ألقي الرئيس مرسي، منذ عدة أيام، بالاستاد، خطابا علي الآلاف المحتشدين من حزبه وعشيرته، من الإخوان المسلمين وغيرهم من السلفيين الجهاديين وأعضاء التيار الإسلامي، وذلك تحت شعار «نصرة سوريا»!!!، وينقسم هذا الخطاب إلي قسمين أساسيين، الأول خاص بالصراع السياسي والعسكري الدائر في سوريا منذ عام ونصف العام، بين الجيش الأسدي، والجيش الحر الذي يتبع المعارضة لنظام الأسد!!!، والقسم الثاني خاص بمظاهرات المصريين في 30 يونية الجاري، وذلك بصور مباشرة وغير مباشرة!!! وفي البداية يجب القول بأن الخطاب يثير السؤال عن غرض مرسي وعشيرته، سياسيا منه!! وقد سبق بحوالي أسبوع خطاب للرئيس بقاعة المؤتمرات عن «كارثة النهضة الإثيوبي» والأرجح ان كلا الخطابين مقصود بهما أساسا استعراض قوة الحشد الجماهيري للمنتمين للتيار الإخواني والجهادي الإسلامي «لإرهاب» «حملة تمرد» مع ملايين المصريين الذين وقعوا علي استمارة تمرد، وأعلنوا بذلك رفضهم لاستمرار الرئيس مرسي في منصبه بناء علي ما ارتكبه في حق الشعب المصري من تجاوزات وما تسبب فيه من كوارث، وفشله في انجاز أي من أهداف ثورة «25» يناير أو حل أية مشكلة من المشاكل الحياتية التي يعانيها ملايين من الشعب المصري منذ توليه السلطة في 30/6/2012!!! ويشمل هذا الفشل البطالة ومشاكل نقص الطاقة من السولار والبنزين والغاز وأزمة الكهرباء وقطع التيار أكثر من مرة يوميا عن الجمهور، وذلك بالإضافة إلي الفشل في إبرام اتفاق قرض ال 4٫8 مليار دولار مع البنك الدولي، هذا فضلا عن الانفلات الأمني الخطير في كل أرجاء مصر، حيث ساد قتل أفراد الشرطة، كما سادت جنايات السرقة بالإكراه والخطف للمواطنين، واغتصاب سياراتهم وبخاصة في الطرق العامة السريعة. وكل ذلك بالإضافة إلي إغراق مصر، في بركة البطلان والانعدام للإعلانات الدستورية، والقوانين، والقرارات التي أصدرها مرسي ومنها قرارات العفو والإفراج عن المجرمين الخطرين والقتلة من الجهاديين!!!! مع فرض كل هذه الأدوات التشريعية رغم بطلانها علي الشعب، وإصدار الأحكام القضائية من المحكمة الدستورية أو من محاكم مجلس الدولة، أو من محاكم الجنايات، ومحاصرة المحاكم والقضاة وإهانتهم وتهديدهم!!! وتدخله الهدام شخصيا في السلطة القضائية وفرض قانون عام بقرار باطل علي الشعب، مع إزاحة وعزل النائب العام السابق بقرار باطل آخر وأطلق عليهما وصف «الإعلانات الدستورية»، الأمر الذي رفضته محكمة شئون الأعضاء، وحكمت ببطلانه وانعدام كل أثر لهما، وتعيينه الباطل لمجلس الشوري وللجمعية التأسيسية الباطلة التي كتبت مواد دستور مرسي والغرياني المطعون في صحة أحكامه، وتحصين مرسي لقراراته الأخري من أية رقابة قضائية، وهو ما قضت المحكمة الدستورية العليا ببطلانه مؤخرا!!! وقد ذهب الرئيس مرسي في خطابه عن «نصرة سوريا» إلي ان شعب مصر «شريك استراتيجي» للشعب السوري في المنطقة منذ زمن طويل، وإنها لن تسمح بقهر هذا الشعب وإبادته بواسطة قوات بشار الأسد وحلفائه، وأكد ان مصر ترفض رفضا تاما العدوان