزال باقيةً منها مسجدا «سولو» و«دافوا». ويترقب المسلمون شهر رمضان فى الفلبين من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية فى مواجهة الحرب ضدهم، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح دارًا للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضًا يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها بغرض غرس التعاليم الدينية فى نفوسهم من الصغر، ولابد على كل مسلم أن يؤدى هذه الصلاة هناك وتقام فى 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامى الفلبينى فى شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء على موائدهم من دون أي حساسيات، وتوزع الصدقات خلال الشهر فى ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من الفقراء. ويهتم المسلمون الفلبينيون بتزيين موائد الشهر الكريم بالأكلات المحلية الخاصة بهم مثل طبق الكارى كارى وهو اللحم بالبهارات وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التى تشبه القطائف المصرية وعصير قمر الدين، ويلهو الأطفال فى هذا الشهر بعد الإفطار؛ حيث يرتدون الملابس المزيّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون فى التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفى بهجةً على هذا الشهر الكريم.