عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحًا.. عشرات من السيدات ارتدين جلبابًا فضفاضًا باللون الأسود يترجلن إلى المقابر في وفود حاشدة.. البعض منهن يحرصن على قراءة القرآن داخل القبر وآخريات يوزعن بعض من أقراص المخبوزات «رحمة ونور». اقرأ أيضًا..عيد فطر 2023 .. فرحة رغم الظروف الاقتصادية مشاهد يمكنك أن ترصدها في قرى محافظات الصعيد مع ثاني أيام العيد، ومن قرية النزلة المستجدة بمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط نرصد أجواء الوفاء للأموات على أبواب المقابر. تمسك بيديها المصحف وترتل آيات القرأن على والدتها التي توفيت منذ 15 عامًا، تدمع عنياها قليلًا وتتذكر ذكرياتها مع والدتها التي كانت عونًا لها وسندًا بعد وفاة والدها منذ نعومة أظافرها. «أبويا مات وكان عندي 4 سنين.. وأمي اللي ربتني لحد ما اتجوزت».. استهلت «جملات» حديثها وقالت إنها حريصة على زيارة والدتها ووالدها في المقابر مع كل عيد أو مناسبة، تابعت: «بحس إنهم بيردوا عليا الكلام لما بتكلم معاهم». تستكمل صاحبة الأربعين عامًا حديثها، وقالت إنها حريصة على غرث قيم الوفاء للأموات مع أبنائها ليكونوا أوفيا لها بعد موتها على حد قولها. «مهما كانت مشاغل الحياة.. الوفاء للأموات شيء مقدس».. قالتها «سلوى» وهى جالسة على قبر والدها ووالدتها وشقيقها، تشير إلى أنها مثل غيرها من السيدات اللاتي تحرصن على الوفاء للأموات في المناسبات مهما كانت مشاغل الحياة وضغوطاتها. وتابعت: «مش بس القعدة هنا بتفكرنا بالأيام الحلوة ولمة العيلة لا .. دي فيها موعظة ودروس للحياة». كثير من الأطفال يلهون على أبواب المقابر بصحبة امهاتهن.. وببعض الألعاب يقضون أوقاتهم حتى الظهيرة ثم يعودوا إلى منازلهم بعد قضاء فترة الصباح مع أمهاتهن على المقابر. «على».. أحد الأطفال اللذين يلهون على المقابر، قال، إنه يأتي مع والدته كل عام في عيد الفطر ليقرأ الفاتحة على والده الذي تركه وهو في سن العاشر من عمره، وتابع: «لما باجي بفتكر أيامي الحلوة مع بابا لما كان بيجبلي لعب ويديني العدية وببكي شوية وماما بتحايلني». يصمت الطفل قليلاً ويتذكر حديث والدته له وقال: «ماما بتقولي إن بابا بيسمعنا من تحت القبر.. فبتكلم معاه وبقله وحشتني يا بابا بس مش بيرد عليا». الأمر نفسه ل الطفل يوسف، قال إنه يأتي لزيارة والدته التي توفيت فور ولادته وأصبح تحت رعاية جدته لوالده. «بكلم ماما هنا كل عيد بقلها كان نفسي أشوفك مرة قبل ما تموتي».. كلمات قالها الطفل تضرم القلوب حزنًا خاصة حينما قال إنه يصحب صورة والدته معه وهو يزور قبر والدته ويحاول أن يحادثها واضعًا الصورة أمامه على قبرها. «مش عارف ساعات بحلم بيها في المنام وبتكلمني».. يستكمل الطفل حديثه ويقول إنه يشعر بتواصل والدته معه في الحياة وتهمس له بحديث خلال نومه ويزيد شعروه ذلك حينما يصل إلى القبر. طالع المزيد من الأخبار على alwafd.news