رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك فى حفل تخرج الكلية المعمدانية    سعر كرتونة البيض اليوم.. الأبيض يسجل 150 جنيها    طريقة سلخ الخروف تزامنا مع قدوم عيد الأضحى.. اتبع هذه الخطوات    «اتحاد الصناعات» يبحث مع الغرف التجارية سبل تمكين المرأة اقتصاديا    حزب الله: استهدفنا ثكنة راميم التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية    التجارة البحرية البريطانية: سلطات عسكرية أجلت طاقم سفينة تعرضت لحادث جنوب غربي الحديدة    بملابس الإحرام.. الرئيس السيسي يصل جدة لأداء مناسك الحج (فيديو)    وزير النقل السعودي: 32 تقنية حديثة و47 ألف موظف و27 ألف حافلة لخدمة ضيوف الرحمن    أمريكا تعلن تقديم 315 مليون دولار مساعدات إنسانية للسودان    خبير تحكيمي يكشف عن خطأ فادح في مباراة الزمالك وسيراميكا كليوباترا    بالأسماء.. تشافي طلب طرد 5 لاعبين من برشلونة قبل رحيله    حقيقة موافقة ناتشو على عرض الاتحاد السعودي    «الإفتاء» تحذر من فيديو مزيف بالذكاء الاصطناعي يروج لتطبيق مشبوه    قصور الثقافة: لدينا 20 قاعة لسينما الشعب في 18 محافظة تعرض الأفلام الجديدة    لبلبة: دوري في فيلم عصابة الماكس لا يشبهني.. والأحداث مليئة بالمفاجآت    الأول مكرر على الثانوية بالكويت: الأخذ بالأسباب وتنظيم الوقت من عوامل النجاح    حكم صيام عرفة يوم السبت.. أدلة شرعية تحسم الجدل    وكيل صحة الشرقية يتابع خطة رفع درجة الاستعداد بمستشفى القنايات قبل العيد    طريقة عمل الطحال زي المحلات.. «وصفة على قد الإيد»    وزير الإسكان: إيقاف وإزالة عدة مخالفات بناء بمدن 6 أكتوبر والشروق والشيخ زايد وبني سويف الجديدة    ويزو: 'ممنوع الأكل في لوكيشن شريف عرفة بس أنا كنت مبسوطة'    نقيب الإعلاميين يهنئ السيسي بحلول عيد الأضحى    فيديو.. المفتي يوضح فضل العبادة في العشر الأوائل من ذي الحجة    عاجل| القطاع العائلي في مصر يستحوذ على 58% من إجمالي الودائع غير الحكومية بالعملات الأجنبية في البنوك    رابط التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 2024 عبر موقع وزارة القوى العاملة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل جديدة في واقعة قتل طفل القناطر على يد زوجة أبيه    الثانوية العامة 2024.. خبيرة تربوية: التغذية الصحية تساعد الطالب على الاستذكار والتحصيل    بيربوك: يجب على الاتحاد الأوروبي الحفاظ على ضغط العقوبات على روسيا    مودريتش يخالف رأي مبابي    اليسار الفرنسي يكشف عن خطة للتخلص من إصلاحات ماكرون وتحدي الاتحاد الأوروبي    الصحة الفلسطينية: 5 إصابات برصاص الاحتلال من مخيم الأمعري بينها 3 بحالة خطيرة    قد تسبب أمراض القلب، ما هي أضرار المشروبات الغازية على الجسم؟    موعد صلاة عيد الأضحى في مصر 2024    الأزهر: يجب استخدام عوازل لمنع الاختلاط في صلاة العيد    الفيلم الوثائقي أيام الله الحج: بعض الأنبياء حجوا لمكة قبل بناء الكعبة    كيف تساعد مريض الزهايمر للحفاظ على نظام غذائي صحي؟    بعد العرض البلجيكي.. آخر تطورات صفقة انتقال بلعيد إلى الأهلي (خاص)    قصف مستمر وانتشار للأمراض الخطيرة.. تطورات الأوضاع في قطاع غزة    برامج وحفلات وأفلام ومسرحيات.. خريطة سهرات عيد الأضحى على «الفضائيات» (تقرير)    «التنسيقية».. مصنع السياسة الوطنية    «صيام»: نطبق استراتيجية متكاملة لتعريف المواطنين بمشروع الضبعة النووي| فيديو    بالرقم القومي.. نتيجة مسابقة مصلحة الشهر العقاري    هل صيام يوم عرفة يكفر ذنوب عامين؟.. توضح مهم من مفتي الجمهورية    «الإسكان»: