من على سرير مستشفى الكلى الذي دخلته يوم 25/6 وأجريت الجراحة الدقيقة يوم 26/6، تابعت تلك الأيام الصعبة العصيبة منذ تجمعت حشود القتلة السفاحين المسمين بالإخوان المسلمين وهم كما كان يصفهم العقاد رحمه الله «الخوّان» هم خونة – خانوا بلدهم – خانوا شعبهم – عملوا في خلال عام واحد في مصر ما لم يعمله أعتى المستعمرين الذين أكلهم تراب هذا الوطن، هم خونة وهم قتلة وهم كلاب مسعورة على السلطة والحكم – أرادوا أن يغيروا جلد هذا الشعب الآبيّ الضارب في عمق التاريخ، أرادوا أن يغيروا هويته ويستنسخوه إلى أهوائهم المريضة المتخلفة التي عفى عليها الزمن، أفكار بشعة ورؤى ضحلة وأناس يقولون ما لا يفعلون ويفعلون أسوأ مما يتكلمون – ضاق بهم الشعب كله.. أظلمت الدنيا في عيون الجماهير الغفيرة، جماهير الشعب المصري الذي رأى نفسه بين مخالب لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية ولا علاقة لها بدين أو وطن.. هم مشروع خيالي ضحل عقيم يسيطرون على عقول العامة بعبارات جوفاء وبلغة عقيمة عفى عليها الزمان ثم يعطونهم من المال ليعضدوا فكرهم وليأتمروا بأوامرهم وينضووا تحت لوائهم، كم من رجال ونساء انضموا إلى هؤلاء الخوان وهم لا يعرفون حقيقتهم البشعة ولا ما يخططون للوطن وللشعب المصري الطيب الذي انتكس بحكمهم عاماً لعله أسود عام مر على هذا الشعب العريق المكافح على لقمة العيش وأمان الطريق والحياة. عام أسود حالك تدهورت فيه بلدهم إلى أقصى حالات التدهور.. لم يحدث لها هذا التدهور البشع في شتى مجالات الحياة في أقصى ظروف الدهر.. الوطاويط تعشش هنا وهناك والظلام ينتشر والفقر يتزايد والأمن يضيع والروح المصرية تفرفر بين جنبات التاريخ وتصرخ هل من منقذ ينتشلني قبل فوات الأوان.. وجاء المنقذ يوم 30/6/2013 خرج هذا الشعب الصابر الصامد الأصيل خرج في كل ربوع مصر يعلن أنه سينقذ الروح المصرية من الضياع، ولن يسمح بأن يتغير جلده ولا هويته الخاصة الخالدة معه خلود التاريخ، كنت على سريري بالمستشفى أتابع ودموعي لا أقدر أن ألاحقها وفرحتي بالشباب من الرجال والبنات والنساء وحتى الأطفال المحمولين على الأعناق، الكل يحمل علم مصر.. الكل ينادي بلادي.. بلادي.. لكِ حبي وفؤادي، عندها آمنت بأن الله لن يتخلى أبداً عن شعب كهذا وأنه سييسر له من يحقق حلمه ويرفع عنه الغمة ليفيق.. ويعود لنفسه ويعود له وطنه الأبي.. وكان الجيش.. جيش مصر الباسل عصب هذا الوطن وقبضته القوية وظهره الذي يستند إليه عبر التاريخ كله.. وكان البطل الشجاع الذي لم يرضخ لتهديدات خارجية أو داخلية من الفصيل البشع الذي ابتلع الوطن وتمكن منه ويريد أن يزيد فيبيعه لقمة سائغة لأعدائه على حساب تمكنه وتحقيق حلمه الأخرق البغيض.. انتفض الوطني المخلص الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورجال القوات المسلحة الأوفياء الذين هم من الشعب وعصب هذه الأمة.. انحازوا بكل شجاعة وجرأة ورجولة إلى الشعب، الذي وصفه يوما جمال عبد الناصر بأنه المعلم.. وهو حقا المعلم.. المعلم للدنيا كلها شرقها وغربها، وانضم إلى جانب الجيش ورجاله وقادته العظام