واشنطن تدرس فرض عقوبات على الطرفين المتصارعين وتضارب الأنباء حول حصيلة الضحايا هزت أمس الانفجارات العنيفة أرجاء السودان وأكد شهود عيان ل«الوفد» سماع دوى إطلاق نار كثيف وانفجارات مدوية فى العاصمة الخرطوم ومعظم المدن والولايات استمرت طوال الليلة الماضية رغم سريان الهدنة الثانية، وسط تصاعد أعمدة الدخان وانتشار الحرائق فى الخرطوم. وسُمع إطلاق نار فى منطقة بحرى تزامنا مع اشتباكات عنيفة غرب أم درمان، فى الوقت الذى تحرك فيه الجيش السودانى لمنع وصول تعزيزات لقوات الدعم السريع التى زعمت أنها أسقطت طائرتين مروحيتين تابعتين للجيش السودانى، بعد أن هاجم الجيش مقاتليها فى أم درمان قرب العاصمة الخرطوم على حد قولها. وزعمت التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه، فى الوقت الذى لم يعلق فيه الجيش السودانى بعد على مزاعم هجوم القوات. وتصاعدت حدة المواجهات الدموية على الأرض مع استمرار الحرب الكلامية بين الطرفين. أكد قائد الجيش السودانى عبدالفتاح البرهان الاستمرار فى العملية السياسية بمجرد هزيمة قوات الدعم، فيما اعتبر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو أن قواته تقاتل متطرفين يسعون لترسيخ الديكتاتورية فى السودان. ووصف البرهان، فى تصريحات لصحيفة فينانشال تايمز البريطانية، قوات الدعم السريع بأنها خارجة عن السيطرة ومسئولة عن أعمال النهب والسرقة فى بلاده. وكشف البرهان خلال حديث للصحيفة عن أن قوات الدعم السريع هاجمت قافلة تابعة للسفارة الأمريكية، واتهمها بقتل عدد من موظفى برنامج الغذاء العالمي. وأكد البرهان أنه بمجرد هزيمة قوات الدعم السريع يمكن استئناف عملية الانتقال الديموقراطى. وتوعد «حميدتى» فى مقابلة مع نفس الصحيفة بإلقاء القبض على البرهان وتقديمه للمحاكمة. واتهم حميدتى البرهان بتزعم ما وصفها بالعصابة المتطرفة، مشيرا إلى رغبة البرهان فى ترسيخ الحكم الديكتاتورى، مشددا على أن ساحة المعركة ستحدد كل شيء. وأبدى قائد قوات الدعم السريع استعداد قواته لوقف القتال، إلا أنه أشار إلى أن البرهان غير مستعد لذلك، وزعم أن قوات الدعم السريع لم تعارض من حيث المبدأ الانضمام إلى القوات المسلحة النظامية. وتدرُسُ الإدارة الأمريكية خُططًاً لفرض عقوبات جديدة على أفراد من الجيش السودانى وقوات الدعم السريع. ووفقًا لمجلة فورين بوليسى، فإن حزمة العقوبات التى لا تزال قيد الصياغة. وتضاربت الأنباء والتقارير بشأن عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.. وأعلن المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط أحمد المنظرى، عن مقتل نحو 330 شخصاً وإصابة 3200. وحذرت المنظمات والهيئات الدولية الإنسانية من انهيار القطاع الصحى فى السودان، وأطلقت الأممالمتحدة استغاثات للطرفين المتصارعين محذرة من انهيار النظام الصحى بسبب استمرار الاشتباكات التى اندلعت منذ السبت الماضى، بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا»، إن السودانيين فى أمس الحاجة إلى هدنة إنسانية حتى يمكن إيصال الإمدادات الحيوية لهم. وأشار المكتب الأممى إلى سماح الهدنة للجرحى والمرضى بالوصول إلى المستشفيات، مشيرا إلى أن سكان الخرطوم بصورة خاصة لن يتمكنوا من مغادرة منازلهم بسبب الاشتباكات حتى فى حالات الضرورة القصوى. كما حذرت الأممالمتحدة والصليب والهلال الأحمر الدوليان من نفاد الوقود والغذاء لدى السكان، ودعت إلى منع الاعتداء على عمال الإغاثة ونهب المرافق الإنسانية حتى تتمكن وكالات الإغاثة من إعادة تعبئة الإمدادات الحيوية والعمل بأمان. وأصدرت دول مجموعة الرباعية (المملكة العربية السعودية - الإمارات - بريطانيا - الولاياتالمتحدةالأمريكية) بيانا مشتركا حول الأحداث فى السودان مع استمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بيان الرباعية والذى جاء فيه: «دعا سفراء دول مجموعة الرباعية، طرفى الصراع فى جمهورية السودان إلى وقف إطلاق النار والعودة للحوار، والالتزام بحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية والعاملين فى المجال الإنسانى وتوفير الممرات الآمنة للعمليات الإنسانية».