«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ عبدالواحد زكى راضى.. مقرئ من الزمن الجميل
نشر في الوفد يوم 19 - 04 - 2023

حبى الله الأمة الإسلامية بخاصية تلاوة كتابها المقدس على نحو معين من ضوابط وأحكام واختصهم بتحسين الصوت بتلاوة القرآن الكريم وفقًا لضوابط لغة العرب الخالية من اللحون والأخطاء بلسان عربى معين وفقًا لطريقة رسول الله فى التلاوة التى تلقاها من جبريل عن رب العزة جل جلاله، وقد تواترت تلاوة القرآن الكريم بأعذب الأصوات وازدان عصر دولة التلاوة فى مصر بعشرات القراء الموهوبين، ولما كان أوج ذلك العصر قد تزامن مع بدء عصر الإرسال الإذاعى بمصر، فإن ذلك ساهم فى إطلاق أسماء كبار القراء عبر جميع أنحاء الأرض المصرية ووصل بهم إلى أطراف الأمة الإسلامية، فللصوت الندى سلطانه علي النفوس، ولهذا كان صوت فضيلة القارئ الشيخ عبدالواحد زكى راضى − رحمه الله − وهو يتلو آيات الذكر الحكيم يجبر كل من يستمع له على أن ينصت لآيات المولى عزو وجل فيخشع قلبه وتدمع عيناه وتسرى قشعريرة فى جسده، فقد تميز بالقدرة على تجسيد المعانى القرآنية بصوته، وفى البدء تأثر الشيخ عبدالواحد أكثر ما تأثر بمدرسة الشيخ كامل يوسف البهتيمى قبل أن يستقل بشخصيته القرآنية، ويحفظ لنفسه مكانًا واضحًا بين عمالقة دولة التلاوة بصوته الجميل وأسلوبه الفريد بين قراء عصره وإتقانه المحكم لتلاوة آيات الذكر الحكيم، حتى صار القارئ المجيد الذى لا تخطئه الأذن بما حباه الله من ملكات خاصة فى التلاوة، وهو الشيخ الذى اجتمع على حبه وتقديره كبار مشايخ دولة التلاوة وعدّوه يقرأ كتاب الله كما أنزل وكأنه تلقاه من فم سيدنا جبريل عليه السلام ثم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،تواترًا بالسماع والتلقى.
∩الوفد∪ انتقلت إلى مسقط رأسه بشبرامنت مركز أبوالنمرس بمحافظة الجيزة لتلتقى أبناءه ومحبيه وتستعرض معهم مسيرته القرآنية الحافلة، وهذا نص الحوار:
فى البداية يقول ∩زكى∪ نجل القارئ الكبير الراحل عبدالواحد زكى راضى، وهو الابن الأوسط له ويعمل ∩محامياً∪: ولد أبى فى الأول من شهر يوليو 1936، بقرية شبرامنت بمركز أبوالنمرس فى محافظة الجيزة والتحق بالكتاب والمدرسة معًا، فجدى− رحمه الله− كان يتمنى أن ينجب ولدًا، فقد رزقه الله ببنتين الكبرى هى رزقة زكى عبدالواحد والصغرى كاملة، وظل الحلم يراوده بأن ينجب ولدًا حتى سن السبعين من عمره، وأنجب والدى، وفى التوقيت ذاته رزقه الله بولد آخر هو عم عبدالفضيل من زوجته الثانية فأصبح لديه بنتان وولدان، وكانت جدتى صاحبة الفضل على والدى، حيث دفعته إلى كتاب القرية وقد كانت أشبه بالملاك، ولم أرها إلا صائمة قائمة، وتوفيت على ذلك لدرجة أن والدى حكى لى أنها كانت توصى شيح الكتاب عليه ليحفظ القرآن الكريم كاملًا، ومن شدة حبها لأبى كانت تناديه بالملك، بعد أن ختم القرآن الكريم، تلاوة وحفظًا وكان بارًا بها كثيرًا ويهتم بطعامها وشرابها قبل الجميع، وهذا هو سر حب الناس له لبره بوالدته، وقد حفظ والدى القرآن على يد الشيخ محمد سعيد وعمره 9 سنوات.