إجراء التجارب النهائية لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح لتحلية المياه    محافظ المنوفية: 647 مليون جنيه حجم استثمارات الدولة في قطاع التعليم قبل الجامعي    المشاط تبحث تعزيز التعاون المشترك مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي    وزير الري يوجه برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ بالمحافظات خلال العيد    «هيئة الدواء»: 4 خدمات إلكترونية للإبلاغ عن نواقص الأدوية والمخالفات الصيدلية    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الكبير بالمحلة    لاعب بيراميدز ينفى بكائه بعد التسجيل في مرمى سموحة    فرج عامر: أوافق على مقترح الدوري البلجيكي.. ولا أستطيع الحديث عن عبد القادر وخالد عبد الفتاح    القاهرة الإخبارية تنقل صورة حية لطواف الحجاج حول الكعبة.. فيديو    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى الهرم    ماس كهربائي كلمة السر في اشتعال حريق بغية حمام في أوسيم    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    إنبي: العروض الخارجية تحدد موقفنا من انتقال محمد حمدي للأهلي أو الزمالك    حظك اليوم وتوقعات برجك 14 يونيو 2024.. «تحذير للأسد ونصائح مهمّة للحمل»    كتل هوائية ساخنة تضرب البلاد.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عواطف ‮:‬مصر لم تعرف فتنة طائفية إلا في‮ عام‮ 1910‮ علي‮ يد الاحتلال‮
نشر في الوفد يوم 27 - 05 - 2011

أفريقيا‮ بين قوسين هي‮ الحلم الجنوني‮ للدكتورة عواطف عبدالرحمن استاذ الصحافة بجامعة القاهرة والمتحدث الرسمي‮ باسم افريقيا ودول الشرق الأوسط في‮ المجال الإعلامي‮.
رحلة مضنية بدأت منذ الستينيات بحصولها كأول مصرية علي‮ درجة الماجستير عن حركات التحرير الوطني‮ في‮ أفريقيا متخذه الثورة الجزائرية نموذجا‮. ثم واصلت البحث والتنقيب بحب ودراسة عن جمال القارة الافريقية واكتشاف سحر شعوبها وصحاريها وانهارها وزيارة معظم بلدانها ليجئ الحصاد الفكري‮ في‮ أكثر من مائة وخمسين حواراً‮ مع معظم الزعماء والقادة والسفراء الأفارقة وكتب عن‮ »‬اكتشاف افريقيا‮« »‬وسائل الإعلام الافريقية‮« »‬دور وسائل الإعلام الافريقية‮« و»مقدمة في‮ الصحافة الافريقية‮« إلي‮ جانب عشرات البحوث والدراسات عن افريقيا أما‮ »‬إسرائيل‮« وهي‮ أيضا بين قوسين العدو اللدود والرفض القاطع لوجودها الصهيوني‮ في‮ »‬فلسطين‮« والذي‮ تتسنبأ الدكتورة‮ »‬عواطف عبدالرحمن‮« بزواله مع الثورات العربية واستيقاظ همم شعوبها واستنهاضها‮.
ليجيء في‮ النهاية‮ »‬الوطن‮« فوق الجميع كأرض المحيا والممات والتفاؤل بما‮ يحدث ونعيشه من احداث ثورة‮ 25‮ يناير رغم المحن والفتن التي‮ يتعرض لها الوطن إلا ان الدكتورة عواطف عبدالرحمن تري‮ شمس الثورة قادمة والفتنة عارضة سرعان ما ستزول ليبقي‮ نسيج الوطن واحدا موشوما بالهلال‮ يعانق الصليب‮ .‬
‮* دائما ما تقفين في‮ صفوف المعارضة لصالح الوطن وصوتك الرافض لكل اشكال التهميش والقهر مميز في‮ الذاكرة الوطنية كيف ترين المشهد من وجهة نظرك وهل‮ يتم اختطاف الثورة؟
