كشف خبراء سياسيون وأمنيون ل«الوفد»، أن الواقعة الشهيرة لمقتل أربعة شيعيين في الجيزة لها أبعاد سياسية خطيرة وهو مخطط كبير لأجندة إخوانية صهيونية أمريكية الهدف منها إدخال البلاد في نفق مظلم من الصراعات الطائفية والفوضي وإثارة الفتن بين طوائف الشعب وذلك بهدف تحقيق حلم التمكين في الحكم إلي المدي البعيد، مؤكدين أن أهم حسابات الإخوان هو تعمد إحداث وافتعال خلل في الثقافة المصرية من خلال طمس هويتها، وذلك لاستمرارهم في الحكم منتقدين صمت الرئيس مرسي عن هذه الواقعة الخطيرة، وتحمله المسئولية لاثارة الصراع الطائفي، مطالبين بسرعة تدخل الجيش لوأد الفتنة الطائفية قبل إدخال البلاد في نفق مظلم. قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون، أستاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية ل«الوفد»، إن الصراع السني الشيعي الذي بدأ يطفو علي السطح مؤخراً في مصر، خاصة بعد واقعة الاعتداء البشعة علي مجموعة من الشيعة مختلفة، مؤكداً أن السنة والشيعة في مصر لا يوجد بينهم أي توتر أو مشكلة ولا أحد يشعر بهذا، إلا أنه منذ صعود جماعة الإخوان المسلمين إلي السلطة وبدأ معهم الصراع الطائفي علي كافة الأصعدة وكان أخطرها الصراع السني الشيعي، وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر القديم والحديث. وأضاف إبراهيم أن الإخوان مستفيدون من هذا الصراع المفتعل من قبلهم وبتدبيرهم خاصة في هذا الوقت العصيب من تاريخ مصر، مشيراً أن واقعة قتل الشيعة مؤسفة وكانت بشعة. وقال «إبراهيم» الرئيس مرسي مسئول سياسياً عن إثارة هذا الصراع الطائفي فكان عليه أن يظهر في وسائل الإعلام ويتحدث عن الحادث ومن الذين ارتكبوه والدوافع وراء الحادث وأن يكلف النائب العام الإخواني بالتحقيق الفوري حول هذه الواقعة ومحاكمة كل من تورطوا فيها، وذلك لتهدئة كل طوائف الشعب المصري، خاصة الأقباط الذين بدأوا يشعروا بالقلق الشديد لما يخفيه المستقبل من حكم الإخوان، مشيراً إلي أن الرئيس مرسي هو رئيس لكل الإخوان وليس المصريين وبالتالي المؤكد سوف يتستر علي هذه الواقعة. ومن جهته يري اللواء أحمد رجائي عطية الخبير العسكري ومؤسس الفرقة «666» أن من أهم الحسابات السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في مصر هو إثارة الفوضي في المجتمع المصري وتقسيمه إلي طوائف وأحزاب وسنة وشيعة وجهادي وسلفي وغيرها وإثارة الفتن بينهم لتحويل البلاد بذلك إلي فوضي عارمة وصراعات طائفية، وذلك تأكيداً منهم أن هذا الصراع الطائفي يرسخ بقائهم في الحكم. وقال «رجائي»: الإخوان يفتعلون الفوضي في كل شىء فعندما دخلوا ميدان التحرير دخلوا كطرف ثالث لإثارة الفوضي وعندما هربوا من السجون وفر 11 ألف سجين من سجن وادي النطرون هربوا معهم كل المساجين لتعمد إثارة الفوضي حتي يتم بذلك طمس جرائمهم وتوهان الجهة المفتعلة، ومازالوا يثيرون الفوضي في كل اتجاه. وأضاف «رجائي» أن الشعب المصري يعلم جيداً أن «الإخوان» قادرون علي احراق الوطن وتقسيم وإثارة البلبلة بتكفيرهم علي كل الأصعدة لأنهم يختارون الفوضي عنواناً لهم. وقال «رجائي» إن هناك ثلاث حوادث مؤخراً في الفيوم وواقعة مقتل الشيعي في الجيزة والواقعة الثالثة بالمحلة التي تم الاعتداء فيها علي مقر السلفيين تم افتعالها قبل 30 يونية لإثارة الفوضي وذلك لأن الفوضي هو الهدف الأساسي للغرب والصهيونية ليدعموا بقائهم في الحكم وأن الصراع السني والشيعي مفتعل وغير موجود في مصر بالأصل ولكن يحاولون تفتيت الشعب ويتعمدون إثارتها. وأشار «رجائي» إلي أنه كان يتوقع من «السيسي» بعد حكم قضية وادي النطرون القبض فوراً علي «مرسي» وكل المتورطين في القضية من الإخوان لأنه لا يجب بعد هذا الحكم أن يكون رئيساً للجمهورية، وقال «رجائي» إنه مع اعتراضي الشديد «على الفريق السيسي» كان يجب عليه أن ينفذ تعهداته للشعب المصري علي أرض الواقع، ولكن ليس اعطاء مصالحة وطنية أو مهلة لأنه يعلم جيداً أن