وكان كتاب القرية فى الأربعينيات هو منبع التلاوة كلها، وكل يوم كان والدى يذهب إلى الكتاب من السادسة صباحًا حتى الخامسة مساء حتى وصل إلى مرحلة ∩الألفا∪ فى الكتاب، وهى درجة يمنحها له شيخ الكتاب، لأنه حفظ القران بالكامل ليسمع لكل من يحفظون ويحل محل الشيخ فى حالة عدم وجوده، ويقوم بكتابة وتصحيح كل الألواح مع من يتعلمون بالكتاب وامتاز والدى أيضاً بالخط الجميل، فكتب الخط الديوانى والخط الكوفى ليكتب بهما القرآن حتى أنه كان يكتب الخطاب العادى بالتشكيل، وواصل: والدى حفظ القرآن برواية حفص هو والشيخ عبدالفتاح مدكور عالم القراءات على يد الشيخ عبدالحميد غالى، لكنه لم يكتب بذلك لشغفه بالقرآن فذهب إلى الشيخ سيد ليمون بقرية ترسا وكان والدى يحكى عنه أنه ذات طابع صعب والتعلم على يديه أمر مستحيل، لكن أبى كان محبًا للعلم جدًا ولديه القدرة على التحمل واستعداد أن يتعاون معه فى أصعب الظروف، حتى نال الإجازة فى القراءات العشر على يديه، فالشيخ سيد مصطفى ليمون تتلمذ على يد الشيخ الضباع عالم القراءات الشهير، الذى علم مشايخ مصر الكبار أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد وغيرهما، وفى هذه الفترة التى تعلم فيها والدى القراءات كان قد ذاع صيته فى قريتنا والقرى المجاورة حتى الجيزة، وكان يقلد الشيخ كامل يوسف البهتيمى، حتى أن الشيخ البهتيمى نفسه كان يطلق على والدى البهتيمى الصغير، وقد قرأ والدى كثير ا معه ومع الشيخ مصطفى إسماعيل ومولانا الشيخ محمود خليل الحصرى، وهو فى مقتبل عمره فى الثلاثينيات والذين كانوا يستحسنون صوته.
الإذاعة
ويتحدث مصطفى الابن الأكبر لفضيلة الشيخ عبدالواحد زكى راضى عن مرحلة الإذاعة فى حياة والده القارئ الشهير قائلًا: فى عام 1975م، كان والدى مدعوًا لإحياء الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بالجيزة لمسجد ∩سيدى على ذى اليدين∪ الشهير ب∩أبى دية∪ وكان صاحب المقام الحاج إمام سيد حسن وزوجته من بلدة الشيخ راغب ولذلك حضر الشيخ راغب هذا الاحتفال وكان قد اعتمد إذاعيًا قبل والدى ومن بين الحضور كان الشاعر محمود حسن إسماعيل رئيس الإذاعة وقتها، وكان يجلس بجواره الشيخ راغب غلوش ودار بينهما حوار طويل سأله خلاله رئيس الإذاعة عن إجادة الشيخ عبدالواحد القراءة، فأجابه الشيخ راغب أنه يجيد القراءة بأحكامها وقراءاتها، وهو أشبه الأصوات بالشيخ كامل يوسف البهتيمى، وقال لماذا لا يوجد هذا الصوت فى الإذاعة، فطلب من الشيخ راغب غلوش أن يتقدم بطلب للإذاعة لضمى ضمن قرائها، وقال له اكتب لى خطابًا موجهًا لاختباره باللجنة، وبالفعل حدث ذلك، وبعد خمسة عشر يومًا وصل إخطار من الإذاعة بأنه قد تحدد موعد لاختبار والدى فى الإذاعة، والحمد لله ذهب يوم 1/3/1975، للجنة الاختبار، ووافقت اللجنة من أول مرة، فقد كان يشعر بالقوة أمام لجنة الاختبار لقوة أدائه، وإتقانه حتى أنه لم يكن يلقى بالًا بأنه أمام لجنة اختبار لتمكنه من القراءات.
وكان أعضاء اللجنة الشيخ محمد مرسى عامر والشيخ سعيد السحار والشيخ رزق خليل حبة، والشيخ إبراهيم عطوة والأستاذ أحمد صدقى والأستاذ محمود كامل والشيخ عبدالعزيز عيسى وكان وزيرًا للأوقاف آنذاك.
واعتمد قارئًا للقرآن الكريم فى الإذاعة المصرية فى الرابع من شهر مارس 1975، وكان عمره وقتها 45 عامًا، وكان يشارك وقتها فى الإذاعات الخارجية على الهواء مباشرة سواء تلاوة قرآن الفجر أو الجمعة أو تلاوة احتفالات الإذاعة فى الأمسيات الدينية إلى جانب الحفلات المسجلة، التى كان آخرها فى يوم الجمعة الرابع عشر من أكتوبر 2016، فى مسجد المستشفى بقرية شبرامنت مسقط رأسه بمركز أبوالنمرس فى الجيزة. كما أنه اختير بالتليفزيون عام 1980م، وشكلت لجنة الاختبار من الشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود برانق، والشيح عبدالباسط عبدالصمد، وبعدها بعشرة أيام قام بالتسجيل للتليفزيون المصرى.
