1 صدعوا أدمغتنا بالصندوق، وشرعيته، وسيطرته، وقدسيته، وعندما قلنا لهم، إن هناك أدوات، مرتبطة بهذا الصندوق العجيب، مثل دستورغير «ملعوب» فيه، وقوانين لا تهدر مبدأ المساواة بين المواطنين، وطريقة وأسلوب حكم لا يستهدف مساندة أنصار الحاكم، قالوا لنا هذه هى ردود الضعفاء الذين يخشون الصندوق!! وعندما صدر قرار المحكمة الدستورية ببطلان منع العسكريين والمنتمين لجهاز الشرطة، من التصويت فى الانتخابات، لطموا الخدود، وتحدثواعن حياد المؤسسة العسكرية، وأنها الدرع الواقى، وهى المؤسسة التى تحمينا!! لا ياشيخ..أليست هذه هى المؤسسة التى تريدون اختراقها،أليس هذا هو دستوركم الذى كتبتموه بأيديكم، لنكتشف أنكم ضعفاء فى الكتابة، و«خايبين» فى «الصنعة»، ومدعين حكمة، وقدرة، وسيطرة على الأدوات؟! ثم تعالوا قولوا لنا:لماذا الندب ولطم الخدود، من قال لكم إن هناك انقساماً سيحدث فى المؤسسة العسكرية، أليس أفرادهم شركاء فى الوطن؟ أليس من حقهم الإدلاء برأيهم فى مصير الوطن؟ أليست هذه هى ديمقراطيتكم؟ ألستم أنتم من قاتل، وناضل، وقام بحماية من يسيطرون على المساجد وقام بتكفير كل منافسيه؟ ألم يقسم هذا الفعل بنيان الوطن؟! ألم يحدث، بسبب خلط الدين بالسياسة، تكفير وتخوين وشق الجسد الواحد؟! هل سيطرتكم على المساجد من أجل جلب الأصوات حلال، وتصويت الضباط والجنود «حرام»؟!! أزمة الإخوان أنهم يتعاملون بوجهين، الأول مبتسم، والثانى متجهم، الأول ديمقراطى عندما يكون القرار لصالحهم، والثانى استبدادى عندما يخسرون، الوجه الأول عندهم يحب الجيش، وقياداته، وضباطه،وبعد وصول مرشحهم لمقعد الرئيس يتحول الوجه إلى عبوس وتعال، وجه أول يمنح الفقراء الزيت والسكر والدقيق، وبعد الانتخابات يتحول إلى وجه كله عبوس، وجه ينظر إلى جسدك، كى يضربه بالسياط، عندما تقول له يا ظالم!! هذان الوجهان نراهما كل يوم فى مواقف مختلفة، حفظنا ملامحهما، ولن نصدق إلا رأينا،الذى استقر على أن الإخوان غير صادقين، يكذبون فى اليوم الواحد عشرات المرات، بلا خجل، ولذلك سنقول لهم بكل صدق: «من حق المواطنين الذين ينتمون للمؤسسة العسكرية والشرطة أن يدلوا بأصواتهم فى الانتخابات طبقاً لدستور الإخوان نفسه الذى ينص على أن المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات» وبما أن المنتمين لهاتين المؤسستين، يقومون بأداء واجباتهم تجاه الوطن، فمن أبسط حقوقهم أن يدلوا بأصواتهم فى أية انتخابات، أو أية عملية تصويت لاتخاذ قرار يحدد مصير الوطن!! طبعاً الإخوان الآن يقومون بابتزاز الجيش، ويطلقون حملات، ترفض قرار الدستورية، وكأن المجلس العسكرى يستطيع اتخاذ قرار يمنع تنفيذ قرار المحكمة الدستورية، لاحظ أن صفحات الإخوان الموجهة، بالإضافة إلى تصريحات قياداتهم، تقول إن الجيش سوف يتعرض للانقسام، وأن معسكراته يجب ألا تخترقها السياسة، وطبعاً نحن لا نصدقهم، لأنه لا يوجد تيار سياسى واحد فى مصر، يستهدف العمل السياسى داخل الجيش سوى الإخوان، وأى اختراق للمؤسسة، سيتم عبرهم، وحدهم، لذلك نقول لهم العبوا غيرها، لأن الابتزاز الذى تم فى عهد المجلس العسكرى السابق، لن يتكرر، فقد قلتم للمشير طنطاوى «البلد هتولع إذا لم يأتى محمد مرسى رئيساً» ونجحت