ما لم يكن الناس يأملونه أبدا أو ربما يتخيلونه.. عاد المارد المصري الأصيل.. عادت الشرطة المصرية الأصيلة إلى أحضان الوطن تقف جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة العظيمة ليحميا معاً الثورة الشعبية الهائلة التي انطلقت كالهدير لا راد لها الا بتحقيق أحلامها وطموحاتها.. تلاحم الشعب والجيش والشرطة وانصهروا في بوتقة واحدة شعارهم جميعا حب مصر.. حب الوطن، وليس قبل ولا بعد ذلك حب.. حتى إن سقط منهم الشهداء، حتى إن جرح منهم الرجال، كله يهون في سبيل رفع الغمة عن هذا الوطن الأبي المكافح البسيط الأصيل الذي علم البشرية منذ فجر التاريخ الذي كان له شرف التوحيد قبل أن تصحو الدنيا كلها من نومها الثقيل.. حقا كانت أياماً رائعة ومشاهد يستحيل وصفها أربكت الغربان السود ومن خلفهم من المنتفعين الذين يعملون لضياع مصر وشرذمة الوطن العزيز الغالي على كل المصريين.. ثلاثة أيام أتابعها ليل نهار من سريري بالمستشفى، لا أقفل التليفزيون أبدا وكان من الأخبار التي تصلني من معارفي وأصدقائي ما هو طرفة وما هو مصري أصيل لطيف فقد أخبرني أحد أقاربي في بلدتي بمحافظة كفر الشيخ بأن شباب البلدة يوم 30/6 صنعوا منهم لجان تفتيش على الطرق وكل لجنة بها حلاق أو اثنان وأنهم كانوا يفتشون السيارات الداخلة أو الخارجة للبلدة فإذا وجدوا فيها ملتحياً أنزلوه فحلقوا له ذقنه ثم يضربونه علقة بسيطة ثم يطلقونه وهكذا كان يوما باراً على حلاقي البلدة على حساب الذقون الملطخة بدماء الشهداء الذين سقطوا في عام الإخوان الأسود من أمثال: الجندي وكريستي وجيكا والصحفي أبوضيف حتى بائع البطاطا الصغير ممن سحلوهم وعذبوهم حتى الموت.. إن رحمة الله واسعة وهو مطلع.. وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور كما قال في كتابه العزيز.. وصدور الإخوان قدت من صخر وهي مليئة بالحقد والغل على المصريين وعلى مصر الكنانة وهم يضمرون لوطنهم ولشعبهم كل كره واستعلاء ولا مشاعر لهم تجاه وطنهم وشعبهم إلا أنفسهم وأهلهم وعشيرتهم ومرشدهم السابق كان يقول بمنتهى البجاحة: «طظ في مصر». ها هو الشعب المصري العظيم يقول لك يا عاكف انت وكل من على شاكلتك.. مصر أكبر منكم جميعا يا خونة وطظ فيكم جميعا وتحيا مصر وشعبها الأبي والله معها عليكم يا خونة، ينصرها ويؤيدها بمدد من عنده لأنه يعلم سبحانه أنكم تتاجرون بدينه الحنيف على الناس البسطاء والجهال وصولا لغاياتكم البشعة وأحلامكم الموتورة.. والحمد لله الذي هيأ لمصر وشعبها الطيب المخلصين من أبنائه من أبطال رجال القوات المسلحة الشرفاء الأوفياء لشعبهم ووطنهم الغالي ومن رجال الشرطة الأحرار الذين يضعون أرواحهم على أكفهم في سبيل وطنهم العزيز وشعبهم الأبي، وانكشفت الغمة وغرب شمس الخوان إلى غير رجعة وانكسرت شوكتهم وشوكة من يناصرونهم من أعداء الوطن ممن يستقوون بهم من الخارج ابتغاء تحقيق حلمهم البغيض على حساب ضياع مصر.. لكن الله حافظ لأرض الكنانة وهو من وصفها بالأمان في كتابه العزيز وهي مصر المحروسة دائماً بأمر الله ورعايته وقوته. ومن يحرسه الله لا يضيعه إنسان. أحمد الطاهر