سفرياته
ويضيف طه نجل الشيخ عبدالواحد الابن الثالث له قائلًا: والدى سافر إلى 42 دولة فقد تعددت سفريات والدى خارج مصر سواء بدعوة خاصة أو بترشيح من وزارة الأوقاف، فقد سافر أول مرة إلى دار السلام بدولة تنزانيا فى 1978، ولازمه فى هذه الرحلة فضيلة الشيخ مدين منصور مدين، وفى 1979 سافر إلى الهند وأفغانستان، وسافر إلى كينيا وساحل العاج وجنوب أفريقيا عام 2007م بدعوة من الحاج محمود كاسوجى، وفى آسيا سافر مع الشيخ راغب مصطفى غلوش والشيخ محمد محمود عوض إلى دبى بدعوة خاصة عام 1988م، كما سافر إلى المملكة الأردنية الهاشمية وقرأ بالعاصمة عمان، ولازمه فى هذ الرحلة الشيخ محمود حسين منصور. كما سافر إلى إندونيسيا وسافر إلى باكستان بصحبة الشيخ سيد عبدالشافى هلال وتجولا معًا بين لاهور وسقهر وإسلام آباد، وفى أوروبا سافر إلى لندن عام 1999م وقرأ بالمركز الإسلامى بها، وسافر أيضاً إلى هولندا مرتين، وإلى اسكتلندا مرتين وسافر إلى أستراليا ثلاث مرات كما سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقرأ بالمركز الإسلامى فى واشنطن وفى كاليفورنيا ونيويورك، ولازمه فى هذه السفريات الشيخ راغب غلوش، وقد أسلم أحد عشر أمريكيًا بفضل سماع القرآن فى ولاية لوس انجلوس وتم إشهار إسلامهم وفى أمريكا الجنوبية سافر إلى البرازيل وسورينام وأوروجواى.
ويعود مرة أخرى نجل الشيخ عبدالواحد للحديث عن والده قائلًا: والدى سجل كثيرًا من
الليالى والأمسيات السهرات القرآنية، وسجل القرآن مرتلًا لإذاعة وتليفزيون أبوظبى ∩صوت وصورة∪ هو والشيخ راغب غلوش 1989، وكان ذلك بدعوة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
أما بالنسبة للمساجد التى عمل بها، فقد عين قارئًا للسورة بمسجد حسن باشا طاهر بالسيدة زينب بعد التحاقه بالإذاعة ثم انتقل إلى مسجد المغفرة بحى العجوزة بجوار مسرح البالون، وظل به ما يقرب من 6 سنوات ثم مسجد الصباح بحى الهرم بالجيزة عام 1975م، ثم مسجد صلاح الدين بحى المنيل بالقاهرة والذى ظل به 30 سنة، حتى وفاته وكان يسبقه فى القراءة فيه الشيخ عبدالعظيم زاهر، أما أقرب المشايخ له فكان الشيخ هاشم محمد هيبة وهو كان عاشقًا للبهتيمى والشيخ مصطفى إسماعيل.
تكريمات وأوسمة
ويتطرق مصطفى نجل القارئ الراحل إلى الحديث من جديد عن أهم التكريمات التى حصل عليها الشيخ عبدالواجد قائلًا: حصل والدى على العديد من التكريمات والأوسمة حتى أن الرئيس الباكستانى محمد ضياء الحق أهداه مصحفًا مكتوبًا بماء الذهب وزنه 40 كيلو جرامًا، كما منحه العاهل الأردنى الملك حسين وسام القبة وهو أعلى وسام هناك، كما حصل والدى على العديد من الأوسمة من جاكرتا ومن مصر حيث منحه وزير الداخلية الأسبق حسن الألفى وسام الشرطة فى أحد الاحتفالات، وهناك العديد من الأوسمة والتكريمات من الجامعات المصرية والعربية.
وقد قال الشيخ عيسى المعصراوى شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق عن والدى: ∩إن قراءة الشيخ عبدالواحد هى قراءة كما أنزلت∪، وقال عنه الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية السابق: ∩الشيخ عبدالواحد يقرأ القرآن من فم جبريل إلى فم رسول الله إلى فم الصالح إلى فمه∪، وذلك لشدة إتقانه وإجادته للتلاوة.