‮** أبداً‮ فالوطن بدأ‮ ينهض ويستعيد ارادته ووعيه بشكل كبير والفضل الاساسي‮ لهذه الصحوة للشباب‮ . أطفال الأمس الذين اشعلوا بدايات الثورة وانضمت لهم وانحازت جميع فئات الشعب لتكون ثورة عارمة‮ . ولكن ما نعيشه الآن بدايات الثورة وهي‮ مرحلة تمر بها كل الثوارت في‮ التاريخ وهي‮ حقيقة لابد ان ندركها فلا توجد ثورة أنجزت مهامها في‮ جولة واحدة ونحن لسنا استثناء بل من الطبيعي‮ ان نمر بعد ثلاثين عاما من الركود والفساد والقهر المادي‮ والمعنوي‮ والعمل علي‮ تهميش الشعب بأكمله لصالح فئة استولت علي‮ نفوذ ومقدرات الوطن كله ان‮ يكون لكل هذا آثار وعلينا ان نأخذ ما‮ يحدث ونراه في‮ سياقه الصحيح والذي‮ يشي‮ بأن الثورة ستمر بعدة صعاب إلي‮ ان‮ يستوي‮ لها الأمر والي‮ ان تتسلم الأمور في‮ هذا الوطن بمعني‮ ان تكون مقدراته ومستقبله.في‮ أيدي‮ أبناءهئالكادحين والمنتجين والمبدعين وليس ذوي‮ الاطماع والانتهازيين أو الذين لديهم علاقات بالخارج من أجل مصالح شخصية فمصالح الوطن أصبحت في‮ المقدمة بجموع الشعب المصري‮ ولكن كيف نفعل هذا؟ هذه هي‮ القضية فلا‮ يمكن ان تجدي‮ بعد الثورة الارض ممهدة أمامك فنحن ورثنا أرضا مليئة بالاشواك والألغام وكلما خطونا للامام بضع مترات نجد ألغاماً‮ غير متوقعة وشديدة الخسة والدناءة والتآمر ولكن أقول لك ان الثورة كالشمس لا تسطع وتنشر نورها في‮ أرجاء الكون إلا بعد ان‮ يجئ الفجر ثم النهار ثم تأتي‮ الشمس وتتوسط السماء ونحن الآن في‮ مرحلة فجر الثورة‮.‬
إعلام مخزٍ
‮* هل في‮ الثورات الشعبية‮ ينحاز‮ الإعلام الرسمي‮ للنظام كما حدث في‮ أداء الإعلام المصري‮ اثناء ثورة‮ 25‮ يناير الذي‮ ظل‮ يدار بسياسات نظام مبارك حتي‮ خطاب تنحيه؟
‮** الأداء الإعلامي‮ المرئي‮ والمسموع اثناء الثورة كان عاراً‮ علي‮ هذه المهنة وعلي‮ كل القيادات التي‮ كانت تتولي‮ المسئولية السياسية والاخلاقية والاجتماعية وفي‮ بداية الثورة كان موقفهم مع النظام القديم ودورهم معادياً‮ للثورة وفي‮ وضع مخزياً‮ مهينا متجاهلين أخبار الثورة ومركزين علي‮ تصريحات النظام وتصوروا بذلك أنهم‮ يستطيعون ان‮ يوقفوا آلة الزمن وحركة المجتمع وحركة التاريخ لا تتوقف مهما وقف امامها أباطرة ولكن للأسف لا أحد‮ يقرأ التاريخ جيدا وهناك من‮ يقرأ التاريخ ولا‮ يستوعبه خاصة من‮ يشرفون علي‮ مواقع حساسة ويشكلون ويقودون الرأي‮ العام لانه عندما‮ يتولي‮ الإعلام هذا المرفق الحيوي‮ الهام بشر‮ غير مؤهلين وغير مثقفين ومغرضون بجهالة وبغباء كل هذا علي‮ تاريخ الوطن ويعرف بأنه في‮ هذه المرحلة‮ »‬بالمعتمة‮« لأنه لم‮ يدرك باستثناء بعض الشرفاء وهم قليلون ان مهمة الإعلام الاساسية هي‮ رصد وتوثيق وتسجيل الحدث أياً‮ كان هذا الحدث وخطورته سواء كان مع أو ضد النظام القائم وهذا الرصد والتسجيل جزء أصيل من أصول المهنة وهو مالم‮ يحدث بل العكس تماما هو ما حدث من تزييف وتشويه ليوميات الثورة‮. ثم بعد سقوط مبارك للأسف‮ يلعب الإعلام نفس الدور بنفس الآلية من السطحية والضحالة والنفاق ولكن هذه المرحلة لصالح الثورة طالما هي‮ التي‮ نجحت وهي‮ ممارسات إعلامية ليست لصالح الثورة لأن الثورة لا تحتاج لأبواق إعلامية منافقة بل هي‮ في‮ أمس الحاجة لكوادر إعلامية مستنيرة ومتبنية الفكر الثوري‮ ومؤمنة ان مستقبل مصر في‮ التغيير لذلك فالإعلام المصري‮ يحتاج لثورة مضاعفة تقوم بالقضاء علي‮ معظم قيادته التي‮ كانت معنية من قبل أمن الدولة أو الحزب الوطني‮ فتم إفساد المهنة علي‮ مدي‮ ثلاثين عاما من خلال أباطرة السوق رجال الاعمال والمستثمرين وتقديم الرشاوي‮ علي‮ شكل إعلانات فتم خلط الإعلان بالمادة التحريرية وتم اختراقات عديدة للمهنة ففقدت جوهرها المتمثل في‮ كشف الفساد وسوء الإدارة والظلم الاجتماعي‮ والاسهام في‮ تشكيل الرأي‮ العام وتوجيهه إلي‮ مسار‮ ينهض المجتمع ويستنهض إرادة الجماهير وهو مالم‮ يحدث بل تم الترويج لرجال مبارك الذين كشفتهم الثورة عبارة عن مافيات سرقت ثروات الشعب وسرقت أعمار أجيال‮.. بأكملها وتم تهميش كفاءات صحفية واستبعادها وسجنها فقد كان النظام الأمني‮ يقبض بيد من حديد علي‮ كل تفاصيل الحياة‮.
