تواصل الكنيسة القبطية وفاءها لكل من قدم علمًا أو خدمة رعوية لأبنائها على مدار السنوات ولا تنسى أبًا منح من عمله العديد من أجل تأصيل العقيدة ونشر الفكر المسيحى الصحيح ومد يد العون لإعمار المنابر الدينية وترسيخ مبادئ السيد المسيح وتذكير الأجيال المتعاقبة بما أوصى به الآباء الرسل والقديسين من مفاهيم تصحح المسار وتنير الحياة بالخير. تذكار نياحة البابا المُصلى ومنذ أيام أعادت الكنيسة الذكرى ال52 على نياحة القديس البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة ال116، والذى قضى حوالى 12 سنة فى البطريركية، واعترف المجمع المقدس للكنيسة بقداسته فى 2013. لم تمر هذه المناسبة على الأقباط كغيرها من الأيام وحرص قداسة البابا تواضروس الثانى، استهلال عظته الروحية فى اجتماع الأربعاء، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوى بالمقر البابوى بالكاتدرائية فى منطقة العباسية، بنبذة عن القديس البابا كيرلس. وتحدث قداسته قائلًا: «نعلم أن البابا كيرلس كان بطريركًا منذ عام 1959 حتى عام 1971، أى حوالى 12 سنة، وخدم بمحبة وأمانة، وبعد نياحته بأكثر من أربعين سنة اعترف المجمع المقدس بقدسيته وضم اسمه إلى أسماء القديسين فى الكنيسة القبطية، ومنذ هذا الوقت بدأت تكون هناك مذابح وكنائس تحمل اسمه، وتم تدشين أول كنيسة له فى دير مار مينا بعد هذا الاعتراف، كما أصبح يُذكر اسمه فى مجمع القداس والتسبحة، كما صار من الممكن أن تُرسم أيقونات وتُعلق فى حامل الأيقونات فى الكنيسة أو مكان آخر». يوم الشهيد.. الاحتفال الوطنى المصرى وبهذه الكلمات بدأ البابا عظتة التى تخللت عدة موضوعات منها احتفالية يوم الشهيد التى تحتفل به مصر سنويًا، حيث قال:»الشهيد قيمته رفيعة فى الأرض ومكانته كبيرة فى السماء»، وتحدث فى مفتتح عظته أن هذه المناسبة الوطنية هى احتفاءً بشهداء الوطن فى مختلف الأجيال، وأكد أن جميع الشعب مدينون لهم لأن بدونهم لم يكن هذا البلد يعيش أو ينمو أو يثمر، كما حيا كل أسرة قدمت شهيدًا على أرض مصر فى مختلف المجالات. الأبن الضال.. من آحاد الصوم الكبير كما استكمل قداسته سلسلة «محطات رحلة الصوم الكبير وربطها بحياة الأسرة، فتلا جزءًا من الأصحاح 15 فى إنجيل المعلم لوقا الوارد فيه مثل «الابن الضال» الذى تتخذه الكنيسة موضوعًا لإنجيل اليوم الأحد، وتناول من خلال المثل مشكلة الابن المعاند، مشيرًا إلى أنه يتصف بأنه «يقاوم النصيحة، ويشعر بذاته بشكل مبالغ فيه، ولا يعطى اعتبار لمشاعر الآخرين، ويضع مصلحته قبل مصالح الآخرين». ولفت قداسة البابا إلى أن المعاند الأول هو إبليس الذى عاند الله وعن من أين يأتى العناد، قال قداسته يأتى من:»كبرياء النفس، سوء التربية (التدليل أو القسوة)، أو الخلافات الأسرية». وألمح إلى أن قصة «الأبن الضال» هى أشهر قصة فى العالم، وهى قصة إنسانية فى المقام الأول، وهى الأكثر تأثيرًا وهى أيضًا مليئة بالدروس، وأكد أن الأب كان يصلى لابنه طوال فترة غيابه، وكان كذلك ينتظر رجوعه، وتناول قداسة البابا بعضها مثل فرعون، وشعب إسرائيل بإعتبارهم هم أشهر الشخصيات المعاندة فى الكتاب المقدس. وأشار إلى دور الآباء هذه المرحلة للتعامل مع عناد أبنائهم واستهل بأهمية فضيلة التراجع عن الخطأ كفعل بطرس الرسول الذى تراجع عن الخطأ بعدما أنكر السيد المسيح، ومريم المجدلية، وسرعة التراجع عن الخطأ كمثل أهل نينوى الذين استجابوا بسرعة لدعوة يونان، والاعتراف بالخطأ وهو ما مايتم تجسيدة فى سر الاعتراف، وألمح إلى من أكثر الكلمات المحببة فى كنيستنا هى كلمة «أخطيت»، وهى كلمة تختصر مشكلات كثيرة وتُحَنِن قلب الآخرين. واختتم قداسته العظة بالتأكيد على أن الابن الضال صار بعودته إلى حضن أبيه «الابن البار»، وهو ما يجب فعله من الآباء من أجل كسب أبنائهم. تكريم الطالب المصرى الفائز ب«لمحات عن الهند» وفى نهاية هذا اللقاء كرم البابا تواضروس الطالب مارك القس مارتيروس، الذى حصل مؤخرًا على الجائزة الأولى فى مسابقة «لمحات عن الهند»، التى أقامها المركز الثقافى الهندى وسفارة الهند فى مصر فى ديسمبر الماضى، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المصرية. استطاع الطالب المصرى الفوز بالمركز الأول عن المرحلة الثانوية فى المسابقة التى شارك فيها 4600 مشارك من كافة المراحل الدراسية من 431 مدرسة، وحقق هذا الفوز من خلال عمل فنى وهو بورتريه للشاعر الهندى طاغور، صاحب المقولة الشهيرة «الحب هو الحقيقة الوحيدة»، وهو إنجاز مصرى جديد ويحرص البابا على إبراز هذه النماذج لتشجيع الجميع على المشاركة فى المحافل العالمية وتمثيل مصر فى المسابقات ورفع أسمها بين الدول.