رفض سياسيون وقيادات أحزاب المبادرة التي أطلقها حزب الوسط بشأن إمكانية إجراء حوار مع مؤسسة الرئاسة وخلق حالة من الوفاق الوطني، ونبذ العنف قبل يوم 30 يونيو الجاري وهو الموعد الذي حددته القوي الثورية للتظاهر والاعتصام أمام قصر الاتحادية لإسقاط الرئيس مرسي ونظامه الحاكم. ووصف المهندس بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير فى بيان له هذه المبادرة، بأنها «بائسة، فى وقت يائس، يحاولون به إنقاذ نظام استبدادى، فاسد، وفاشل، فات أوان إنقاذه من مصيره المحتوم». وقال شعبان في بيانه «مع اقتراب يوم 30 يونيو المنتظر، واتضاح مظاهر الإقبال الجماهيرى الواسع على مبادرة تمرد، المُطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، وبروز مزاج جماهيرى عاصف يريد رحيل مرسى ونظامه، وإنهاء كارثة اغتصاب جماعة الإخوان وأشياعها من الجماعات الإرهابية للسلطة، وما ترتب علي هذا الوضع من انهيار لمصالح مصر العليا ومكانتها وقدراتها الاستراتيجية. وقال شعبان في بيانه: إن الجماعة اتخذت المواجهة بطريقين هما التهديد بالعنف والإرهاب لترويع الشعب وإثنائه عن النزول إلى الشارع، وإغراق مصر ب «مبادرات» للتوافق المزعوم، بهدف شق جدار المعارضة الموحد ضدهم، وبث الفرقة فى معسكر الخصوم، علّهم يستطيعون النفاذ من خلاله وتخريب هذا الإجماع الشعبى العظيم، الرافض لأخونتهم جهاز الدولة، وبؤس إدارتهم لشئون البلاد. وأضاف شعبان: كانت آخر المحاولات، فى هذا السياق، دعوة مرسى للحوار مع المعارضة، وإعلانه استعداده للذهاب إليها فى أى مكان، بعد عام من الاحتقار لأصوات الشعب والقوى السياسية الوطنية ،وبالطبع باءت هذه اللعبة المكشوفة بالفشل المبين، ولم يستجب لها أحد. وواصل شعبان: وهنا يأتى دور حزب الوسط المعهود، المرسوم له منذ أتقن خدعة تمثيل الخلاف مع الإخوان والانشقاق عن صفوف الجماعة لإنقاذها - وقت الحاجة - من الغرق، ومد يد العون إليها فى اللحظات الحرجة، مثلما حدث فى مسخرة دستور العار، وقانون السلطة القضائية البائس، وغيرهما من المواقف الداعمة بقوة للإخوان. واستكمل شعبان: كذلك ما تبدّى فى المؤتمر الأخير الذى شارك فيه حزب الوسط مع قيادات جماعات الإرهاب، الملوثة أياديهم بدماء المصريين، وفى هذا المؤتمر أطلقت التهديدات، بلا حدود، للمصريين إذا ما خرجوا عن طاعة الأخ مرسى، وطالبوا بإسقاطه. وقال خالد داود، القيادي بحزب الدستور: إن حزب الدستور لم تصل إليه أي دعوات تتعلق بالمبادرات سواء كانت من حزب الوسط أو غيره من الأحزاب، مؤكداً أن المبادرة لا يجب أن تأتي من أي حزب وإنما من مؤسسة الرئاسة لكونها المسئولة عن حالة الاستقطاب والاحتقان السياسي في الشارع المصري وليس غيرها. وأكد داود أن حزب الدستور لن يقبل بأي مبادرات تشابه غيرها من المبادرات التي حدثت من قبل قائلاً «لن نقبل سوي بمبادرة يتأكد فيها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لأن القطار خرج عن القضبان ولم يعد الأمر الآن مثل سابقه». ورفض الدكتور محمد العلايلي القيادي بحزب المصريين الأحرار أي مبادرات أو مماحكات سياسية - بحسب تعبيره - تتضمن بقاء الرئيس أو النظام الحاكم مشيراُ إلي حتمية إسقاط الرئيس مرسي ونظامه البائد واصفاً الحدث عن المبادرات في هذا التوقيت بأنه «مضيعة للوقت». وقال القيادي بحزب المصريين الأحرار « كل هذه المبادرات فات وقتها وكان يمكن أن تكون حلولاً منذ شهور أو أثناء قيام الرئيس بإصدار الإعلانات الدستورية المستبدة في بداية توليه المنصب أما الآن فقد سبق السيف العزل». وأضاف العلايلي «اليوم لم يعد هناك حل سوي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد أن تسبب مرسي والنظام الحاكم في التغول علي سلطات الدولة والسماح بالهجوم علي مشيخة الأزهر والدماء التي أريقت أمام قصر الاتحادية وغيرها من الجرائم التي ارتكبها وأصبح بمقتضاها فاقداً للشرعية ولا بديل عن رحيله».