الاعلان هو عصب الإعلام.. ومن خلال عائد الاعلانات يتم انتاج برامج جديدة وتطوير البرامج الحالية وكذلك إنتاج وشراء مسلسلات درامية علي مستوي عال.. وكان التليفزيون المصري منذ نشأته هو النافذة الوحيدة للإعلانات خاصة الحكومية.. ولكن بعد ظهور الفضائيات الجديدة اصبح هناك نوافذ أخري للإعلانات حتي وصل الحال بعد ثورة 25 يناير الي استحواذ تلك القنوات الفضائية والخاصة علي معظم الإعلانات الحكومية في حين لا يذهب الي التليفزيون المصري بقنواته الحكومية الا القليل منها مما يؤثر بالسلب علي كل ما تقدمه الشاشة من برامج وأعمال درامية وفي هذا التحقيق نطرح هذا السؤال. سعد عباس: هبوط مستوي البرامج بعد الثورة وأسعار الإعلانات من أهم الاسباب د. سهير عثمان: الفضائيات ليس لديها اجندة.. والتليفزيون لا يواكب اهتمامات المشاهدين لماذا تذهب ميزانيات الدعاية في الشركات الحكومية وقطاع الأعمال والبنوك الوطنية الي القنوات الفضائية؟ - يقول سعد عباس رئيس وكالة صوت القاهرة للاعلانات..كان التليفزيون المصري في السنوات السابقة يحصل علي 60٪ من حجم الإعلانات الحكومية خاصة بعد ظهور برامج التوك شو علي شاشة التليفزيون المصري مثل »البيت بيتك« و»مصر النهاردة« بالاضافة الي وجود القنوات المتخصصة الجاذبة للاعلانات مثل قناة النيل للرياضة والنايل دراما ولكن بعد الثورة اصبح هناك ضوابط إعلانية صارمة تجعل صاحب القرار يفكر الف مرة قبل ان يمنح اي ميزة لاي جهة حكومية قد يسأل عنها في يوم ما. ومن هنا وجدت الاجهزة الحكومية ان القنوات الفضائية والخاصة ليس عليها متابعة رقابية ولديها قائمة اسعار تستطيع ان تناور بها كما تشاء.. بالاضافة الي خريطة التليفزيون المصري بعد الثورة لم تكن جاذبة للمعلن علي الاطلاق واختفت فيها برامج التوك شو بالاضافة الي عدم تغيير قائمة اسعار الاعلانات في التليفزيون الحكومي التي يلزمها موافقات عديدة لا يستطيع اي مسئول ان يحركها من تلقاء نفسه ومن هنا ذهبت الاعلانات الحكومية الي اماكن أخري تحقق لها الهدف. وتقول د. سهير عثمان استاذ الاعلام بجامعة القاهرة.. كان من الملاحظ في شهر رمضان الماضي ان نسبة الحملات الإعلانية الحكومية المذاعة علي القنوات الحكومية المصرية اقل بكثير من مثيلاتها علي الفضائيات والقنوات الخاصة.. واعتقد ان سبب ذلك هو ان التليفزيون المصري لم يطور برامجه بعد الثورة ولا يواكب اهتمامات المشاهد المصري الذي اصبح لديه وعي بأن التليفزيون الحكومي ينفذ اجندة سياسية خاصة بالحكومة في حين ان القنوات الأخري ليس لها اجندة سياسية فهي تطرح كل الاراء بحرية كاملة.. لذلك فقد التليفزيون الحكومي جمهوره وبالتالي الاعلانات التي كانت تدر عليه دخلا للانفاق علي مشاريعه وبرامجه.