احتفل المسلمون فى جميع أنحاء العالم بعيد الفطر، وبالنسبة للمسلمين الأوكرانيين جاء احتفالهم «حلو ومر»، فالضحكة والفرحة غابت من قلوب الأوكران من العام الماضى، وتحديداً منذ بدء دخول القوات الروسية الأراضى الأوكرانية واشتداد المعارك بين القوتين، حيث نزوح كثير من المدنيين عقب القصف المكثف من قبل قوات موسكو، فمع ذلك فلم يجد أطفال الجاليات الإسلامية أماكن الترفيه واللعب ولم تجد الأسر عادتها فى عيد الفطر، فحطام الحرب حاضر فى كل مكان ورائحة باروده يغلب على رائحة الاحتفالات، وهى المرة الثانية التى لم يحتفل بها مسلمو أوكرانيا فى مناسبة من أهم المناسبات الإسلامية، فلا يوجد مسجد أو كنيسة أو حتى شارع، لكى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة عيد الفطر وسماع شعائرها وخطبتها التى اعتادوا عليها. أمضى الكثيرون الشهر صائمين خلال ساعات النهار، بعيدًا عن ديارهم، إما كلاجئين أو يقاتلون على الخطوط الأمامية ضد القوات الروسية، فقط لتناول الإفطار خلال فترة هدوء الحرب. قبل ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، كان المسلمون يشكلون حوالى 1٪ من سكان أوكرانيا، فى حين أن المكتب الإحصائى لأوكرانيا ليس لديه أرقام متاحة يقدرها الشيخ سعيد إسماجيلوف، المفتى، أو الزعيم الروحى لمسلمى أوكرانيا، أن الأرقام تقترب من مليون قبل حرب عام 2022، أو 2٪، فيما قال بوهدان هورفات، المحلل السياسى الأوكرانى، ل«الوفد»، أن 2 مليون مسلم أوكرانى دخلوا شهر رمضان تحت القصف الروسى، وهم من تتار «القرم»، وتعرضوا أيضاً للحرمان من احتفالات عيد الفطر المبارك. وتحدثت «ليزا» مواطنة أوكرانية، اعتنقت الإسلام كشخص بالغ، عن تجربتها فى رمضان فى أوكرانيا أثناء الحرب، وقالت إنه لم يكن اهتمامها الأول والأكثر إلحاحًا على نفسها، بل على المسلمين الأوكرانيين فى الخطوط الأمامية والصعوبات التى يواجهونها أثناء الدفاع عن وطنهم. فرت من العاصمة كييف، حيث كانت هناك جالية مسلمة، إلى بلدة صغيرة فى الريف الأوكرانى إلى الغرب مع أطفالها، هناك تحيى ذكرى رمضان والعيد فى بلدة لا يوجد فيها أى مسلمين آخرين. وقالت عائشة، وهى من أصول تتر القرم، والتى فرت إلى هولندا، إنه رغم الظروف، كانت مصممة على الصيام رغم انخفاض وزنها إلى 45 كيلوجرامًا أثناء نزوحها فى أوكرانيا. وأوضحت أن الصيام يمكنها من أن تمنع نفسها من الغضب أو التفكير والشعور بالسوء تجاه الأشخاص الذين غزوا بلدها، وتابعت: «أنا فخورة جدًا بنفسى لدرجة أننى فى هذا الوضع الصعب أجد القوة للصيام والله يساعدنى كثيرًا». وقال سعيد إسماجيلوف المفتى، أو الزعيم الروحانى لمسلمى أوكرانيا أنه فى العام الماضى، أمضى شهر رمضان فى ليسيتشانسك، المدينة التى شهدت قصفًا عنيفًا للغاية قبل انسحاب الجيش الأوكرانى فى نهاية المطاف، وعلى الرغم من عمله فى زمن الحرب، قال إنه لا يزال بإمكانه الالتزام بقواعد صيام رمضان، حيث كان معتادًا على قضاء رمضان فى الحرب، لذا لم يكن هذا العام جديدًا بالنسبة له.