مقارنة ظالمة
‮* هل تضعين ثورة‮ 25‮ يناير في‮ مصاف الثورات الكبري‮ في‮ التاريخ الإنساني‮ كالثورة الفرنسية وثورات دول أوروبا الشرقية في‮ التسعينيات من القرن الماضي‮ وتفككها وخروجها من قبضة الاتحاد السوفيتي؟
‮** كل ثورة لها قوانينها وظرفها التاريخي‮ ولا‮ يجب مقارنة ثورة‮ 25‮ يناير إلا في‮ إطار تاريخ ثورات الجنوب وأقصد به العالم الثالث والدول النامية من أجل التحرر الوطني‮ أو أقارنها بتاريخ التي‮ مرت في‮ مصر وفي‮ فترات زمنية متقاربة لها ولاستصبح المقارنة بدون ذلك مقارنة‮ غير علمية وغير صحيحة فما حدث في‮ الثورة الفرنسية حدث قبل‮ 200‮ عام كاملة وفي‮ ظروف دولية ومحلية مغايرة تماما أما تفكك دول أوروبا الشرقية وانفصالها عن الاتحاد السوفيتي‮ فجاء في‮ سياق أوروبي‮ غربي‮ أما مايحدث عندنا فهو في‮ سياق تحرر وطني‮ جنوبي‮ فنحن نمثل الجزء الجنوبي‮ من العالم وكل ثوراتنا كانت تحرراً‮ وطنياً‮ ضد الاستعمار ثم بعد ذلك عندما تم الاستقلال جاءت انظمة وطنية مستبدة وديكتاتورية فحدثت ثورات وطنية ضد هذه النظم الوطنية المستبدة ولقد كانت الصحف الحزبية والخاصة في‮ مصر موقفها من البداية مع الثورة والتغيير وكان هناك إجماع من قبل المفكرين والمثقفين والمهمومين باحوال الوطن ان مصر علي‮ حافة الانفجار وكان من ضمن السيناريوهات المطروحة ان التغيير قادم لا محالة ولكن لم نكن نستطيع ان نعرف متي‮ سيحدث هذا التغيير وكيف وكان هناك شبه اجماع انه ستحدث ثورة جياع من‮ 12مليون مصري‮ يعيشون في‮ العشوائيات و9‮ ملايين مصري‮ شاب متعطل عن العمل الي‮ جانب الازمات المعيشية اليومية والتي‮ يعاني‮ منها الجميع باستثناء نخبة كانت تتوحش‮ يوما بعد‮ يوم وتتحكم في‮ مصر ومن‮ يري‮ بعد ثورة‮ 25‮ يناير كم الفساد والإفساد الذي‮ كشفت عنه التحقيقات‮ يعرف جيدا اننا كنا امام أسباب حتمية لقيام ثورة وكنا خائفين جدا من حدوث ثورة جياع لأنها لو كانت حدثت فكانت لن تبقي‮ ولن تذر لان الجياع‮ يقومون بالثورة ببطونهم وليس بعقولهم فشكرا للاقدار ان من قام بالثورة هم شباب الطبقة الوسطي‮ وانضم لها جموع الجماهير‮. والشعوب قد تتعثر ولكن لا تنكسر وتجربة الأوطان وحركات التحرر الوطني‮ بها تقول لنا ذلك‮ : ان الشعوب التي‮ صبرت علي‮ الاستعمار طويلا ولكن عندما بدأت تستعيد قدرتها وإرادتها وتطرح قيادات وطنية قادت معارك متصلة ومسيرة طويلة من النضال الوطني‮ ضد النفوذ الأجنبي‮ حتي‮ استقلت ونالت حريتها ولكن بعد الاستقلال جاءت مرحلة النضال ضد الأنظمة الوطنية المستبدة التابعين للغرب فظلت حقوق الجماهير في‮ المشاركة في‮ عوائد الدخل القومي‮ مهدرة ولدينا في‮ الدستور المصري‮ 34‮ مادة تمنح الرئيس سلطة مطلقة ولقد عرفت مصر قبل عام‮ 1952‮ جمهورية برلمانية وتداول سلطة وانتخابات