قد لا نستطيع أن ننزع عنهم إسلامهم، رغم أن مرشدهم الأول وصفهم بأنهم ليسوا إخواناً.. وليسوا مسلمين، لأن الدين هو علاقة بين الإنسان وربه.. ولكننا يمكن أن ننزع عنهم مصريتهم.. لأن من يستعدي القوي الأجنبية ضد مصر لا يكون مصرياً.. ومن يحرض علي العنف والقتل والدم لأبناء شعبه لا يجب أن نرحمهم. وليس هناك أبشع مما قاله مرشدهم مغرب يوم الجمعة وتكاد يداه تغرق في الدماء وهو يحرض الذين يخدعهم بالعمل علي إقصاء من يعارضهم.. بل ويدفع أنصاره إلي قتل معارضيهم. وها هو مرشدهم يدخل إلي رابعة العدوية كأنه الغازي الفاتح وهو يقف علي المنصة محرضاً أنصاره على استعادة سلطتهم.. وما علموا أنها السلطة التي سلبوها منا في ليلة ليلاء. وقف يخطب ويلوح بيديه.. وحوله أقطاب جماعته فتذكرت علي الفور زعيم النازية الأكبر أدولف هتلر عندما كان يقف مخاطباً المخدوعين بكلماته وحوله أقطاب نظامه جوبلز وجورنج.. إذ كان يقف المرشد وحوله من أقطاب نظامه محمد البلتاجي وصفوت حجازي وغيرهما. واللافت للنظر أن يلجأ المرشد العام محمد بديع إلي الأجانب ليحموه.. إذ كل الناس شاهدوه وهو يلقي خطابه «الفاشي النازي» لا فرق وحوله ثلاثة من أعضاء حماس يتولون حمايته، حتي وهو علي المنصة وبين رجاله.. فهل بعد ذلك مهانة لمصر وللمصريين!. ويطبق المرشد العام د.محمد بديع سياسة شمشون البطل القومي لليهود.. فهو يريد أن يهدم المعبد علي رأسه.. وعلي رؤوس كل المصريين.. ولا تفسير آخر لكل ما قاله المرشد- من رابعة- إلا انه يعلن الحرب علي مصر وكل المصريين ويطبق في ذلك سياسة «أنا.. أو بحور الدم». ولا يهمه أن يضحي بدماء نفر من رجاله ليحقق ذلك. فالكرسي هو حلمه. وهو هدفه.. إذ كان هو بالفعل من يحكم مصر منذ وصل د.مرسي إلي كرسي الرئاسة.. وهذا هو سر الهتاف الجماعي الشعبي: يسقط حكم المرشد. إذ كان يحكم وفقاً لنظرية الإمام الفقيه التي تحكم إيران الشيعية الآن.. وكان يسعي لتطبيق ذلك علناً في مصر. إذ سلطته هي الأعلي.. وليس رئيس الجمهورية. ولقد أعلنها المرشد عندما رأينا في خطابه مخططاً رهيباً لذبح مصر.. أو لتركيعها.. وما ركعت مصر لغير الله سبحانه وتعالي، حتي قبل ظهور الأديان السماوية.. بل كان سيفوق نيرون الروماني الذي أحرق عاصمته روما عندما لم تعجبه.. بحجة بناء عاصمة جديدة.. ودولة جديدة. كان الرجل يحرض رجاله علي حرق مصر للانتقام من شعبها لأنه وقف ضد أحلامه في أن يجلس علي عرشها ويتحكم في شعبها.. وقد هاله أن تخرج كل هذه الملايين ترفض حكمه وتسقطه من فوق عرش العنكبوت الذي بناه لنفسه. ولقد حدث ما توقعته.. عندما حذرت من أن الإخوان لن يسكتوا علي سقوطهم المدوي.. وتوقعت أن يتحركوا مهما تركت من بحور دم رهيبة في الشوارع.. فالغاية- عندهم تبرر الوسيلة- حتي ولو كان نفر من مؤيديهم هم وقودها. وهنا أواصل تحذيري من الخلايا النائمة للإخوان. لأن سلوكهم يقول ببقاء هذه الخلايا نائمة لتنفذ ما يطلب منها.. ودلتنا تجاربنا السابقة أن هذه الخلايا هي الأخطر في هذا التنظيم.. وهو ما اكتشفه إبراهيم عبدالهادي رئيس وزراء مصر عام 48-1949 عقب اغتيالهم لرئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي. ثم اكتشفهم أكثر جمال عبدالناصر الذى حاولوا اغتياله عندما فشلوا في الاستيلاء علي ثورته عام 1954.. ثم طاردهم عبدالناصر مرة أخري عام 1965 ووضعهم في السجون لسنوات طويلة.. وهي السياسة الذي سار عليها السادات ومبارك بعد ذلك. ويخطئ من يعتقد أن الإخوان سوف يهدأون.. ولو مؤقتاً لأنهم علي يقين أن سقوطهم الذي تحقق هذه المرة هو السقوط الأخير الذي لا قومة لهم بعده.. ولهذا يقاومون حتي الرمق الأخير. فإذا كان الإخوان قد عاشوا قوة ارتفاعهم منذ استولوا علي ثورة يناير فإنهم يعيشون الآن فترة سقوطهم وانحدارهم. بعد أن عرف الشعب حقيقتهم وانهم ليسوا دعاة إصلاح.. بل هم دعاة حكم. ولو كان فيهم رجل رشيد لقدموا للشعب بعض ما يحلم به هذا الشعب. أي أتوقع مزيداً من المقاومة.. ومزيداً من بحور الدم. وما حدث يوم الجمعة مجرد مقدمة لما سيحدث في القريب العاجل. فكونوا مستعدين حتي ولو لجأنا إلي فرض حظر التجول لحماية الشعب مما يخططون. وما أبشع ما يخططون له.