اعتبر دبلوماسيون أن السياسة الخارجية للرئيس مرسي وجماعته هي سياسة التجربة والخطأ، وتغليب أهل الهوى، على حساب أهل الهوية، وهي أقرب إلى المصلحة منها إلى الموقف الاستراتيجي، وستدمرعلاقتنا الخارجية. وأضافوا أن الموقف الوحيد غير المتذبذب في سياسة مصر الخارجية، حتى الآن، هو الموقف من إسرائيل، تجاه احترام كل الاتفاقيات الدولية الموقعة بينهما،بخلاف باقي العلاقات الخارجية فإنها تخضع كما يبدو إلى مساومة، غير مفسّرة ولا مفهومة وقد تكون ذات نتائج خطيرة. فبجانب الموقف المنسجم مع روسيا تجاه سوريا، فإن الموقف مع إيران يثير التساؤلات أيضا يقول البعض خلف الأبواب المغلقة، العلاقة بين إيران وحزب الحرية العدالة، هي أكثر عمقا مما يظهر على السطح، هذا الأمر إن صح فهو يعني أن وراءها شيء مريب ومخيف، فليس خافيا موقف إيران الرسمي من مساندة سوريا، كما ليس خافيا أيضا طموحات إيران في المنطقة، وعلى رأسها منطقة الخليج. وقد سبق وندد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتورعبداللطيف بن راشد الزياني بتصريحات د.محمود غزلان المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة, واصفا إياها بغير المسئولة وأنها تؤثر على العلاقات بين مصر والمنطقة العربية. تصريحات الإخوان المسلمين في مصر تجاه الإمارات تفتقد إلى الحكمة وتتعارض مع ما يربط الشعوب العربية والإسلامية من روابط وصلات مشتركة, كما أنها لا تخدم الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون ومصر لتعزيز علاقاتهما التي ترسخت على قواعد متينة عبر السنين. وجاء ذلك بعد أن انتقد المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان, تصريحات قائد شرطة دبي ضاحى خلفان التى هدد فيها بإصدار مذكرة اعتقال من الإنتربول بحق الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين على خلفية مهاجمته لحكام الإمارات عقب ترحيل أسر سورية معارضة للنظام السوري . ولذلك فان المكسب الذى حققه الرئيس مرسى هو دعم العلاقات مع الدول التى تحرص على مصلحة الإخوان وهى إيران وتركيا وقطر وتجاهل توطيد العلاقات مع دول الخليج التى منها تأثرت علاقته بمصر منذ ثورة 25 يناير وخاصة محاكمة الرئيس السابق ومنها على الأخص الإمارات والكويت والسعودية ، فضلا عن أن كل مساعى مرسى نحو فتح مجالات اقتصادية مع الدول الخارجية تأتى دائما بالفشل. وقال الدكتور هانى خلاف، سفير ومساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية، أن الرئيس مرسي اهتم بعدد من الدول فى بداية التحرك الخارجى المصرى مثل قطر وتركيا وايران، والسعودية والسودان ولكن كثير من البلاد الأخرى لاتزال لم توضع فى قائمة التحركات، مثل الجزائر وتونس وليبيا. وأشار خلاف إلى أن الأدرن وليبيا لم تكن فى قائمة اهتمامات الرئيس مرسى بالرغم من أنهم دول حدودية ومن الضرورى دعم العلاقات بينهما . وأضاف، سفير ومساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية أن الرئيس مرسى كان متخذ موقف واضح ومشدد حول قضية سوريا يدور حول تغير النظام فى سوريا وبعد ذلك تغيرت توجهاته وذلك بعدما دارت اتصالاته مع روسيا والصين جعلت موقفنا الدبلوماسى يتغير وأصبحنا ننادى بضرورة تهدئة الأوضاع والتسوية السياسية وفتح الحوار داخل سوريا دون أن نشدد على إنهاء حكم بشار الأسد ، الأمر الذي يجعل مواقف مصر المتناقضة إزاء الأزمة السورية عامل رئيسي في التأثير علي علاقات مصر بدول عديدة منها روسيا . وأكد خلاف علي ضرورة أن يحرص الرئيس مرسي علي تنشيط التحرك المصرى مع الأردن وليبيا والسودان وهم الثالوث الذى يحيط حدودنا لتأمين مصالح مصر، إضافة إلى دعم ليبيا سياسيا وأن تكون مصر طرفا فى أعمال التغيير بها عن طريق الاستعانة برجال الأعمال لإقامة المشروعات المشتركة. وأكد محمود فرج ، سفير مصر فى طهران سابقاً، أن علاقة مصر مع إيران مازالت غير مفهومة حتى الآن، فضلا عن أن مصر غير مؤهلة للتفاهم مع إيران للوصول لعلاقات طبيعية لاختراق الوضع الحساس بين الدولتين، مشيرا إلى أن علاقة مصر بإيران رهينة الظروف. وأضاف أن علاقات مصر بالدول الخارجية بعد تولى مرسى الحكم تحتاج لمراجعة خاصة دول الخليج التى اضطربت بعد الثورة، لافتا إلى أن مرسى حتى الآن يخسر علاقاته مع الدول الخارجية وذلك لأنه يسير بأفكار من حوله وهم الإخوان الذين لم يكونوا على استعداد لإدارة العلاقات كما يجب لتحقيق التوازن مع كافة الدول الخارجية وخاصة العربية.