استمرار حكم «مرسي» يدخل البلاد في نفق مظلم وفوضي، واقترح «رجائي» بتنفيذ الحكم القضائي قبل 30 يونيه، وقال إنه لو حدث ذلك لا يعتبر انقلاباً عسكرياً، لأنه يسلم البلد لرئيس المحكمة الدستورية كفترة حرجة لإنقاذ مصر وشعبها من الضياع علي يد الإخوان الذين كفروا الشعب المصري الذي عرف منذ آلاف السنين بأكثر الشعوب تديناً. وأشار «رجائي» إلى أن الرئيس «مرسي» يتعمد خلق الصراعات لاستمراره في الحكم وأنه افتعل أزمة مع سوريا بحجة مناصرة الثورة السورية علي حساب العلاقات المصرية السورية ليبعد الأنظار عن الأفعال الكارثية التي ترتكبها جماعته كل يوم، مؤكداً أنه يقف صامتاً أمام الأزمات المشتعلة في مصر علي رأسها قضية سد النهضة التي لم يحرك فيها ساكناً. وأكد الدكتور رفعت السيد أحمد المفكر السياسي ومدير مركز «يافا» للدراسات أنه لا يوجد صراع حقيقي سني شيعي في مصر ولكن هناك توظيفاً سياسياً لهذه القضية. وقال «السيد» إن القضية بين السنة والشيعة هي خلاف سياسي بين دول الخليج وإيران يتم تصديره حالياً علي أرض الواقع إلي مصر لكي تشتعل فيه المعركة وتتوهج ويتحول المجتمع المصري إلي طوائف متصارعة ومتناحرة كالصومال وأفغانستان، وذلك بهدف القضاء علي الثورة المصرية ومحاولة تحقيق أهدافها. وقال «السيد» إن الذين يدعمون هذه القضية «الصراع السني الشيعي» مدعومون من أمريكا ومن الغرب لكي يشغل الشعوب بقضايا تافهة وليست حقيقية ذلك لهدف تحقيق أهداف المخطط الأمريكي الصهيوني وتنفيذ مصالحة في المنطقة وسهولة السيطرة عليها. وأضاف «السيد» أن مؤتمر «هرتسليا» الذي عقد في تل أبيب بإسرائيل هو أحد أهم المنابر في رسم وتوجيه السياسات المستقبلية للدول العربية، حيث يشارك في أعمال أقطاب من كبار الخبراء السياسيين والأمنيين والخبراء الإسرائيليين المتخصصين في الصراع بالشرق الأوسط في العالم، مضيفاً أن هذا المؤتمر الخطير أصدر في أهم توصياته الخطيرة إثارة الصراع بين السنة والشيعة وذلك لأن هذا الصراع يفجر أزمة خطيرة بين العرب والسنة وإيران والشيعة وبعض الذين يزعقون بالأسس الدينية والحضارية والثقافية بين الشيعة والسنة ويظهرون من الحماسة والاستعداد لإعلان الحرب بسبب هذه القضية ولذلك نكشف أن الإخوان ينفذون مخطط اليهود في مصر. ومن جانبه أكد حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن التعصب والتطرف والعنف وسياسة الإقصاء وفرض الرأي الواحد عائق في طريق التقدم لكونه بغرق الأمة وينبغي العمل علي حماية الشعب المصري من مثل هذه الأمور السلبية لينعم بالأمن والأمان، مطالباً مؤسسة الأزهر بمواجهة الدعوات التي تريد الإجهاز علي دوره الوسطي التاريخي الناتج من الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء. وقال أبو سعدة إن منظمات حقوق الإنسان تعرب عن قلقها الشديد لارتفاع وتيرة العنف داخل البلاد في الفترة الأخيرة، وذلك قبيل يوم الثلاثين من يونيه المقبل والتي كان آخرها مقتل الشيخ حسن شحاتة. وأضاف «أبو سعدة» أن مجموعة من المواطنين من أهالي منطقة أبو النمرس معظمهم من المنتمين للتيار الإسلامي قاموا بمحاصرة منزل أحد أئمة المساجد بالمنطقة أثناء تناول الشيخ «شحاتة» القطب الشيعي وجبة الغداء فقام الأهالي باقتحام المنزل والتعدي بالضرب عليه حتي لقي مصرعه وثلاثة آخرون ثم قاموا بسحل جثثهم والتمثيل بها أمام تشجيع وهتافات المتواجدين. ويري «أبوسعدة» من خلال استقراء سريع لهذه الواقعة أنه يتضح وبصورة لا تدع مجالاً للشك مدي الشحن الطائفى داخل البلاد والتي وصلت ذروتها في مؤتمر نصرة سوريا والشحن ضد الشيعة بشكل عام، مشيراً إلى أنها أمور إذا سارت علي هذا المنوال سوف تنذر بكارثة تهدد الدولة المصرية، وكافة مؤسساتها وكياناتها وتهدد السلام الاجتماعي وتلقي بالبلاد إلي شبح الفتنة الطائفية الذي يلتهم الأخضر واليابس في طريقه مطالباً بسرعة التحقيق في الواقعة وتقديم الجناة إلي العدالة ومعاقبتهم لكي يكونوا عبرة لغيرهم.