علي الشعب السوري، وطلب من «حزب الله» الشيعي السحب الفوري لعناصره المقاتلة مع جيش الأسد في سوريا، كما أعلن أن مصر تؤكد للشعب السوري في جهاده من أجل إزاحة نظام بشار الأسد من الحكم، وإقامة دولة ديمقراطية منتخبة من الشعب، وقال ان مصر تؤيد هذا الشعب في نضاله معنويا وماديا وشعبيا وبالجيش المصري!!! أيضا كما ان علي الشعب المصري ان يعامل اللاجئين من السوريين في مصر بكرم، وفقا لأصول الضيافة والرعاية الإنسانية لهم!!! ويثير اخطاب السؤال عن ماهية المعاونة والمساندة من الجيش المصري التي ذكرها مرسي وهل يقصد إرسال قوات مقاتلة من القوات المسلحة لسوريا أو سوف يرسل متطوعين إسلاميين لهناك، ولا يملك مرسي هذا القرار وحده قانونا بل يجب موافقة مجلس الأمن الوطني والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، ولا يجوز ان ينفرد وحده استبدادياً بهذا القرار، وليس مفهوما كيف يمكن تنفيذه ومصر تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وتعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار السياسي والانفلات الأمني الشديد، بل إن الحكومة فشلت في معرفة قتلة الجنود في رفح أو خاطفي ضباط الشرطة أو خاطفي جنود الأمن المركزي حتي الآن ومصر أيضا مقبلة علي بداية ثورة شعبية عارمة خلال أسابيع قليلة سوف تبدأ بالحشود المليونية للمطالبة بالانتخابات الرئاسية المبكرة وبعد إزاحة السلطة الاستبدادية الفاشلة للرئيس مرسي وجماعته وعشيرته التي زعم أن الشعب المصري بأكمله يمثل جماعته وعشيرته بالتناقض مع سياساته وتصرفاته منذ تولي السلطة في 30/6/2012، ويبدو أن الرئيس وجماعته وحلفاءه الجهاديين يستخدمون الحيلة المعروفة الفاشلة لتحذير وتضليل الشعب وإفشال احتشاده لإنقاذ واستكمال ثورة 25 يناير 2011 وذلك بالتركيز علي مشاكل خارجية مفتعلة، وشغل الأمة بمخاطرها ودفع الشعب إلي تركيز جهوده من أجلها، بدلا من الثورة الداخلية الشعبية علي نظام مرسي الإخواني والفاشي والاستبدادي!!! وآية ذلك ان مرسي في القسم الثاني من خطابه في الاستاد وجه رسائل للشعب المصري بينما وصف المتظاهرين في 30 يونية بالفلول وأنصار النظام المباركي الفاسدين والمفسدين، وقد أكد أيضا أنه لن يسمح «أبدا» بأي استخدام للعنف في 30/6 من المتظاهرين الرافضين لبقائه في السلطة!! وأنه سوف يقمع بالقانون كما قال أيا ممن يستخدمون العنف في هذا اليوم مع ترديد وعوده ومزاعمه المعتادة منه عدم التزامه بها سواء قبل انتخابه المطعون فيه أو بعد توليه السلطة ومن أبرزها تأييده للتظاهر والاحتجاج السلمي وتعهده بعدم استخدام القمع بقوة للمتظاهرين، وقد هلل لمحتشدون في الاستاد كثيرا عندما أعلن د. مرسي منفردا قطعه العلاقات الدبلوماسية مع الدولة السورية وسحبه القائم بالأعمال من سوريا وغلق السفارة السورية بالقاهرة ويثير هذا القرار بداهة مدي صحته واختصاص مرسي وحده بإصداره وكذلك مدي مساعدة ذلك للمقاتلين السوريين في الجيش الحر وللحديث بقية!!! رئيس مجلس الدولة الأسبق