الخطة، وخاف الرجل على البلد، وخضع للابتزاز، والآن تهددون المجلس العسكرى الحالى، وتقولون له «المؤسسة العسكرية سوف تتعرض للانقسام» وهذا التهديد الواضح لن يجدى، لأن المجلس العسكرى إذا وافق على منع ضباطه وجنوده، سوف يسقط فى أزمة عدم تنفيذ قرار المحكمة الدستورية، وهو أصلاً ليس طرفاً فى الدعوى، وليس أمامه سوى التنفيذ!! قبل أن يتحدث الإخوان عن الانقسام الذى يمكن أن يحدث داخل المؤسسة العسكرية، عليهم، أن يقوموا بإصلاح شروخ الوطن!! 2 بمناسبة الانقسام الوطنى، أريد أن اسألك سؤالاً: هل قمت بالتوقيع على «تمرد» أم لا؟ هذه مهمة وطنية تستهدف، إعادة توحيد الوطن، فى مواجهة الذين قسموه!!ولا تصدق الذين»تجردوا» وأعلنوا حملة مضادة، لأنهم لا يجرأون على النزول فى الشارع لطلب توقيع على استمارة تؤيد محمد مرسى!! الناس فى مصر ضد هذا النظام الفاشل المستبد، ولايريدون اكمال اللعبة بهذه الطريقة، وحركة تمرد وصلت للجميع حتى القرى التى يقول الإخوان إنها تحت سيطرتهم، لم تعد تطيق سيرتهم!! لا الشباب الذى ابتكر حملة تمرد» ولا أنصارهم، ولا أعداؤهم، كانوا يتوقعون هذا الإقبال الكبير على ورقة بسيطة، تقول للرئيس المنتخب «إرحل» لأنك فشلت فى إدارة شئون البلاد!!الفكرة بسيطة، لكن حالة المصريين السياسية والمعيشية، معقدة، وحالتهم النفسية أكثر تعقيداً،لأنهم وجدوا أنفسهم أمام رجل قضى نصف عمره معارضاً للنظام السابق، وثقوا فيه وفى ديمقراطيته،لأنه ذاق طعم الظلم،والسجن،والمطاردة،وعندما وصل إلى السلطة،وجدوا شخصاً آخر، ينتمى لجماعة على حساب الوطن، يميل إلى أهله وعشيرته على حساب شعبه، يتحيز لأفكار الاستبداد على حساب الثورة، يلقى فى السجن بمن أيدوه وناصروه من شباب يناير، بعد كل هذا لم يجد الناس أمامهم سوى التوقيع على رسالة موجهة إليه شخصياً تقول: «ارحل بالذوق» لأن ثورتنا مازالت مستمرة، فهى ثورة للجميع وليست انتفاضة أطاحت بديكتاتور، لتأتى بآخر، الأول كان يستند، إلى ترسانة جنود وسلاح، والثانى يستند إليها ايضاً، وزاد عليها ميليشيات جماعته!! أعتقد أن الرسالة وصلت لمحمد مرسى وجماعته، ولكنهم للاسف مازالوا، يتعاملون مع معارضيهم، بمنطق نظرية المؤامرة، وكما تعلمون» كل إناء ينضح بما فيه» وكل من يعتاد على التآمر، ينظرإلى تصرفات غيره بنفس المنطق، ويتصور أنه يتآمر مثله، ولذلك فإننى أعتقد أن الإخوان، يحتاجون درساً فى التاريخ، حتى يعرفوا،أن مطلبنا الرئيسى، بعد الآن، سيكون انتخابات رئاسية مبكرة، ولن نعترف برئيس يٌقتل الشباب الثائر فى عهده، ويتم إلقاؤهم فى المعتقلات أمام بصره، وهذا الشعب الذى لم يهزمه الهكسوس، ولا التتار، ولا الفرنسيون، أو الإنجليز، ولا استبداد حكامه الوطنيين، فى عهود مختلفة، لايركع لحاكم أبداً، ولا يرضخ لحزب أو جماعة، ولن تهزمه ميليشيا، ولا تنظيمات إرهابية، ولن تؤثر فيه حركات صبيانية، من أصحاب الذقون الزائفة، الذين يهددون المعارضين، ويقولون لنا» إحنا مش إخوان لكن سنساندهم»!! ونحن نقول لهم «إحنا مش إخوان وسوف نقاومهم»!! 3 يقول أمل دنقل: يا اخوتى الذين يعبرون فى الميدان فى انحناء منحدرين فى نهاية المساء لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت.. قيصر جديد