بعد المجموعة الأولي من "الشطحات" كان من المفترض أن أستمر في عرض بعض المقترحات بالنسبة للادارة الاقتصادية للبلاد.. ونحن بصدد بناء "مصر الألفية الثالثة"!! إلا أن ما يجري علي الساحة جعلني أتوقف للحظات لأخاطب "شباب ثورة 25 يناير الحقيقي"، وفي الوقت ذاته أخاطب "المجلس الأعلي للقوات المسلحة" حضن الثورة الدافئ.. ثم أخاطب "الحكومة" التي ندعو الله تعالي أن يوفقها.. وأن يحقق علي يديها بدايات النهضة المصرية المستقبلية.. وأن يحجب عنها آلاعيب البعض.. واتجاهات وأفكار البعض.. ومناورات ومكائد البعض..!! آمين!! شاهدت في احدي القنوات الفضائية حواراً مع الدكتور سمير رضوان وزير المالية، وحققت لما أورده من وصف دقيق وحقيقي للاقتصاد المصري الآن.. وهو وصف نتفق وجمهور المثقفين والاقتصاديين علي معظم ما تضمنه.. لو أن الأمر لن يخلو من مجموعات تبنت فلسفة "لا.. وألف لا.."!! وعلي الرغم من أنني قد سبق أن عرضت هذه النقاط، فإنني أود ان اعيد ملخصاً لها فيما يأتي: 1- أن عيب النظام السابق لم يكن في "الاقتصاد الحر" وانما كان في التطبيق الذي غاب عنه أن يكون له "بعد اجتماعي" أو ما أحب أن اسميه "أنياب انسانية حادة" بمعني أن عائد النمو يجب أن يوزع توزيعا عادلاً بما يضمن لعامة الشعب تنمية حقيقية. 2- ان لدينا القاعدة الاقتصادية القوية التي يمكن ان ننطلق منها نحو بناء اقتصاد يقوي متنامي وسليم، الا أن الاحداث التي صاحبت الثورة في البداية - وهي احداث من الطبيعي أن تحدث مع اندلاع الثورة الشعبية - قد ترتبت عليها خسائر فادحة للاقتصاد المصري، نذكر منها: توقف السياحة، توقف العمل في بعض المصانع، توقف الاستثمار.. وكلها امور ادت الي انخفاض معدل النمو الاقتصادي الي أقل من 2٪ أي أقل من المعدل السنوي للنمو السكاني. 3- ومع استمرار الوقفات الاحتجاجية الفئوية وما يصحبها من "تخريب" أو "عرقلة" عجلة الانتاج أصبحنا نواجه مشكلة عجز متزايد بين الدخل والانفاق.. أي أن المشكلة تبلورت في تواكب "انخفاض الانتاج" مع "انخفاض الدخل" مع "تزايد المطالب" مع "ارتفاع معدل البطالة"..!! وحتي نكون صادقين مع أنفسنا يجب أن نقر بأن العقبة الكبري التي تقف في طريق محاولات الاصلاح والبناء.. هي ذلك الاضطراب العجيب الذي يشهده الشارع المصري.. احتجاجات فئوية.. مطالبات مالية.. مطالبات فكرية.. ونري دائما أن هناك من يشعل الفوضي في مكان اذا هدأت الامور في مكان آخر.. تيارات عجيبة.. تعمل لحساب من؟!! أقول للمهيجين - لأمر في نفس يعقوب - سوف يفيق الشعب ليكشف ألاعيبكم.. خاصة وأن هذا الشعب يطالب بالمزيد.. فمن يأتي بهذا "المزيد".. ما دامت الامور تتوقف.. والايرادات تقل..!! وهنا أقول لمن ينادون بأننا لا نحتاج للسياحة.. هل لديكم من "البترول" ما يعوضنا عن مليارات الدولارات التي تأتينا - أو كانت تأتينا - من السياحة؟!! أفيقوا يا قوم.. ان الحساب سيكون عسيراً..!! وأقول لمدمني البلطجة وهواتها وأتباعها.. لا تقللوا من شأن "هيبة الدولة".. هذه الهيبة ستأخذ حقها الكامل عندما يحين الموعد.. وقد حان الموعد بالفعل فقد طفحت الكأس. الحجة التي يبرزها هؤلاء واولئك من "الكارهين" و"المخربين".. هي أن التظاهر والاحتجاج من الحقوق المشروعة.. وفاتهم استكمال العبارة.. "بشرط ألا تخل بحقوق الآخرين"!! وهنا نقول إن الوقت قد حان لاستخدام "الحسم" و"البتر" و"ممارسة سلطة الدولة والقانون".. وذلك حرصاً علي ثورة 25 يناير الطاهرة.. وحرصا علي شباب 25 يناير الطاهر..!! مثل هذا التشدد نلجأ اليه في المنزل.. وفي المدرسة.. وفي العمل.. عندما تتعدي الأمور حدودها.. وهو ما يجري الآن..!! إذن فالاقتراح هو - مع الحفاظ علي القنوات الشرعية للتظلمات - دون الاحتشاد والاعتصام - منع مثل هذه التجمعات كلية لمدة من 6 الي 9 أشهر.. وعلي هواة "الفوضي ان