حذر الدكتور "بطرس بطرس غالى" الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة من مخاطر الانفجار السكانى الذى تشهده مصر ودول أفريقيا على عمليات التنمية وتوفير الاحتياجات المتزايدة من الطاقة والمياه وبالتالى تحسين معيشة المجتمعات. وقال "غالى" فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن القاهرة أكبر عاصمة أفريقية تشهد انفجارا سكانيا وأنه لابد من وضع سياسات وإجراءات لمواجهة الانفجار السكانى فى مصر حيث يزيد عدد السكان سنويا بمقدار مليون نسمة. وأوضح أن الدراسات المنشورة تؤكد أن الخسائر اليومية من جراء الانفجار السكانى فى القاهرة تبلغ مليون دولار ما بين استهلاك بنزين وسولار للسيارات وتكاليف العلاج من حوادث الطرق هذا فضلا عن ارتفاع معدلات التلوث فى الهواء. وأشار "غالى" إلى أن هناك دولا تعانى من الانفجار السكانى عمدت الى نقل العاصمة إلى أماكن بعيدة للغاية.. ومنها على سبيل المثال نيجيريا التى نقلت عاصمتها إلى أبوجا بدلا من لاجوس وقد استغرق ذلك وقتا طويلا وكذلك البرازيل.. وفى هذه الفترة تدرس كوريا الجنوبية وإندونيسيا نقل عاصمتيهما بعد أن ضاقتا واكتظتا بالسكان وبدا التأثير واضحا فى هذه الدول على حركة الاستثمار والتنمية وتأخر حركة نقل التجارة والبضائع من الموانئ إلى العواصم . وأكد "غالى" على ضرورة نقل عاصمة مصر الى مكان آخر.. وتساءل: هل ننقل القاهرةالجديدة كعاصمة إلى الساحل الغربى لتكون أكثر قربًا من أوروبا أو ننقلها جنوبا على ساحل البحر الأحمر بالقرب من السودان لتكون أكثر قربا وتواصلا مع أفريقيا.. المهم هو نقل العاصمة حتى لا تتأثر عمليات التنمية وحركة الاستثمار فى مصر من جراء الازدحام الشديد على الطرق واكتظاظ السكان . كما تساءل "غالى" عما اذا كانت هناك خطط وسياسات لمواجهة هذا الانفجار السكانى تتعلق بالهجرة الداخلية أو الهجرة الخارجية.. مؤكدا أن زيادة أعداد السكان بهذه المعدلات المخيفة سنويًا يعتبر أحد المشاكل المهمة المؤثرة على مياه النيل حيث يلزم هذه الزيادة توفير احتياجات مرتفعة عن الحصة المعهودة لمصر وهى 5ر55 مليار متر مكعب من المياه والمقررة لمصر منذ عشرينيات القرن الماضى .