ليلة تغيير القدر، وتجديد القلب، هى ليلة عظيمة تأتى علينا فى العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وصفها الله جل فى علاه بأنها خير من ألف شهر، وقد اتفق الفقهاء على فضل ليلة القدر، وأن وقتها فى العشر الاواخر من شهر رمضان، وأما تحديدها فى العشر الأواخر فمختلف فيه تبعًا لاختلاف الروايات الصحيحة، والأرجع أنها فى الليالى الوتر من العشر الأواخر. وهذه الليلة فضلها عظيم لمن أحياها، وإحياؤها يكون بالصلاة والقرآن والذكر والاستغفار والدعاء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، كما أن صلاة التراويح فى تلك الليلة يعتبر إحياء لها. وقد اختلف الفقهاء فى تعيين هذه الليلة فمنهم من يرى أنها ليلة الحادى والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلة الثالث والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلة الخامس والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلة السابع والعشرين، ومنهم من جعلها فى ليلة من الليالى الوترية دون تحديد، وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين. ومن فضائل هذه الليلة المباركة، أنها خير من ألف شهر، إن هذه الليلة خير من ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر، هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة. كما أنها ليلة عظيمة تتنزل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته، فيرفرف فيها السلام وتصفو فيها السماء حتى طلوع الفجر. وقد بينت السنة الكريمة فضل هذه الليلة فى كثير من الأحاديث ففى صحيح البخارى من حديث أبى هريرة «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه». وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال إحيائها، فيُحرم المسلم فضلها وخيرها، فورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله لاصحابه وقد أظلهم شهر رمضان «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من الف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا المحروم» كما أن من فضل هذه الليلة أن الله سبحانه قد خصها وشرفها بنزول القرآن فيها قال تعالى «إنا أنزلناه فى ليلة القدر» فكل هذه النصوص وغيرها تدل على عظم هذه الليلة المباركة، فهنيًا لمن بادر واغتنم، والخسرانة كل الخسارة لمن تكاسل وحرم نفسه الثواب والخير فى هذه الليلة.