رئيس الوزراء هشام قنديل قال إن التغير الوزاري جاء بناءً علي رغبة بعض الوزراء الذين ابدوا رغبتهم في الاستقالة، دون أن يفصح لنا عن سبب هذه الفرة التي اصابت وزراء...! الخبثاء يقولون إن بعض الوزراء أدركوا مؤخرا أنهم يقومون بأداء أدوار وزراء دون أن يكون لهم أي حق في اتخاذ القرارات في وزاراتهم، وأن وزاراتهم محكومة بقرارات أصحاب النفوذ من داخل مكتب الارشاد، وجمعية ابدأ التي يرأسها رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، ولا دليل علي ذلك أكثر مما حدث بمحافظة الاسكندرية التي سيطر علي محلياتها وقراراتها شعار جمعية ابدأ دون معرفة المحافظ... وهو ما أعلنه المحافظ نفسه... نفس الأمر تكرر مع وزارة التموين الذي قدم رئيس قطاع التجارة الداخلية بها استقالته منها احتجاجاً علي سيطرة جمعية ابدأ علي عمل الوزارة. والأخطر كان الحديث الهامس داخل أروقة إحدي الوزارات السيادية عن نفوذ خيرت الشاطر الذي امتد ليصل إلي درجة طلبه الاطلاع علي التقارير السرية، وتحكمه في حركة التنقلات والترقيات بالوزارة مما وضع الوزير في موقف محرج أمام مرؤوسيه. وبين الشاطر ومالك ونفوذهما الذي امتد بدرجة خلقت نوعاً من التذمر والرفض بين الوزراء ، وحالة الاحتقان الشديدة التي أصابت الشارع المصري ورفعت من حدة شرارة نيران ثورة الجياع، كان الحل الوحيد لسحب فتيل الانفجار الإعلان عن تغيير وزاري، في محاولة لإلهاء الناس، وإشعارهم بأن التغيير مستمر، رغم أن الجميع يعلم أن أي وزير في الحكومة الحالية ما هو إلا دوبلير لأشخاص آخرين، وأنهم تحت الطلب للتضحية بهم في أي وقت، ولو ان هناك نية حقيقية للتغيير بما يصب في صالح هذا الوطن لكان علي رأس هذا التغيير الوزاري رئيس الوزراء نفسه، الذي فقد الناس الأمل فيه وفي حكومته التي تعجز عن وضع أي حل للوضع الحالي سوي التسول وطرق الأبواب من أجل منحة أو معونة، تعين علي تسيير الأمور شهراً بشهر . الحقيقة أن لا أحد يستطيع لوم رئيس الوزراء وسياسته في بلد ينتهج رئيسه سياسة «سمك لبن تمر هندي»، فهو يشجع رجال الأعمال والقطاع الخاص ويوافق علي عمل تسويات حتي مع الهاربين منهم، وفي نفس الوقت يؤكد استكماله مشوار الاشتراكية الذي بدأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفي الوقت الذي تتم فيه الموافقة علي مشروع الصكوك الذي يسمح ببيع كل شيء في مصر، يعلن حرصه علي القطاع العام وتقويته وتدعيمه. وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه رئيس الوزراء توقيع اتفاق بين التموين والاتصالات لتوزيع العيش بالرقم القومي.... حد فاهم حاجة؟؟... هذه هي سياسة مصرالحالية... سمك لبن تمرهندي!!!