صعدت أمس إسرائيل من هجمتها الشرسة ضد الفلسطينيين العزل وسط فشل عالمى لردعها عن عملياتها الوحشية ضد المدنيين، وأطلقت العنان لقطعان المستوطنين فى باحات الأقصى المبارك وشارك وزراء حكومة الاحتلال فى مسيرة بالآلاف للاستيلاء على أراضى الدولة الفلسطينية. شيعت جماهير محافظة أريحا بالضفة المحتلة الشهيد محمد فايز بلهان عوضات (15 عاماً) الذى ارتقى برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى مخيم عقبة جبر جنوب أريحا. وأعلن نادى الأسير الفلسطينى إن قوات الاحتلال اعتقلت 100 فلسطينى فى محافظة أريحا منذ مطلع العام الجارى. وأضاف نادى الأسير فى بيان صحفى إن الاعتقالات تركزت فى مخيم عقبة جبر الذى يشهد مواجهة متصاعدة مع الاحتلال وكان من بين المعتقلين عشرة أطفال. وأشار نادى الأسير إلى أن 32 من بينهم ما زالوا رهن الاعتقال، وجزء منهم رهن التحقيق، كما أن مجموعة منهم صدرت بحقهم أوامر منع لقاء المحامى. واقتحم مستوطنون ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال التى واصلت فرض إجراءات مشددة وتقييدات على دخول الفلسطينيين للمسجد فى خامس أيام عيد الفصح اليهودى. ونشرت شرطة الاحتلال عناصرها ووحداتها الخاصة منذ الصباح فى باحات الأقصى وعند أبوابه لتأمين اقتحامات المستوطنين، وواصلت التضييق على دخول المصلين فجراً ومنعت الكثيرين من الدخول. ومنعت شرطة الاحتلال حراس المسجد الأقصى من إعطاء اللباس الساتر للسياح الوافدين إلى المسجد عبر باب المغاربة، وهددتهم بالاعتقال. وأخرجت قوات الاحتلال طلاب إحدى المدارس من المسجد الأقصى، بالتزامن مع استمرار اقتحام المستوطنين. ورغم تضييق الاحتلال ومنع الشبان من دخول الأقصى، حضر مئات المرابطين والمرابطات فى ساحات الحرم القدسى الشريف. وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس بأن 1531 مستوطناً موزعين على 23 مجموعة اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونفذوا جولات استفزازية فى ساحاته، وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية فى المنطقة الشرقية منه، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. وشارك آلاف المستوطنين، وفى مقدمتهم سبعة وزراء إسرائيليين على الأقل، وأكثر من 20 عضو كنيست، بينهم وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير، فى مسيرة من مفرق زعترة باتجاه موقع البؤرة الاستيطانية العشوائية «إفيتار» المقامة على قمة جبل صبيح جنوب نابلس. كما أغلقت قوات الاحتلال، الحرم الإبراهيمى الشريف أمام المصلين بحجة الأعياد اليهودية، وشددت من إجراءاتها الأمنية وأغلقت جميع الحواجز العسكرية، والبوابات الإلكترونية المؤدية للحرم الإبراهيمى، لتأمين احتفالات المستوطنين بعيد الفصح اليهودى فى الحرم وساحاته. وقال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة نبيل أبوردينة إن اجتياح ميليشيات المستوطنين بقيادة وزراء من حكومة الاحتلال الإسرائيلى، لأراضى دولة فلسطين لا يغير من حقيقة أنها أرض فلسطينية وستبقى كذلك، وأن هذا الاجتياح الذى يأتى بقوة السلاح لا ينشئ حقًّا. كلام صور: وداع الشهيد بلهان وسط هتافات الغضب ضد الاحتلال