سوزان مبارك: قلبي.. آه يا قلبي.. حموت.. مش قادرة آخد نفسي.. الحقوني. الفريق الطبي: بسرعة يتعمل اللازم.. وتنقل للعناية المركزة وراحت سوزي دايخة وتعبانة.. وأثناء الدوخة فكرت في مخرج يرفع من شأنها ويبعدها عن أسوار السجون محاولة أخيرة لانقاذ ما يمكن انقاذه.. فعصرت علي نفسها ليمونة وكسرت بصلة مجبرة ومضطرة واعلنت التنازل عن أموالها، وتم اخلاء سبيلها وفي سرعة البرق تحولت من مريضة علي فراش المرض الي ممرضة تتابع وترافق وتخدم زوجها المخلوع. طبعاً ما سبق مشهد خيالي اقرب الي الواقع، خاصة أن اخلاء سبيل الهانم لم يشف غليل الشعب المصري فأثار جدلاً واسعاً وأشياء شديدة خاصة أنه لم يبدأ التحقيق معها في العديد من البلاغات الأخري المقدمة ضدها مثل اخفاء حساب بنكي يخص مكتبة الاسكندرية يضم 145 مليون دولار الي جانب تهم تضخم الثروة. الأمر الذي دفع شباب الفيس بوك بانشاء صفحة تطالب باقالة المستشار عصام الجوهري مساعد وزير العدل معتبرينه من الرموز التي تهدد نجاح الثورة لاصداره قراراً بإخلاء سبيل سوزان ثابت بكفالة علي ذمة التحقيقات. ووصفت كريمة الحفناوي الناشطة السياسية ما يحدث في مصر بفيلم اطلقت عليه اسم "اللعب علي المكشوف" يبدأ أول مشاهده من بعد تنحي الرئيس حسني مبارك مباشرة، موضحة ان المجلس العسكري ومجلس الوزراء تساهل في محاكمة آل مبارك وجميع رموز الفساد فأعطت لهم فرصة لتهريب اموالهم للخارج والتخلص من المستندات والادلة التي تدينهم، مما جعل الثورة تندفع مرة اخري لتفرض نفسها، فلم تجد السلطة السياسية مفراً من فتح ملف التحقيقات مع آل مبارك وجاء ذلك بعد شهرين من قرار تنحي مبارك. وأكدت الحفناوي أن قرار تأخير تقديمهم للمحاكمة جاء ضمن مخطط مسبق بعد أن ظن المجلس العسكري ان تنحي الرئيس سيريح قلوب المصريين إلا أنه تفاجأ برغبة الشعب واصراره علي محاكمة الرئيس، مضيفة ان الفيلم انتقل للسيناريو الثاني والذي اطلقت عليه "الكذب علي المكشوف" حيث بدأ الاعلام ورجال الدولة يوهمون الشعب بأننا نتعرض لخسائر وأصبحت مصر بلا أموال لتهيئتهم لقبول قرار اخلاء سبيل رموز الفساد بعد التنازل عن ثروته، ليدفع الشعب للتفكير في الحصول علي الثروة مقابل السماح لهم بالافلات من محاكمتهم. ووصفت الحفناوي قرار اخلاء سبيل سوزان "بالكذب المكشوف" متسائلة كيف تكون جميع اصابع الاتهام تدينها ورغم ذلك يتم اخلاء سبيلها؟. موضحة ان استرداد اي اموال خاصة بسوزان لابد من صدور حكم قضائي يدينها بناء عليه يتم الاسترداد وليس عن طريق التنازل، واوضحت ان التربح واهدار المال العام جريمة جنائية لا يمكن العفو عنها، مؤكدة ان استرداد الاموال التي في حسابها لم يشف غليل المصريين الذين تعرضوا للفقر والذل طيلة 30 عاماً، ولن تهدأ الثورة الا بتقديمهما لمحاكمة عاجلة عادلة، مؤكدة ان الثورة ستتجه مرة اخري لميدان التحرير لتطالب بالتطهير من القيادات الفاسدة التي مازالت علي رأس المؤسسات والمتهمة في تحريك اصابع الفتنة الطائفية والمتسببة في استمرار الفوضي لصالح عودة النظام القديم. واشارت حفناوي إلي أن مصر تعرضت لضغوط كثيرة من الخارج ودول الخليج ولاسيما السعودية لعدم محاكمة سوزان ومبارك وهذا يبرر تأخر الجهات المسئولة في فتح أي تحقيقات معها في الفترة الماضية. وقالت الاعلامية بثينة كامل المرشحة لرئاسة الجمهورية: ان اخلاء سبيل سوزان مبارك وتعذيب الشباب المصري في السجون سيتم الر دعليه في ميدان التحرير اليوم تحت عنوان جمعة الغضب الثانية. وأضافت شاهندة مقلد المنسق العام لمصريات مع التغيير أن أي انسان ارتكب جريمة لابد من معاقبته، وليس هناك احد فوق القانون، واكدت ان استرداد الاموال المنهوبة حق من حقوق الشعب المصري، وان ما فعلته سوزان من التنازل عن اموالها لا يعتبر اكراما منها بل جاء ذلك تحت ضغط عليها وليس بمحض ارادتها، وتساءلت شاهندة لماذا لم تتنازل سوزان عن املاكها في الفترة السابقة ان كانت ترغب في ذلك حقاً؟ موضحة ان سوزان حاولت شراء حريتها بالتنازل عن املاكها التي هي ملك المصريين في الاساس. وطالبت حفناوي بأن تكون زوجة الرئيس القادم كما هي بشخصيتها، بمعني إن كانت ربة منزل فلتصبح ذلك بعد حكم زوجها، والا تتدخل في الاعمال الخيرية والسياسية مستغلة منصب زوجها، موضحة ان الشعب المصري لن يسمح بتجاوز سلطات القادم ليمتد الي عائلته، ووجهت الحفناوي رسالة لزوجة الرئيس القادم قائلة "لا يجب أن تستغلي منصب زوجك سواء معنوياً أو ماديا او اجتماعيا وأن تتقي الله في الوطن والشعب لأن المصريين لن يسمحوا بأن ينضحك عليهم مرة اخري، لأنه سيشكل تنظيماً لحماية ثورته من أي تراجع". وأكدت الاعلامية فريدة النقاش أن سوزان مبارك ارتكبت العديد من الجرائم والتي لابد من محاسبتها بشكل عاجل، موضحة ان تبرئتها مسبقا عمل يهدد مسيرة الثورة، ويفتح باب الأقاويل لمحاباة آل مبارك، وتأخر التحقيقات معها كان يعتبر مجاملة من المركز العسكري باعتبارها امرأة، لكن تلك المجاملةغير مقبولة لارتكابها العديد من الجرائم التي تعتبر جنائية، وان القانون لا يفرق بين امرأة او رجل. واشارت إلي أن الشعب المصري لن يقبل أن تكون هناك سوزان مبارك ثانية في البلاد وان زوجة الرئيس القادم عليها ان تلتزم شاءت أم أبت بحدودها كزوجة رئيس وليست صانعة سياسة.