نزيهة علي‮ الرغم من وجود الاحتلال البريطاني‮ والقصر ولكن نبض الشارع كان حياً‮ حتي‮ جاءت ثورة‮ يوليو فأممت ذلك وهو أحد أكبر الاخطاء التي‮ اقترفتها حيث استطاعت ان تنجز القضية الوطنية بنيل الاستقلال عن بريطانيا والقضية الاجتماعية تحقيق العدالة الاجتماعية وأممت تماما القضية الديمقراطية وحق المواطن المصري‮ في‮ المشاركة السياسية وتقرير مصيره‮. وازا اردنا ان نقارن ثورة‮ 25‮ يناير بثورات تاريخية اخري‮ فهنا‮ يجب ان‮ يشار إلي‮ ثورة‮ 1919‮ باعتبارها أول ثورة شعبية بمعناها الكامل وللاسف تم اختطافها لصالح النخبة واستطاع الاحتلال البريطاني‮ بكل دهاء ان‮ يشغل الحركة الوطنية بقضية الديمقراطية أي‮ ما‮ يسمي‮ بالدستور ثم الجلاء عكس ما كان‮ يطالب به مصطفي‮ كامل قبل ثورة‮ 1919‮ وهو الجلاء أولات وثورة‮ 1919‮ شاركت فيها جميع فئات الشعب المصري‮ من فلاحين وعمال وطلبة ومثقفين وموظفين وكان من المفترض ان تحقق الجلاء ولكن تم تحويلها لصالح القضية الديمقراطية وانشغلت القوي‮ الوطنية في‮ معارك الدستور أولاً‮ ودخول الانتخابات ومفاوضات ثم فشل المفاوضات ثم الرجوع إلي‮ صفوف المعارضة فتتم الاقالة وهو ماحدث مع الزعيم سعد زغلول‮ ،وظلت الحركة الوطنية تدور في‮ حلقة مفرغة من خلال انتخابات نزيهة للوصول للحكم ثم الدخول في‮ مفاوضات مع الاحتلال ثم الفشل ثم العودة إلي‮ صفوف المعارضة وهكذا بداية من أول حكومة شعبية‮ يرأسها سعد زغلول التي‮ تمت بالانتخابات الحر وحتي‮ جاءت ثورة‮ 1952‮ والتي‮ بدأت بانقلاب عسكري‮ سانده الشعب فتحولت لثورة شعبية وهو عكس ماحدث في‮ ثورة‮ 25‮ يناير التي‮ قام بها الشعب وساندها الجيش أي‮ ان أول ثورة شعبية بعد ثورة‮ 1919‮ هي‮ ثورة‮ 25‮ يناير‮ .
وطبعا بحكم ان القوة التي‮ قامت في‮ 1952‮ بالانقلاب العسكري‮ ثم تحولت لثورة كانوا من ابناء المؤسسة العسكرية الذين لا‮ يؤمنون بالديمقراطية ومن ثم حدثت أزمة مارس‮ 1954‮ بين مجموعة قليلة من قيادة الثورة تؤمن بضرورة رجوع الجيش إلي‮ ثكناته واطلاق الحرير السياسية وان تتحول الدولة إلي‮ دولة مدنية ولكن الأغلبية كانت مع استمرار الجيش فتم قمع القوة الديمقراطية وبدأ حكم شبه عسكري‮ لا‮ يؤمن‮ غير بتنظيم واحد وهو الاتحاد القومي‮ ثم الاتحاد الاشتراكي‮ وإلغاء الأحزاب وإلغاء الحياة السياسية والنيابة عن الجماهير في‮ شخص عبدالناصر في‮ ان‮ يلبي‮ كل مطالبهم وهو ماأدي‮ إلي‮ نكسة في‮ وعي‮ المواطن المصري‮ التي‮ سلبت إرادته وقدرته علي‮ المطالبة بحقوقه فالمواطن المصري‮ في‮ الاربعينيات والثلاثينيات كان أقوي‮ كثيرا من المواطن بعد ثورة‮ يوليو وبدلا من كان عنصراً‮ فاعلاً‮ قادراً‮ علي‮ التغيير اصبح عنصر مفعول به‮. واعتمدت ثورة‮ 1952‮ في‮ تحقيق ذلك علي‮ الجهاز الأمني‮ والإعلام‮.
