قالت وكالة انباء "أسوشيتد برس" أن مصر تحاول إقناع إيران بالتخلي عن دعمها المطلق لنظام الرئيس السورى المحاصر بشار الأسد من أجل إنهاء الحرب الاهلية الدامية في سوريا في مقابل الحصول على مساعدة من مصر في تخفيف العزلة الإقليمية لطهران في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل . وأضافت الوكالة أن هذا العرض هو محور جهود دبلوماسية من قبل الرئيس المصري محمد مرسي , الذي يأمل أن لجنته " الرباعية الإسلامية " – التى تضم تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر , الذين جميعهم من مؤيدي التمرد السوري, مع ايران التى هى اكبر حليف اقليمي لنظام الاسد -- يمكن أن تنجح فى حين فشلت مبادرات اخرى كانت قد دعت اليها الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية . وأشارت الوكالة الامريكية الى أن هذا التجمع هو أول جهد كبير لإشراك إيران في حل الأزمة . ولكن الامر قد يكون صعبا على مرسى من عدة جوانب , حيث ان نفوذ طهران في الشرق الأوسط يرتبط بقوة بتحالفها مع الأسد وسقوطه سوف يكون ضربة كبيرة لطهران . علاوة على ذلك ، فإن أعضاء اللجنة الرباعية أنفسهم لديهم انقسامات خاصة بهم . فالمملكة العربية السعودية السنية ، جنبا إلى جنب مع غيرها من دول الخليج العربي ، معارضة بشدة لأي توسع ايراني فى الشرق الاوسط ، وربما تقاوم انهاء عزلة طهران . ولكن لفتت الوكالة الى أن ايران الان تحتاج الى حلفاء أكثر من أي وقت مضى ، حيث تنمو مخاوفها من ضربة محتملة ضد منشآتها النووية من قبل إسرائيل أو الولاياتالمتحدة ، بالاضافة الى ان مجموعة من عقوبات الاممالمتحدة تهدف لايذاء صناعة النفط الحيوية لطهران . ونقلت اسوشيتد برس عن مسؤولون مقربون من الرئاسة المصرية قولهم أن الرئيس مرسي قدم العرض عندما التقى الشهر الماضي مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في طهران , وذلك خلال زيارة مرسي لإيران لحضور قمة حركة عدم الانحياز التى تضم 120 دولة . وقال المسؤولون , الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم , لاسوشيتد برس أن مرسي عرض حزمة من الحوافز لطهران لوقف دعمها للأسد . تضم حزمة الحوافز التى عرضها مرسى على طهران أن القاهرة سوف توافق على استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة , كما ان مرسي سوف يتوسط أيضا لتحسين العلاقات بين إيران ودول الخليج العربية المحافظة التي نظرت طويلا الى ايران الشيعية بتشكك ولديها مخاوف من ان الأمة الفارسية تعمقت بسبب برنامج ايران النووي المثير للجدل . كما عرض مرسي " خروج امن " للاسد وعائلته وأعضاء دائرته الداخلية . ولكن المسؤولون لم يعطوا معلومات حول اطارا زمنيا للعرض ولم يقولوا ماذا كان رد أحمدي نجاد . وأضافوا أن رأى مرسي هو أنه لا الاسد ولا المتمردين الذين يقاتلون نظامه يظهر أنهم قادرين على الانتصار في هذه الحرب الأهلية الدائرة ، مما يخلق حالة من الجمود يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف الى تفتيت الأمة العربية مع تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها. وقال أحد هؤلاء المسؤولين المصريين أن " مصر مقتنعة بأن ما هو القادم فى سوريا تحت نظام الأسد سيكون أسوأ بكثير من أي شيء شهده العالم هناك حتى الآن " ، وأضاف أنه " فى ضوء ذلك ، مصر ترى أن منع المزيد من اراقة الدماء سيكون انجازا كبيرا " . وفى السياق ذاته تذكر الوكالة أن مرسي ، الذي تولى منصبه منذ أقل من ثلاثة أشهر كأول رئيس مدنى منتخب بحرية فى مصر ، كان قد أعرب عن دعمه للمتمردين ضد نظام الأسد " القمعي " في كلمة ألقاها في مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران , مشيرة الى أن هذه الخطوة أثارت غضب الإيرانيين ، لكنها حظيت باعجاب في معظم أنحاء العالم العربي وواشنطن . كما انها أوصلت رسالة للايرانيين فى عقر دارهم بأن الاستمرار في دعم الأسد كان لا يمكن الدفاع عنه . ونقلت اسوشيتد برس عن أحد النشطاء السوريون المناهضين لنظام الأسد قوله أن مشاركة إيران في اللجنة الرباعية يشير إلى أنها تدرك أن دعم الأسد قد لا يكون عمليا قابلا للتنفيذ على المدى الطويل . وذكرت الوكالة الامريكية أن دبلوماسيون من اللجنة الرباعية في القاهرة قد ألتقوا لأول مرة يوم الاثنين ، وقال وزراء خارجية الاربع دول المشاركين انهم سوف يجتمعون خلال الايام القادمة . وفى هذا الصدد قال رامي عبد الرحمن ، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان الذى مقره بريطانيا ، وهي مجموعة ناشطة تراقب العنف والانتهاكات في سوريا , أن " هناك توافق في الآراء بين الأربعة دول أن الصراع السورى يجب أن ينتهي قبل تتفكك البلاد " , مضيفا أنه إذا حدث هذا ، فان التداعيات سوف تلمس الجميع في المنطقة " . وترى اسوشيتد برس انه في حين ان مرسى يمكنه تحقيق استعادة علاقات القاهرة الدبلوماسية مع إيران , وهو الامر الذى سيكون جائزة دبلوماسية كبيرة بالنسبة لإيران نظرا لان مصر هي الدولة العربية الأكثر سكانا وقوة اقليمية في المنطقة ، الا انه سيكون لديه صعوبة في اقناع زعماء دول الخليج لتحسين العلاقات بينهما . وتعليقا على ذلك , قال جيمي تشاندلر ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مدينة نيويورك , " هذه ستكون هدفا صعبا لمرسي لتحقيق النجاح " ، وأضاف ان " الدول المعنية ( في اللجنة الرباعية ) لديهم علاقات متوترة تاريخيا . ولكن ، إذا تركزت المحادثات على منفى للاسد ، فان ايران سوف تكون أكثر ملاذا مرجحا " . مسؤولون مقربون من الرئاسة لاسوشيتد برس : مرسي عرض حزمة من الحوافز على طهران لوقف دعمها للأسد تضم استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع القاهرة .