قال موقع " يورو آسيا ريفيو " أن الرئيس محمد مرسي يلعب بورقة الطائفية . وأشار الموقع الى أن مرسى قرر أن تكون مصر الدولة العربية الثالثة التى تقطع العلاقات مع سوريا وأعرب عن تأييده لإقامة منطقة حظر جوى فوق سوريا، وجاء ذلك بينما كان واقفا مع رجال الدين السنة المتشددين الذين دعوا الجهاديين المصريين الشباب إلى شن حرب مقدسة ضد جيش الرئيس الأسد ومقاتلي حزب الله في سوريا. وفي حين لا تزال مصر أقل بكثير نفوذا في سوريا من قوى أخرى معارضة للأسد، تحول مرسي فجأة ليشعل نار الطائفية في الشرق الأوسط . وقال الموقع :" من بداية رئاسته، أعرب مرسي عن التضامن مع المتمردين السوريين ودعا الأسد إلى التخلي عن السلطة. ورغم أنه أعرب عن معارضته للتدخل العسكري الأجنبي، ورفض تسليح الجيش السوري الحر، بدلا من ذلك، اقترح "مرسي" تشكيل لجنة إتصال تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا فى محاولة لحل الصراع من خلال تسوية تفاوضية ، إلا أنه عاد لينقلب على كل ذلك بموقفه الأخير. وأكد الموقع أن موقف "مرسى" من الازمة السورية كان مختلفا نوعا ما عن موقف أمراء وملوك الخليج ، والدليل أنه حرص على تحسين العلاقات مع إيران الراعى الأول للنظام السورى وزار إيران واستقبل رئيسها فى القاهرة ، كما فتحت مصر أبوابها أمام السياح الإيرانيين. ورأى الموقع أن سبب تغير موقف مرسى هو تزايد حدة المعارضة العلمانية ضده ، والتهديدات المتتالية بخلعه والحملة التى تقوم بها حركة " تمرد" التى جمعت 13 مليون توقيعا من الشعب لدعوة الرئيس للتخلى عن الحكم ، وكذلك المخاوف من أحداث 30 يونيو. وأشار الموقع الى أن "مرسي" رأى فى موقف مصر الجديد في الصراع السوري مصلحة لتعبئة لقاعدة الإخوان المسلمين ، بالاضافة إلى حصوله على مزيد من الدعم من الدوائر السلفية المصرية . إلا أن هذا التكتيك قد يحشد بنجاح الإسلاميين المتشددين في مصر وكذلك الطبقة المتوسطة المصرية قد تشارك قناعة مرسي بأن الاسد يجب أن يتنحى، ولكن من غير المرجح أن موقفا أكثر عدوانية ضد نظام الأسد سوف يحول انتباه الشباب في مصر بعيدا عن مصادر السخط الرئيسية مثل، ارتفاع تكاليف المعيشة، والبطالة المفرطة، ونقص الطاقة والشعور بالضيق الاقتصادي. وقال الموقع أن تحسن العلاقات المصرية الإيرانية كلفت مرسي بعض الشىء حيث أن شركائه السلفيين يتهمون ايران بالسعي لنشر المذهب الشيعي في جميع أنحاء مصر، كما أغضب هذا الموقف بعض الدول الحليفة في الخليج وكذلك امريكا . وختم الموقع بأن موقف مرسي الجديد من سورية هو تأكيد آخر على أن هناك شبكة من العلاقات في منطقة الشرق الأوسط متشابكة تقوم على تحالفات طائفية تتشكل على طول الجانبين على نحو متزايد. وجميع المواقف التي اتخذتها الدول العربية في مجملها، من الأزمة السورية بنيت على أسس طائفية بين السنة والشيعة، باستثناء الجزائر واليمن. وقد استخدمت كل الحكومات العربية التي يقودها السنة نفوذها الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي لتقويض نظام "الأسد "، بينما لازال الاسد يحظى بدعم حزب الله في لبنان والنظام العراقي بقيادة نوري المالكي، وقد سافر نشطاء يمنيين أيضا إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد، وهو ما يؤكد على الطابع الطائفي للصراع. قال الموقع :" بجب أن يدرك مرسي أنه لا يمكن أن يحتضن طهران من جهة والغرب وبقية العالم العربي من جهة أخرى. وبموقفه الاخير من سوريا ، بدد مرسى أحلام الكثيريين فى الشرق الاوسط ، أن تكون مصر ورئيسها ، وهى أكبر دولة فى المنطقة، حمامة السلام الذى تدعم الاستقرار فى المنطقة.