يحتفلوا.. أو عليهم.. أن يغادروا...!! إن مصر أغلي منكم جميعاً.. وهي غالية في نظر شباب 25 يناير وأنتم.. لستم منهم..!! عقوبة المخالفة: المحاكمة العسكرية.!! نعم.. المحاكمة العسكرية.. إن مصر أغلي مما تتصورون.. خاصة لدي الشباب الطاهر الذي لا يريد من هذه الدنيا.. سوي.. مصر الناهضة.. مصر القوية.. مصر الرائدة.. مصر..!! وقبل العودة الي "الشطحات" أود أن أناشد الشباب أن يساند الجهود المبذولة حالياً لتخطي ازمة العجز في الايرادات في أقصر وقت ممكن.. والتي تتمثل في المحاور الآتية: 1- الحوار مع المؤسسات الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.. خاصة أن الصندوق والبنك قد تبنيا سياسة جديدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بحيث لا تفرض علي الدولة قائمة اصلاحات مسبقة، بل اتجها الي الحوار مع الدولة المعنية للتعرف علي متطلباتها وما تحتاجه فعلاً..!! تغير في مصلحتنا!! 2- الحوار مع الدول الصديقة "غرباً وشرقاً" وهي دول اشادت بالثورة المصرية وأعلنت عن استعدادها للمعاونة.. والمطلوب.. الشفافية.. والالتزام.. والآليات الفاعلة..!! 3- الحوار مع دول الخليج.. وهو حوار طريق للنتائج التي أسفر عنها حتي الآن!! والمطلوب التأكيد والالتزام!! أتذكر هنا - وفي اطار انتصار أكتوبر 1973 وما أعلنته دول الخليج من استخدام "البترول" لمساندة مصر - أتذكر ما أعلنه المصري الحق أنور السادات من أن العالم يشهد مولد القوة السادسة (اضافة الي القوي الخمس الدائمة في مجلس الأمن).. فرصة شباب العرب أن يعملوا علي استثمارها.. خاصة وأن معظم القيادات العربية قد أوضحت.. حسن نواياها.. وصدق تنفيذ ما وعدت به..!! وانتظاراً للتوصل الي خريطة طريق متكاملة لبناء "مصر الألفية الثالثة"، بأن هناك عدداً من الامور التي تستوجب اجراءات فورية يمكن اعمال آليات خلال مدة قد لاتتجاورز أسبوعين، اذكر منها بإيجاز.. علي سبيل المثال وليس الحصر.. ما يأتي: 1- لمقاومة الغلاء المتزايد في أسعار الخضر والفواكه.. لماذا لا تلجأ الي "المنافذ المتنقلة" التي يمكن أن يتولاها الشباب.. تحصل علي السلع مباشرة من اسواق الجملة وتبيعه للمستهلك بأسعار مقبولة.. تحقق ربحاً للشباب.. وتحقق وفراً للمستهلك المسكين.. نعم المسكين!! ولنبدأ بتشغيل 200 - 500 سيارة نصف نقل!! 2- دعم وتحديث ورعاية الجميعات الاستهلاكية.. وذلك تمهيداً لإقرار ونشر منظومة للجمعيات التعاونية الاستهلاكية تجبر - في نهاية الأمر - القطاع التجاري غير المنظم علي الالتزام بها مربح معقول ومقبول.. والا فقد قدرته علي المنافسة..!! 3- مراجعة قوانين وحوافز الاستثمار.. مع مراعاة عدم التعرض للمكتسبات وكذا مراعاة ايجاد نظام متنوع من الحوافز يتمشي مع تنوع الاستثمارات..!! وهنا لابد أن نطالب مشاركة: الجهاز المصرفي بقيادة البنك المركزي الجهات المسئولة عن الاستثمار.. وهنا نتساءل عن نظام طالبنا به منذ أكثر من ربع قرن.. وهو نظام "الشباك الواحد".. في اطار من الشفافية الكاملة. جمعيات رجال الأعمال، وجمعيات المستثمرين، وجمعيات الصداقة، والغرف الصناعية والتجارية.. التقوا.. وتحاوروا.. واتفقوا.. من اجل مصر ولمصلحة مصر!! وهنا لابد أن نطالب بمراجعة شاملة لمستويات وآليات "الصندوق الاجتماعي للتنمية" فهو طوق النجاة لآلاف من الشباب القادرين.. والمخلصين!! 4- مراجعة منظومة "التدريب" و"اعادة التأهيل" للبدء فورا بتنظيم "كتائب عمل" مدربة ومؤهلة.. داخليا وخارجياً.. مع التركيز علي دول الخليج.. ودول أوروبا.. ودول حوض النيل.. بل وافريقيا كلها!! 5- اعداد حصر فوري لعدد من المشروعات التي يمكن البدء في استكمالها علي الفور..!! ولنا عودة.. ما دام هدفنا.. افساح المجال أمام شباب الثورة الحق.. لبناء "مصر" صاحبة الحق..!! وقولوا معي: تحيا مصر.. وتحيا مصر.. وتحيا مصر