أثارت قضية تسريب الوثائق السرية الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعى التى تتعلق فى المقام الأول بالحرب الأوكرانية، جدلا واسعا على الساحة الدبلوماسية والسياسية، حيث أوضحت الوثائق المسربة كيف تقيم الولاياتالمتحدة حالة الصراع واتجاهه. بجانب نتائج التقييم التى يتم إيصالها بعدها لأصحاب القرارات السياسية الرئيسية فى إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، بما فى ذلك الأسلحة التى يجب توفيرها لأوكرانيا وكيفية الرد على استراتيجية روسيا فى ساحة المعركة، وتجرى الولاياتالمتحدةالأمريكية تحقيقات موسعة، بجانب الاتهامات الموجهة للسلطات الروسية وراء الواقعة، أو الحلفاء الموالين لها. وتوضح الوثائق السرية اختراق الاستخبارات الأمريكية الجيش الروسى وقادته بعمق لدرجة أنه يمكنه تحذير أوكرانيا مسبقا من الهجمات وتقييم نقاط القوة والضعف فى القوات الروسية بشكل موثوق، حسب تقرير نشرته موقع سكاى نيوز عربية. وكشفت الوثائق عن أن المخابرات الأمريكية كانت تعلم أن وزارة الدفاع الروسية قد أرسلت خططا لضرب مواقع القوات الأوكرانية فى موقعين فى تاريخ معين، وأن المخططين العسكريين الروس كانوا يستعدون لضرب عشرات من منشآت الطاقة وعدد مماثل من الجسور فى أوكرانيا، كما تشير الوثائق إلى نجاحات استخباراتية عديدة من قبل الولاياتالمتحدة، لكنها تظهر أيضاً مدى استنزاف القوات الأوكرانية بعد أكثر من عام فى الحرب. وقال مسئول أوكرانى كبير، إن التسريبات أغضبت القادة العسكريين والسياسيين فى كييف، الذين سعوا لإخفاء نقاط الضعف فى الكرملين المتعلقة بنقص الذخيرة وبيانات أخرى عن ساحة المعركة. واستمرت أزمة تسريب الوثائق السرية وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن أن مجموعة جديدة من الوثائق السرية التى يبدو أنها تفصل أسرار الأمن القومى الأمريكى فيما يتعلق بقضايا مختلفة تتفاوت بين أوكرانيا إلى الشرق الأوسط إلى الصين، مما أثار قلق البنتاجون وزاد من الاضطرابات حيث بدا أن إدارة الرئيس جو بايدت تفاجأت من الوضع. وقال مسئولون أمريكيون إن حجم التسريب، ربما تم الحصول على أكثر من 100 وثيقة إلى جانب حساسية الوثائق نفسها، قد يكون ضارًا للغاية، ووصف مسئول استخباراتى كبير التسريب بأنه «كابوس للعيون الخمس»، فى إشارة إلى الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وكندا، وهى ما يسمى دول العيون الخمس التى تشارك المعلومات الاستخباراتية على نطاق واسع. وفتحت وزارتا العدل الدفاع الأمريكيتان تحقيقاً فى التسريبات. وقال ميك مولروى، المسئول السابق فى البنتاجون، إن تسريب الوثائق السرية يمثل خرقًا كبيرًا للأمن يمكن أن يعيق التخطيط العسكرى الأوكرانى، مما يتسبب فى الإضرار بجهود أوكرانياوالولاياتالمتحدة وحلف الناتو، ووصف أحد المحللين ما ظهر حتى الآن على أنه «قمة جبل الجليد». وكانت الوثيقة التى ظهرت على 4chan عبارة عن خريطة تهدف إلى إظهار حالة الحرب فى مدينة باخموت بشرق أوكرانيا، والتى كانت مسرحًا لمعركة شرسة استمرت لأشهر، لكن يبدو أن الوثائق المسربة تتجاوز المواد السرية للغاية المتعلقة بخطط الحرب فى أوكرانيا، ويقول المحللون الأمنيون الذين راجعوا الوثائق على مواقع التواصل الاجتماعى إن العدد المتزايد يشمل أيضاً شرائح إحاطة حساسة عن الصين والمسرح العسكرى فى المحيطين الهندى والهادئ والشرق الأوسط والإرهاب. وأقر مسئولون فى العديد من وكالات الأمن القومى بالمسارعة للعثور على مصدر التسريبات وإمكانية حدوث ما قال أحد المسئولين إنه قد يكون تقطيرًا ثابتًا للمعلومات السرية المنشورة على المواقع. وتظهر الوثائق الموجودة عن الجيش الأوكرانى كصور لرسوم بيانية لتسليم الأسلحة المتوقع، وعدد القوات والكتائب، وخطط أخرى. ويقر مسئولو البنتاجون بأنها وثائق شرعية لوزارة الدفاع، لكن يبدو أن النسخ قد تم تغييرها فى أجزاء معينة من تنسيقها الأصلى.