الخنوع للغرب
‮* ماهي‮ أخطر نقطة ضعف في‮ حكم‮ »‬مبارك‮« ؟
‮** لعلها خضوعه الكامل لإسرائيل وهو ما انعكس علي‮ السياسة الداخلية والخارجية ففي‮ عدوان إسرائيل علي‮ غزة كان موقف مصر مشيناً‮ مخجلاً‮ وهو ماجاء علي‮ لسان الدكتور نبيل العربي‮ وزير خارجيتنا بعد الثورة والذي‮ خسرناه لصالح الجامعة العربية حيث اشار إلي‮ هذا الموقف المصري‮ بانه‮ يشعر بالخجل‮. خاصة بعد شروع مصر في‮ بناء الجدار الفولاذي‮ وحصار الشعب الفلسطيني‮ لصالح إسرائيل وستظل نقطة سوداء في‮ تاريخ مبارك وتعتبر العشرون عاما الأخيرة في‮ حكم مبارك هي‮ الأسوأ علي‮ الاطلاق حيث تم تسليم البلد تماما لمافيا الحكم علي‮ المستوي‮ التشريعي‮ في‮ مجلس الشعب وعلي‮ المستوي‮ السياسي‮ متمثلاً‮ في‮ الحزب الوطني‮ وعلي‮ المستوي‮ التنفيذي‮ للوزراء ومعظمهم من رجال الاعمال الذين عملوا جميعا علي‮ تحويل الاقتصاد المصري‮ الوطني‮ لصالحهم فنهبوا‮ الاراضي‮ وصفوا القطاع العام فتضاعفت ديون مصر عشرين ضعفا عما كانت عليه في‮ ظل سياسة ضريبية مججفة للكادحين وشديدة التسامح مع رجال الاعمال فكانت النتيجة افقار الطبقة الوسطي‮ ومزيداً‮ من الثراء للمستثمرين ورجال الاعمال وهم نخبة لم تقدر علي‮ الاطلاق الضرورات للحفاظ علي‮ اقتصاد الوطن واعتمد النظام في‮ عهد مبارك للحفاظ علي‮ ماسبق علي‮ الاجهزة الأمنية والإعلام وخاصة في‮ العشر سنوات الأخيرة عندما تم طرح مشروع التوريث فتم تجنيد كل إمكانيات الدولة لحماية النظام‮.‬
أسباب الثورة
‮* إذا كانت الصورة واضحة للجميع فهل تمت مقارته نظام مبارك وهل هذه المقاومة كانت تعد إرهاصات لثورة‮ 25‮ يناير ؟
‮** كانت توجد مقاومة شديدة فصحف المعارضة كانت تكتب عن الفساد وتطالب بالتغيير ولكن لا‮ يستجاب لها وأعطوها الحق في‮ حرية الصراخ فقط‮. أما بالنسبة لنا كأساتذة جامعة فلقد قاومنا بالكتابة والبحوث العملية والمعارض بضراوة التطبيع الاقتصادي‮ مع إسرائيل بالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية خاصة مع حدوث تجاوزات خطيرة أضرت بمصلحة الوطن فتمت الموافقة علي‮ اتفاقية الكويز وتصدير الغاز وحرمان الشعب المصري‮ منه‮ »‬لإسرائيل بملاليم‮« وأنا أنهم كل من شارك في‮ هذين الملفين بالخيانة العظمي‮. فلم‮ يكن نظام مبارك له علاقة بالشعب المصري‮ فعلاقته بأمريكا وإسرائيل وبالسوق العولمية من خلال رجال الاعمال والمستثمرين الاجانب ولكننا قاومنا كل هذا علي‮ الرغم من أنه لم‮ يستجب لنا أحد وكتابي‮ الذي‮ ستصدر طبعته الرابعة خلال الايام القادمة وعنوانه‮ »‬مصر وفلسطين‮« خصصت مئة صفحة كاملة عن نظام مبارك وموقفه من العدوان الإسرائيلي‮ علي‮ غزة وجريمة‮ يوسف والي‮ بتبوير الاراضي‮ الزراعية والتقاوي‮ المسرطنة والوفود الإسرائيلية لوزارة الزراعة المصرية مما أدي‮ لمرض ملايين الاطفال بالسرطان وفضيحة دعم مزارعي‮ القمح بأمريكا عن طريق عدم زراعة القمح واستيراده من أمريكا وزراعة الكنتالوب والفراولة بدلا منه كل هذه الكوارث وضع بذورها نظام مبارك فنمت وترعرعت ونحن الآن ندفع الفاتورة فالمشكلات والمآسي‮ التي‮ انفجرت في‮ وجه ثورة‮ 25‮ يناير هي‮ سوءات النظام السابق‮.‬
وحدث عاض
‮* حتي‮ ملف الفتنة الطائفية فكيف تفسرين ماحدث في‮ كنيسة اطفيح وصول وأخيرا احداث إمبابة؟
‮** الفتنة الطائفية كان صناعها الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية وحبيب العادلي‮ بالأخص لإلهاء الشعب ولم تعرف مصر فتنة طائفية طوال تاريخها إلا عام‮ 1910‮ علي‮ يد الاحتلال البريطاني‮ من أجل تفتيت الحركة الوطنية المصرية والقضاء عليها وتم إخمادها وكان الرد البليغ‮ علي‮ هذه الفتنة التي‮ اشعلها المحتل قيام ثورة‮ 1919‮ وتعانق الهلال مع الصليب الذي‮ ظل حتي‮ الآن وسيظل دليلا علي‮ المصير المشترك وهي‮ ازمة مفتعلة ليس لها جذور الهدف منها شق جسد الأمة لانها مفتعلة فسرعان ما سيطويها النسيان‮.
