قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه قبل أقل من عام، أطاح الرئيس المصري المعزول "محمد مرسي" بالرتب العسكرية العليا وعين قادة جدد توقع الكثيرون أنهم يدينون بالولاء ل"مرسي" ولن ينحازوا للشعب. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس "مرسي" تمتع فقط بثلاثة أشهر من العسل مع القوات المسلحة، ولكن بعد ذلك توترت العلاقات بعد أن أصبح حكم "الإخوان" يتحدي بشكل متزايد المصالح الأساسية للجيش الذي يعمل كأكبر قوة تجارية في مصر بالإضافة إلى دوره التقليدي في حماية أمن واستقرار البلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن الخلافات بدأت مع الإعلان الدستوري الذي أصدره "مرسي" في نوفمبر الماضي وتصاعدت الاضطرابات السياسية وتعثر الاقتصاد المصري، مشيرة إلى أن بعض المسؤولوين أكدوا أن الكيل طفح بالقوات المسلحة بعد رغبة الرئيس في الدخول في صراعات مع إثيوبيا وسوريا، مما يهدد مصر بالدخول في أزمات لا يمكن تحملها. ومضت الصحيفة تقول أن القرارات العسكرية سيكون لها دور حاسم في شكل الأيام والأسابيع المقبلة في الوقت الذي يعاني فيه الحكم المدني من حكومة هشة مؤقتة لمتابعة خريطة الطريق التي رسمها "السيسي" في حوار شمل طوائف الشعب المختلفة. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الذي شعر بإستياء شديد من جانب سياسات الرئيس المعزول "مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين اغتنم الفرصة ولم يفرط فيها، فأطاح ب"مرسي" بعد أن خرج الملايين من الشعب المصري المناهض للحكومة. ومع أحداث العنف والإرتباك والفوضى التي شهدتها مصر خلال مظاهرات أمس الجمعة، بدى من الواضح أن قوات الجيش غير قادرة على استعادة السلام في الشارع المصري، بعد أن أسفرت الاشتباكات عن مصرع 24 شخصا على الأقل.