رفيق الشيخ
ويقول فضل عباس فضل الفقى أحد أبناء مركز أبوالنمرس ومن محبى وعاشقى الشيخ عبدالواحد − رحمه الله − والذى رافقه كثيرًا خلال مسيرته القرآنية: إنا الشيخ عبدالواحد زكى راضى بمثابة الأب الروحى لى، والكلام عنه يطول فقد كان يأتى إلى أبوالنمرس لأنه كان عضو مقرأة مسجد عبداللطيف هناك والتى يرأسها عالم القراءات الشهير الشيح عبدالفتاح مدكور وهو الأعلى سندًا لقراءة حفص عن عاصم على مستوى العالم وهو ابن عم والدى ويكبر مولانا الشيخ عبدالواحد بأربع سنوات وكانت هذه المقرأة لها رونق خاص فقد كانت تضم ثلاثة أقطاب هم الشيخ زكى محفوظ وهو أكبر محفظ قرآن فى أبوالنمرس وكان كفيفًا رحمه الله، والشيخ عبدالواحد كان يحرص على حضور هذه المقرأة فى شبرامنت قبل العصر، وكان أهالى أبوالنمرس ينتظرون كل يوم خميس ليشنفوا آذانهم بصوته فى الأذان والتلاوة، حتى أن الأهالى كانوا يحتفلون بعقيقة السبوع يوم الخميس ليحضرها الشيخ عبدالواحد للقراءة بها كنوع من البركة، أما حبى لمولانا، فلأنه ليس شخصًا عاديًا فكنت أشعر حين يقرأ القرآن كأنه يشرح ويجسد معانيه، فقلما كنت أرى قارئًا مثله، رغم أنه قرأ وسط عمالقة التلاوة الكبار أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والبهتيمى وغيرهما من قراء الرعيل الأول.
∩غلوش∪ و∩عبدالواحد∪
ويواصل فضل الفقى كلامه قائلًا: ربطت الشيخ عبدالواحد مع الشيخ راغب غلوش علاقة صداقة امتدت إلى 50 سنة حتى أنه كانت هناك صلة قوية على المستوى الأسرى ويتبادلان الزيارة معًا، وعندما علم الشيخ راغب غلوش بوفاة والدة الشيخ عبدالواحد، وكان عائدًا من الحج وهو فى المطار قابلاه أحد أصدقاء الشيخ عبدالواحد وأخبره، بوفاة أمه فانطلق من المطار إلى شبرامنت لحضور العزاء وكان يحب والدة الشيخ عبدالواحد كوالدته كثيرًا، وكذلك حضر كبار القراء فى عزاء والدته ومنهم الشيخ أحمد رزيقى والشيخ الشحات أنور والشيخ شعبان الصياد وسيد عبدالشافى هلال والدكتور فرج الله الشاذلى والقارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع، فالعلاقة كانت بين قراء الزمن الجميل طيبة. ويضيف ∩الفقى∪: من فرط حبى للشيخ عبدالواحد− رحمه الله− كونت رابطة محبى الشيخ وتجمع كل محبيه من شبرامنت وأبوالنمرس إلا أنها حتى الآن ليست كيانًا رسميًا، لكننى أفكر جديًا فى تنفيذ هذه الفكرة بشكل رسمى لما رأيته من ترحاب شديد بهذه الفكرة من جمهور وسميعة الشيخ عبدالواحد رحمه الله.
الرفقة الطيبة
أما الشيخ هلال على صالح ∩مدرس لغة عربية∪ فيقول: كانت علاقتنا بالشيخ عبدالواحد كعلاقة الوالد بأبنائه وكنا فى أبوالنمرس نستمتع بقراءة الشيخ فى العزاءات والأمسيات الدينية وكان دائمًا يحضر مقرأة مسجد عبدالطيف ويجلس معى قبل المقرأة بنصف ساعة لأنه كان يرى منا الحب الصادق، فكنا نحبه حبًا غير عادى، ومن ضمن المفارقات عندما غلت أجور القراء كان يرفض الأجور المرتفعة تمامًا وما سمعته من كبار علماء القراءات أن الشيخ عبدالواحد عندما يقرأ القرآن كان القرآن يشكره لأنه كان حريصًا على أداء القرآن رغم كبر سنه كسلاسل الذهب، من حيث الأحكام والقراءات والمقامات ولا ينتظر إلا أن يتلو القرآن كما أنزل، فقد رافقته كثيرًا فى العزاءات وما سمعنا أحدًا يقرأ القرآن بإتقان وإخلاص وحرص على مخارج الحروف بهذه الدرجة، وهذا قليل من كثير، وما رأيت الشيخ عبدالواحد رحمه الله إلا وكان مبتسمًا وبشوشًا فكان وجهه مضيئًا حتى فى مماته كان وجهه مبتسمًا.
أولاد الشيخ
رزق الشيخ عبدالواحد زكى راضى بتسعة من الأبناء أربعة ذكور هم: مصطفى ∩مدير مدرسة∪ وزكى وطه وماهر وهم محامون وخمس بنات، رحم الله ملك التلاوة الشيخ عبدالواحد زكى راضى ابن مدينة أبوالنمرس بالجيزة الذى غادر الحياة فى الساعات الأولى من صباح الجمعة 9 ديسمبر 2016 عن عمر يناهز 80 عاما قضاها فى معية القرآن الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.