إعادة البناء
‮* إذا كانت الفتنة الطائفية‮ »‬وهم‮« وان شمس الثورة قادمة فكيف سنخرج مما‮ يحدث الآن من مظاهرات فئوية واحداث شغب وتوقف عجلة الانتاج؟
‮** ما‮ يحدث الآن‮ يذكرني‮ بمقولة الرئيس الجزائري‮ »‬بن بيلا‮« بعد نجاح الثورة والتي‮ دفع فيها الشعب الجزائري‮ مليونا وربع المليون شهيد علي‮ مدي‮ سبع سنوات وكان ضاريا ضد الاحتلال الفرنسي‮ حيث قال‮ »‬أنني‮ فرح بالاستقلال ولكنني‮ قلق كيف سأبني‮ دولة الجزائر بعد الاستقلال‮«. والتحدي‮ الذي‮ يواجهنا نحن الآن كيف سنعيد ونغير البنية التحتية السياسية والاجتماعية للمجتمع المصري‮ بعد ثورة‮ 25‮ يناير وهذا هو التحدي‮ الأعظم لمواجهة فلول النظام السابق وبقايا المؤسسة الأمنية ورجال الاعمال الفاسدين وهؤلاء لن‮ يستسلموا بسهولة ولن‮ يتركوا الثورة تنجز أهدافها ولكنني‮ متفائلة بوعي‮ الجماهير وتضامن كل القوي‮ السياسية وحرصها علي‮ الوطن وستحبط كل محاولات الاجهاض والتشويه وتعطيل مسيرة الثورة ولكن الثورة ستأخذ وقتا حتي‮ تنجز أهدافها وليس من جولة واحدة فالإرادة المصرية استنهضت والوعي‮ استيقظ ولا اعتقد ان لا عودة للوراء مرة أخري‮.
‮* وبنظرة استشرافية كيف ترين المفاوضات مع إسرائيل في‮ ظل الربيع السياسي‮ العربي‮ الحالي‮ ؟‮
إسرائيل مرعوبة من الثورة المصرية ومن جميع الثورات العربية لأنها أدركت ان الايام القادمة لن تكون في‮ صالحها لأن الشعوب العربية بدأت تستيقظ والانظمة المستبدة ترتعش فوق كراسيها ومصيرها للزوال وبالتالي‮ لن‮ يكون هناك مبرر لوجود إسرائيل نفسها وليس فقط ممارستها الاستعمارية والاقتصادية واتوقع إلي‮ الشعب الفلسطيني‮ سيستعيد حقوقه وسيعيش اليهود في‮ فلسطين كما كانوا وليس في‮ إطار ودلة إسرائيل لان ببساطة وجود إسرائيل مرهون ومرتبط بعدم انهيار أمريكا من الداخل وهو ما سوف‮ يتحقق في‮ السنوات القادمة وبعدم صعود الشعوب العربية والتي‮ بدأت ايضا من خلال ثورات مجيدة ضد الأنظمة الوطنية الديكتاتورية لذلك أقول وبثقة إسرائيل لن تستمر وهي‮ كيان طفيلي‮ سيزول وفي‮ حالة زواله سيصبح اليهود مواطنين داخل الدولة الفلسطينية كما كانوا من قبل فلابد للوطن أن‮ يعود لأهله‮.
