تصاعدت أمس الاشتباكات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع فى السودان الشقيق لليوم الثانى على التوالى وسط جهود مصرية وعربية ودولية لوقف حمامات الدم بين الأشقاء. واتسعت رقعة المواجهات من العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية لتمتد غرباً لولاية دارفور وشرقاً على بورسودان على البحر الأحمر. ولقى 56 سودانياً مصرعهم على الأقل فيما قتل 3 عاملين فى برنامج الأغذية العالمى فى إقليم دارفور وسط صراع على السلطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف ب«حميدتي» اللذين يقودان السودان منذ 2021. وأصدرت لجنة أطباء السودان المركزية حصراً مبدئياً للأحداث، مشيرة إلى مقتل 56 مدنياً أكثر من نصفهم فى الخرطوم وضواحيها، بينما لقى عشرات الجنود وعناصر قوات الدعم السريع حتفهم. بالإضافة إلى ذلك، أصيب حوالى 600 شخص بجروح. وأطلقت نداء عاجلاً للمنظمات الإنسانية والهيئات الصحية، الدولية والإقليمية، لتقديم العون وتوفير الإمداد الطبى لجميع المستشفيات والمرافق. ووافقت القوات المسلحة السودانية، على مقترح الأممالمتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لمدة 3 ساعات على ألا يلغى ذلك حقها فى الرد عند حدوث أى تجاوزات من قبل ميليشيا قوات الدعم السريع التى أعلنت السماح للمسارات الآمنة والحالات الإنسانية للسودانيين، لمدة 4 ساعات، لتيسير جزء من حياة الناس. وحذرت الأممالمتحدة من تدهور أكثر على صعيد الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً فى السودان، إثر اندلاع القتال فى العاصمة الخرطوم ومناطق متعددة من البلاد، قائلة إنه سيزيد عدد المعتمدين على المساعدات الإنسانية. وأعرب مجلس الأمن الدولى عن القلق البالغ بشأن الاشتباكات وأسفه لوقوع خسائر فى الأرواح وإصابات بما فى ذلك بين المدنيين. ودعا المجلس الأطراف لوقف الأعمال العدائية فوراً واستعادة الهدوء، والعودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية فى السودان. وبدأ التصعيد الأخير بإعلان قيادة قوات الدعم السريع السودانية عن أن القوات المسلحة السودانية، هاجمت مواقعها ومقراتها فى الخرطوم ومروى ومدن أخرى، واشارت إلى أنه تم الرد على الهجوم وتكبيد الجيش السودانى خسائر كبيرة، فضلاً عن السيطرة على مطار وقاعدة مروى ومطار الخرطوم.