خبراء: الرياضة.. تنظيم الوقت.. والمعينات البصرية أهم وسائل التفوق بدأ العد التنازلى لماراثون الثانوية العامة، وبدأت معه تلك الفترة الصعبة التى يعيشها أولياء الأمور وأبناؤهم كل عام، والتى تعتبر كالكابوس، حيث يعيش الأهالى المعاناة والقلق والتوتر، بالإضافة إلى ضغط المعلمين لتكثيف الدروس الخصوصية وزيادة أسعارها حتى انتهاء الامتحانات، وهو ما يضع الأهل والطلاب تحت ضغط كبير، سواء كان بسبب توفير الأموال أو توفير الوقت. فمع بداية الفصل الدراسى الثانى، يدخل طلاب الثانوية العامة وذووهم فى مرحلة مختلفة، فالتيرم قصير ويدخل فيه شهر رمضان والعيد، وهو ما يؤثر على الوقت المخصص للاستذكار، وبالتالى تزداد حالة الطوارئ فى كل البيوت خاصة تلك التى يوجد بها طالب ثانوية عامة. وعبّر العديد من الطلاب عن معاناتهم فى تلك الفترة بصورة من اليأس يصاحبها صامت تام، حيث قال حسين فرج، طالب بالصف الثالث الثانوى، أنه يعيش الآن فى حالة من الخوف والتوتر الدائم، خاصة بعد مطالبة المعلمين بتكثيف الحصص لتثبيت المعلومات، الأمر الذى جعله فى حالة من «الخنقة» لعدم وجود متنفس له إلا بعد انتهاء هذا الماراثون. فى حين أكد فاروق حلمى، ولى أمر طالبة بالصف الثالث الثانوى التجريبى، أن المدرسين طالبوا بزيادة عدد الحصص مع بداية التيرم الثانى، للانتهاء من المناهج مبكراً وبدأ المراجعة، مع عمل اختبارات مستمرة حتى يستطيع الطلاب الاعتياد على امتحانات الثانوية العامة، ما جعلنا تحت ضغط كبير، سواء كان بسبب توفير المال لتلك الحصص، أو الوقت المناسب للدروس. وطالبت أميرة عادل، ولية أمر فتاتين فى الثانوية العامة المعلمين بالرحمة والرفق بالأبناء، وذلك لرفضهم منح الطلاب وقتاً للترويح عن أنفسهم، بحجة عدم نسيان المناهج، أو أن الوقت يمر بسرعة والفترة الحالية هى الأهم للطالب. والتقطت أطراف الحوار داليا الحزاوى، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والمرشد الأسرى وخبيرة الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، مؤكدة أن طلاب الثانوية العامة، يعانون دائماً من استنزاف طاقاتهم بسبب مشاعر التوتر والقلق التى تلاحقهم، ما يجعلهم يتناسون مواهبهم وعلاقاتهم الاجتماعية والأسرية وراحتهم الجسدية حتى ينتهى هذا الكابوس، لذا يجب عليهم عدم الانصياع وراء المعلمين لاستعادة النشاط والهمة، حتى يمكنهم استكمال العام الدراسى والمراجعات التى بدأت حالياً، مشيرة إلى أن تلك الفترة أصبحت مصحوبة بالكثير من الضغوط الجسدية والنفسية، فالثانوية العامة لها طبيعة خاصة فالنجاح والتفوق فيها أمر واجب لضمان جامعة لها مستقبل مهنى، ما يجعلها سنة تحتاج لنفس طويل حتى انتهاء هذا الماراثون، كما يجب أن يعلم الطالب أن الوقت لم يفت ويمكن أن يجتهد وينظم وقته، ولكن لجسده عليه حقاً. ووافقها الرأى الدكتور عاصم حجازى، أستاذ علم النفس التربوى بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، قائلاً: «لا بد لطالب الثانوية العامة من تنظيم وقته بشكل جيد، والسر فى تحقيق التفوق يعود إلى تنظيم الوقت وإدارته بشكل جيد، سواء وقت الاستذكار أو أيام الامتحانات، ولا بد للطالب أن يدرك أن الترويح عن النفس ليس من الكماليات، بل إنه يعمل على إعادة تنشيط الدماغ واستثارة قدراته وعودتها للعمل بشكل جيد. وتابع «حجازى»: أثناء فترة الاسترخاء الذهنى تلك يقوم الدماغ بإعادة تصنيف المعلومات وتنظيمها، وهى مرحلة مهمة من مراحل معالجة المعلومات، ومن الأفكار الشائعة الخاطئة عن الثانوية العامة، أن الوقت يجب أن يكون مخصصاً بشكل كامل للمذاكرة والمراجعة، والحقيقة أن الصواب هنا أن يتم تقسيم الوقت بحيث يشتمل على أوقات مخصصة لممارسة الرياضة الخفيفة غير المجهدة لتنشيط الدورة الدموية لزيادة كفاءة عمل المخ، ويكون ذلك الوقت موزعا بين أوقات المذاكرة، ومن الأفضل أن يذاكر الطالب لمدة ثمانى ساعات يومياً موزعة على فترات تتخللها فترات للرياضة الخفيفة وفترات للترويح عن النفس وتجديد النشاط من خمس إلى عشر دقائق، كما أنه يجب أن يخصص وقتاً فى كل أسبوع للخروج للتنزه لمدة ساعة، ولا تعتبر هذه الأنشطة مضيعة للوقت، بل إن فائدتها لتنشيط الذهن كبيرة، حيث يستطيع الذهن بعدها أن يستوعب بشكل أفضل، وينجز الكثير فى وقت قليل. وعن دور المعلمين، أكد الخبير التربوى، أنه من الملاحظ أن معلمى الدروس الخصوصية، يتسببون فى إحداث حالة من التوتر والقلق لدى الطلاب، فى إطار سعيهم لتكثيف الدروس الخصوصية والمراجعات فى وقت الأجازة، ولكن على الطلاب وأولياء الأمور أن يعالجوا الأمر بقدر أكبر من العقلانية، وعدم الوقوع فريسة للقلق والضغوط التى تؤثر سلباً على أداء الطالب، وعلى الطالب أثناء المذاكرة أن يعمل على توظيف أكثر من حاسة فى التعلم، فالاستماع للفيديو ومشاهدة الصور والرسوم والقراءة الجهرية والصامتة والكتابة وحل الأسئلة المتنوعة وإعادة الشرح للزملاء أو للنفس مع تنغيم الصوت كلها من الوسائل التى تساعد على تحسين التعلم، وكذلك استخدام المعينات البصرية كالألوان الفوسفورية والتلخيص وإعادة الصياغة واستخدام الخرائط الذهنية التى تجمع الموضوعات جميعها التى يتضمنها المقرر فى صورة خرائط تجمع كل عناصرها فجميع هذه الاستراتيجيات تعتبر من الاستراتيجيات صديقة الدماغ التى تتوافق مع طبيعة عمله ويتعلم من خلالها بشكل أفضل، هذا بالإضافة إلى التهيئة النفسية الجيدة والتخلص من الضغوط من خلال الترويح المتقطع عن النفس بدون إسراف.