العودة لأفريقيا
‮* تربطك بأفريقيا وشائج من الحب والبحث والدراسة كيف ترين سياسة إعادة العلاقات بين مصر الثورة والدول الأفريقية؟
‮** للأسف بدأت مصر في‮ إهمال الدائرة الافريقية منذ عهد السادات وتوجهه الكامل نحو‮ الغرب وهو ماأدي‮ إلي‮ كوارث اقتصادية وسياسية وثقافية والأخيرة ضربت في‮ مقتل حيث كان مصر تمنح البعثات الدراسية والمنح الثقافية للعديد من ابناء القارة الافريقية لكن‮ يتعلموا في‮ مصر وقد كان دور الأزهر بارزا ورائدا في‮ هذا المجال اما من الناحية الاقتصادية فقد كان لدينا اكثر من‮ 19‮ فرعا لشركة النصر المصرية في‮ الدول الافريقية وكانت الشركة تقوم بتصدير المواد الغذائية والمنسوجات والمحاصيل الزراعية وهناك شوارع في‮ تنزانيا وأوغندا وكينيا ونيجيريا تعرف بمقار شركة النصر المصرية والتي‮ للأسف الشديد تم بيع مقارها في‮ السبعينيات بملاليم ويكفي‮ ان تعرفي‮ مدي‮ تأثير ونفوذ مصر في‮ افريقيا في‮ فترة جمال عبدالناصر في‮ الستينيات ان قامت‮ تسعة وعشرون دولة افريقية بمقاطعة إسرائيل في‮ حرب أكتوبر‮ 1973.‬
ولقد زرت زيمبابوي‮ في‮ عام‮ 1980‮ بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال وعندما تحدثوا عن الاستقلال قالوا انهم لا‮ ينسون الدول التي‮ ساندت كفاحهم الوطني‮ وعلي‮ رأس هذه الدول تأتي‮ مصر التي‮ منحتنا السلاح وزجاجه اللبن للاطفال واستضافت زعمائنا في‮ 5ش حشمت في‮ الجمعية الافريقية بالزمالك بالقاهرة‮. هذا الحديث الافريقي‮ مازال في‮ الذاكرة الوطنية الافريقية علي‮ الرغم من التهميش المتعمد والانحدار التام في‮ العلاقات الافريقية المصرية في‮ عهد مبارك لدرجة أنني‮ عندما كنت أزور الدول الافريقية لحضور مؤتمرات في‮ غانا وكينيا وبوروندي‮ وأوغندا وأديس أبابا كان سفراؤنا‮ يرون ان وجودهم الدبلوماسي‮ في‮ افريقيا نوع من العقاب‮!!‬
وأنا أري‮ من وجهة نظري‮ انه لايوجد مستقبل واعد للشباب المصري‮ إلا في‮ تعمير افريقيا وبناء نهضتها فشعوب القارة الافريقية تتميز بقدر عظيم من التسامح والنقاء والمحبة والصدق لذلك كانت من أكثر القارات عرضة للاضطهاد من الاستعمار الأوروبي‮ لطيبة أهلها بالاضافة إلي‮ ثقافة عظيمة مرتبطة بقيم وأديان وعندما زرت ناميبيا طلب مني‮ رئيسها‮ »‬سام نجوما‮« انه اوجه الدعوة للشباب المصري‮ لكي‮ يذهبوا إلي‮ نامبيبا وطنهم الثاني‮ لتعميرها وإعادة بنائها وهي‮ دولة‮ غنية بالثروات المعدنية والسمكية والزراعية وتتطلع لابناء القارة وخاصة من‮ يحملون الخبرة والدراسة ويأتي‮ في‮ مقدمتهم الخبراء والباحثون المصريون كما داعبني‮ يومها رئيس ناميبيا‮ »‬سام نجوما‮« قائلا لي‮ : اريد من الشباب المصري‮ قطع تذكرة ذهاب إلي‮ نامبيا بدون عودة وأنا أضمن لهم بعد عشر سنوات ان‮ يصبح كل شاب مصري‮ منهم مليونيرا ولقد نشرت هذه الدعوة في‮ حينها في‮ جريدة الأهالي‮ ولم‮ يستجب أحد‮.‬
ولكن ثورة‮ 25‮ يناير بدأت سياسة جديدة في‮ افريقيا علي‮ يد الدكتور عصام شرف والوفود الشعبية التي‮ لا تنقطع عن الدول الافريقية تمهيد لعلاقات دبلوماسية وسياسية قوية في‮ المستقبل فمن حقهم اقامة سدود ومشروعات ومن حقنا ان نعي‮ حقوقنا المائية بالتفاوض والاقناع الدبلوماسي‮ وعند مازرت منابع النيل في‮ جنجا وجدت رخامة كبيرة مكتوبا عليها باللغة الانجليزية‮ »‬هنا النيل الذي‮ يجري‮ في‮ 8‮ دول أفريقية وخلق المصريون علي‮ ضفافه حضارة عمرها سبعة الآف عام‮«.‬
وأخيراً‮ لقد عبر أحد الرؤساء الأمريكيين عن حقيقة المطامع الأمريكية في‮ افريقيا بقوله‮ »‬ندخر أفريقيا بثروانها المعدنية والزراعية إلي‮ النصف الثاني‮ من القرن ال‮ 21‮« فإذا لم نع كمصريين هذه الحقيقة من وحدة المصير المشترك مع افريقيا فسوف نخسر المستقبل‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.