انضم يوسف هارون حمزة إلى رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك ورئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار صاحبى الأصول الهندية فى صنع التاريخ وإظهار كيف يتغير الزمن حيث يحتل الأشخاص المنحدرون من أصول آسيوية لتولى القيادة فى البرلمانات البريطانية والأسكتلندية والأيرلندية والحكومات أيضا. يأتى ذلك بعد تصديق البرلمان الأسكتلندى على فوز حمزة هارون صاحب ال37 عاما كأول مسلم من أصول آسيوية مهاجرة ليصبح رئيساً لحكومة المقاطعة البريطانية التى يطمح لقيادتها نحو الاستقلال عن لندن, خلفا لنيكولا ستورغن التى أعلنت عن استقالتها بصورة مفاجئة الشهر الماضى بعد ثمانية أعوام فى الحكم وهو ما أتاح المجال أمام يوسف لكى يصعد إلى رئاسة الحكومة بعد أن كان يتولى حقيبة الصحة, كما تولى منصبه رسميا أمس الأربعاء بعد تعيينه بمرسوم ملكى وتأديته اليمين أمام المحكمة العليا الأسكتلندية. وكان الحزب الوطنى الحاكم فى أسكتلندا قد انتخب، حمزة يوسف (37 عاما) زعيما للحزب، ليكون أول رئيس من أصول غير أسكتلندية يتولى هذا المنصب فى البلاد. وانقسمت الصحف البريطانية بين داعم ومعارض لفوز صاحب الرئيس الباكستانى الأصل الجديد حيث قادت هجوما قاسيا على «يوسف» التى كبلته بانتقادات حول تجديد مساعى الانفصال وسجله «الرديء» فى المناصب الوزارية السابقة ووصل الأمر إلى النواحى العرقية حيث أبرزت «الصن» البريطانية أن يوسف يفتقر إلى كثير مما اتسمت به الإدارة الحديدية لرئيسة الوزراء السابقة, واعتبرت «الديلى ميل» أنه أكثر السياسيين عديمى الجدوى فى جيله, فيما دعمته بعض الصحف الأخرى والتى أشارت إلى أنه يمثل أبرز مظاهر التعايش الحضارى ومنح الفرص لأصحاب الكفاءات فى أسكتلندا. كما اعتبر بعض الحقوقيين البريطانيين فوز «يوسف» تاريخياً حسب وصف سوندر كاتوالا مدير ابحاث المستقبل البريطانى الذى كتب عبر تويتر إنه «صانع التاريخ». وكان قد انضم يوسف الى الحزب الوطنى الأسكتلندى عندما كان طالبا فى جامعة غلاسكو وترقى حزبيا حتى اصبح عضوا فى البرلمان عام 2011, وكثيرا ما يصف نفسه انه قادم من تراث البانجرا وممارسى القربة وهى الموسيقى الشعبية التقليدية فى أسكتلندا. واستطاع يوسف تحقيق فوزه بعد منافسة استمرت ستة اسابيع ضد مرشحين اخرين, ليصبح سادس وزير أول فى البلاد, كما احتفت وسائل ومنصات التواصل الاجتماعى فى باكستان والدول الآسيوية بفوز يوسف التاريخى. وفى أول ظهور له نشر «يوسف» صورا له يؤم أسرته للصلاة فى مقره الجديد, حيث ارتدت النساء الملابس الإسلامية ووالدته ظهرت بالحجاب، كما انتشرت الصور فى مختلف وسائل الإعلام البريطانية.