باق من الزمن ثلاثة أسابيع علي بداية شهر رمضان المعظم، ورغم ذلك مازال المسئولون في التليفزيون غارقين في «شبر ميه» وحتي كتابة هذه السطور لم تتضح أي ملامح لخريطة هذا الشهر الفضيل من مسلسلات أو برامج، في الوقت الذي تتسابق فيه الفضائيات الخاصة علي التنويه لبرامجها ومسلسلاتها منذ شهرين علي الأقل. «الوفد» قامت بجولة في ماسبيرو زارت خلالها مكاتب رؤساء القطاعات والقنوات وسألناهم سؤالاً واحداً هل تم الانتهاء من خريطة رمضان؟ وكانت الإجابة واحدة: ليس لدينا أي خطة حتي الآن «إحنا في انتظار الفرج». وأرجع جميعهم السبب لعدم وجود تمويل لإنتاج برامج أو شراء مسلسلات لرمضان لدرجة أن شكري أبو عميرة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس التليفزيون أجل أكثر من مرة الاجتماع الخاص مع رؤساء القنوات لبحث خريطة رمضان لعدم وجود أي ملامح تتم مناقشتها في ظل أزمة مالية خانقة لا تسمح بإنتاج أي برامج جديدة. وفي تصريحات سابقة أكد شكري أبو عميرة أن 80٪ من ميزانية الاتحاد مخصصة لسداد مرتبات ومستحقات العاملين. بما يعني أنه من المتوقع أن تكون شاشة رمضان فقيرة في التليفزيون المصري وبالنسبة للدراما الوضع غامض تماماً، ولم يستطع المسئولون في التليفزيون الإعلان عن مسلسل واحد، مما يؤكد وجود مشكلة حقيقية خاصة بعجز التليفزيون عن شراء مسلسلات، ولا يبقى له سوى مسلسلات قطاع الإنتاج وهي ضعيفة مقارنة بمسلسلات عادل إمام وليلي علوي ويسرا ونور الشريف، وبالطبع من الصعب بل من المستحيل عرض مسلسلات كبار النجوم علي شاشة التليفزيون المصري في ظل ارتفاع ميزانيات هذه الأعمال. هذا التدهور جعل البعض داخل ماسبيرو يستدعي ذكري عهد المهندس أسامة الشيخ خاصة عام 2010 حينما كان التليفزيون متفوقاً بالفعل علي الفضائيات في المسلسلات والبرامج، أما هذا العام وفي عصر الإخوان وبعد طرد نجوم «التوك شو» من المبني بناء علي طلب ثوار ماسبيرو، أصبح التليفزيون بلا ملامح وعاجزاً عن إنتاج أو شراء مجرد برنامج عادي ولا يستطيع الاقتراب من مسلسل لنجم كبير. من المثير للدهشة أن واضعي الخريطة الرمضانية لا يعلمون شيئاً حتي الآن. رؤساء القطاعات اعترفوا برفض مطالبهم بشأن إنتاج برامج خاصة بالشهر الكريم. ومن الظلم أن نحمل شكري أبو عميرة أو رؤساء القطاعات المسئولية لأن الإعلام يحتاج «فلوس» والميزانية لا تسمح في ظل الوضع السياسي السيئ للغاية، والوزير لا هم له إلا إرضاء الجماعة الحاكمة. والحقيقة الغائبة أن الجميع في حالة انتظار وترقب لما سوف يحدث في 30 يونيو وبناء علي ما سوف يحدث يضعون خريطة الشهر الكريم وبالطبع سيكون الوقت قد مر ولن يستطيع التليفزيون شراء أي عمل. صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، عاجز عن التفكير في خريطة رمضان، في ظل الانقلاب المتوقع علي حكم الإخوان، والإطاحة به فوراً، بما يعني أن الوضع سيظل غامضاً حتي ليلة هلال رمضان. وساهم في أزمة ماسبيرو بجميع قنواته تراجع الوكالات الإعلانية عن التعامل معه باعتباره لا يقدم مواد جاذبة، وبالتالى لن يجد التليفزيون وكالة ترعي أي برنامج لعدم رغبتها في خسارة محققة ولعل أقرب مثال هو عجز التليفزيون عن شراء مباراة «مصر وزيمبابوى» ثم تصفيات كأس العالم لأنه لا يستطيع أن يدفع مبلغ 200 ألف دولار في الوقت الذي نجحت فيه 4 قنوات فضائية في شراء المباراة مما يعني أن التليفزيون يعاني من حالة شديدة من الفقر وهو يبرهن علي أن شاشة رمضان ستكون ضعيفة بالمقارنة مع الفضائيات، وهناك اقتراح بوضع خريطة برامجية بديلة في حالة العجز عن شراء مسلسلات وبرامج علي مستوي عالٍ تعتمد علي عرض مسلسلات وبرامج قديمة جاذبة مثل فوازير نيللي وسمير وشيريهان في محاولة للتذكرة بالزمن الجميل، بدلاً من أن يفضح التليفزيون نفسه في عرض مسلسلات وبرامج ضعيفة. علي العموم ملايين المشاهدين لا يهمهم ما سيعرضه التليفزيون في رمضان، وهناك عشرات الفضائيات التي تعرض ما لذ وطاب من برامج ومسلسلات. وبالنسبة للإذاعة وضعها أفضل حيث انتهت الشبكات الإذاعية من وضع جميع البرامج وتم اعتمادها بالفعل، وبالنسبة للدراما الإذاعية تم وضع ملامح العديد من المسلسلات منها «الصندوق الأسود» بطولة فاروق الفيشاوى ومعالي زايد، و«الثائر الحق» بطولة أحمد ماهر، و«عيال ولاد عفاريت» بطولة أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو، بالإضافة لمسلسلات إنتاج وكالات إعلانية. ولكن هناك مشكلة أن تسجيل بعض المسلسلات يبدأ مع مطلع شهر يوليو في عز تظاهرات 30 يونيه التي ستحيط بماسبيرو. ومن المحتمل صعوبة الوصول للمبنى في هذا التوقيت، وبالتأكيد تردى الأوضاع السياسية ستؤثر كثيراً علي الدراما الإذاعية.