- تراجع نسبة مشاهدة البرامج .. والمسلسلات تحتكر المشاهدين . رغم تشكيك البعض في إمكانية سيطرة الأعمال الدرامية هذا العام على المشاهدين في رمضان ، والرهان على أن الشعب المصري مشغول حالياً بمتابعة وإستكمال ثورته التي بدأها في الخامس والعشرين من يناير الماضي ، إلا أن الواقع غير ذلك بعدما إحتكرت المسلسلات الدرامية المشاهدين ، ولم يعد لنجوم تقديم البرامج أي سلطة عليهم ، وتراجعت نسبة مشاهدة برامجهم بشكل ملحوظ ، وعانت القنوات التي قررت إستمرار عرض البرامج في رمضان من قرارها العشوائي الذي لم يتضامن معه الشعب ، فمع الأيام الأولى حرص المشاهدين على متابعة الأعمال الجديدة على الفضائيات بحثاً عن عمل مميز في الوقت الذي لازالت فيه برامج "التوك شو" تستضيف نفس الوجوه والأسماء المكررة التي إعتاد المشاهدين رؤيتهم طيلة الأشهر الماضية للحديث عن الثورة ، سواء من السياسيين أو شباب الإئتلافات التي ظهرت وتكونت بعد الثورة وأصبحوا ضيوف دائمين على المشاهدين الذين أصيبوا بحالة ملل من تكرار مشاهدتهم دوماً ، ولم يصبح وجودهم مرغوب فيه بعد سبعة أشهر كاملة من الظهور المتواصل على شاشات القنوات ، بعدما حلت محلهم المسلسلات التي بدأ الإعداد لها منذ فترة طويلة وإستطاعت بالإعلانات التي سبقتها أن تخلق لنفسها شعبية كبيرة في الشارع . فيفي عبده ، والتي تظهر لأول مرة فى مواجهة ثأرية مع سمية الخشاب من خلال أحداث مسلسل "كيد النسا" الذي أثار ضجة كبيرة قبل بدء عرضه بسبب الأغنية الدعائية التي عرضتها الفضائيات قبل شهر رمضان ، والتي حازت على أعلى نسبة مشاهدة على المواقع الإلكترونية ، ومن خلال الحلقات الأولى فى شهر رمضان لفت العمل الأنظار إليه وخلال أيام ستشتعل منافسة "الزوجتين" فيفي وسمية على الفوز بقلب زوجهما "أحمد بدير" الذي يبحث عن "الولد" بعدما رزق بثلاث بنات من زوجته الأولى "كيداهم" . أما غادة عبدالرازق ، والتي زاقت حلاوة نجاح أعمالها الدرامية الأخيرة وقررت عدم التنازل عن القمة لأحد فتواصل التألق في مسلسلها الجديد "سمارة" الذي يعرض على عدد كبير من الفضائيات ، وهو العمل الذي إختارته بعد نجاح تجربة إعادة تقديم الأعمال السينمائية القديمة في الباطنية والعار ويساعدها في مخططها طاقم عمل مكون من عدد كبير من النجوم الذين تراهن عليهم ليساعدوها في الفوز بأكبر نسبة مشاهده في رمضان . ويأتي مسلسل "وادي الملوك" في المرتبة الثالثة ، حيث إستطاع أيضاً أن يلفت إليه الأنظار بشدة ، وهو عمل فريد، نظراً لكونه يندرج تحت بند الأعمال "الصعيدية" ومن اللحظات الأولى قدم وجبة درامية دسمة للمشاهدين الذين يستمتعون يومياً بالحوار الرائع الذي كتبه الشاعر الكبير "عبدالرحمن الأبنودى" بعناية فائقة تذهب بالمشاهدين إلى قلب الصعيد الحقيقي الذي شوهته الأعمال الدرامية التي كتبها روائيين لاعلاقة لهم بالصعيد ولا يعرفوا طبيعة هذا المجتمع الذي ألصقوا له عادات لايعرفها . ومع الأيام الأولى لعرض تلك الأعمال أصبحت برامج "التوك شو" تسكن الكهوف المهجورة وتحولن إلى "مكلمة" لم تجد من يتفاعل معها بالحوار أو حتى بالمشاهدة ، على الرغم من أنهم نفس الوجوه الذين يعملون طوال العام ويعدوا من أشهر مقدمي البرامج ، ولكن لم يعد هناك تواجد ل "محمود سعد" في قناته الجديده التي ذهب إليها "التحرير" ، وكذلك "لميس الحديدي" في قناة مركز تلفزيون العاصم "سي بي سي" التي تضم بجانبها "خيرى رمضان" و "عادل حمودة" و "مجدي الجلاد" ، كما لم يعد أى وجود ل "منى الشاذلي" في دريم2 ببرنامجها الذي أصبح كالأعمال "السرية" التي لايشاهدها أحد ، نفس الامر ينطبق على "معتز الدمرداش" الذي إنتقل مؤخراً إلى قناة الحياة ولم يستطع أن يحافظ على مشاهديه ودائما مايقول قبل الخروج لأي فاصل إعلانى "ابقوا معنا ومتروحوش لأي مكان تاني" وكأنه يتسول المشاهدين من المسلسلات . والحقيقة أن هذا الأمر طبيعي ويتكرر كل عام ، لكن البعض راهن على أن يكون رمضان هذا العان هو شهر النكسة للأعمال الدرامية التي لم يعد المشاهد ينتظرها ، كما أن القوائم السوداء ستسيطر على الأمر وهو مالم يحدث على أرض الواقع .