يبدو أن المصاعب والمصائب لا تأتى فرادى، فمشاكل السياحة التى تعانى منها مختلف المناطق السياحية وتكاد تصيب هذا القطاع الحيوى فى مقتل انضم إليها فى خليج نعمة عوامل أخرى على رأسها «الخرتية» الذين تعدوا مرحلة التعامل مع السائح دون مراعاة لضوابط وأسلوب التعامل مع السائحين بالمضايقات المستمرة فى المحال التجارية إلى حد التحرش، بل للأسف لم يقف هذا التدهور إلى ذلك الحد بل تعداه إلى سائقى التاكسى الذين أصبحوا يمارسون نفس أسلوب «الخرتية»، و«يقلبون» السائح، وفى أحيان كثيرة يتفقون على الأجرة بالجنيه ثم يفاجأ السائح عند الدفع أنها باليورو، مما دفع الكثيرين من السائحين إلى استخدام الميكروباص فى تنقلاتهم لأن الأجرة موحدة.. وللأسف أن تلك الظاهرة من ضمن أسبابها الرئيسية أنه يوجد حوالى 800 تاكسى فى خليج نعمة فى الوقت الذى تعانى فيه مصر كلها من تدنى عدد السائحين، وأغلب الخرتية يتعاملون مع السائح بطرق مكررة ومحفوظة، وأتساءل أين أفراد الشرطة الموجودين هناك للتدخل لإنقاذ السائح من الخرتى الذى يحاول النصب عليه بطريقة ساذجة ومكررة وتثبيته وإذا كان فى كل دول العالم هناك أفراد أو شركات تلعب دور الخرتى ولكن بشكل مقنن ومحدد فإننا الآن نسىء لسمعة مصر بنوعية «الخرتية» التى تعمل على تقليب الزبون والنصب عليه بطرق سريعة، إن هذا المظهر والسلوك السلبى بدأ يتفاقم يوماً بعد يوم فى خليج نعمة، مخلفاً وراءه العديد من الصور المسيئة للمجتمع المصرى، ونظراً لآثاره السلبية على حركة السوق السياحية فى مصر، لابد لنا من وقفة مع تلك الظاهرة وتناولها بالدراسة والبحث وخاصة أن هناك مؤشرات لتعافى السياحة وهذا لن يحدث إلا إذا أخلصنا فى تأدية واجبنا، وحسن معاملة السائح والابتعاد عن التصرف الخاطئ وغير المستحب، الناتج عنه العديد من المشكلات، خاصة شكاوى السائحين من سوء المعاملة والاستغلال، ولأن انخفاض أعداد السائحين أحد أسبابه معروفة وهو أن السلوكيات قد تغيرت وللأسف للأسوأ، نتيجة انتشار أساليب «الخرتية»، دون مراقبة، وهم يصدر عنهم بعض المضايقات للسائحين، لذلك لابد من أن نعلم جميعاً أن التعامل مع السائح مسألة ذوق، وبالتالى لابد أن نسعى إلى اكتساب ثقة السائح والحفاظ على راحته حتى نحصل منه على ما نريد لنا ولوطننا.