بخطوات متثاقلة وأنفاس يشوبها الكثير من علامات الاضطراب، اقترب الزوج الثلاثيني من الرواق المؤدي إلى محكمة الأسرة، ومعالم الأسى تعتلي محياه بعدما أرغمته تقلبات الحياة وغرورها، إلى تحريك دعوى نشوز ضد زوجته، التي عصفت بملء إرادتها ببيت زوجيتها الذي كان ينعم يومًا ما بالسكينة والهدوء. اقرأ أيضًا.. هناء لمحكمة الأسرة: زوجي متنمر وجعلني أضحوكة لعائلته ويقول "أمير" ساردًا السبب الذي دفعه لهذا الأمر: منذ أن تفتحت مداركي، وجدت نفسي ابنًا وحيدًا لوالدي بعدما توفت والدتي أثناء ولادتي، ومنذ ذلك الحين قرر والدي أن يسخر حياته بأكملها من أجل تربيتي ومنحي كل ما أريده، مُضحيًا بذلك بإمكانية تزوجه من امرأة أخرى، فكان خير رفيق لي منذ نعومة أظافري. ليضيف: الأحوال المادية الميسورة لوالدي ساعدتنا على تخطي عقبات الحياة بسهولةٍ ويسر، فقام بشراء بيت لنا في إحدى المناطق الراقية، لتمر السنة تلو الأخرى، وبعد حصولي على شهادتي الجامعية والتحاقي بعد ذلك بفترةٍ وجيزة للعمل في شركة للمقاولات، فاتحني والدي في مسألة تزويجي قائلًا إنه يود رؤية أحفاده يكبرون أمامه يوم بعد الآخر، كان عُمري قد شارف على السابعة والعشرين ولم يكن الزواج يراود أفكاري بشدة حينها، وتمر الأيام لأتزوج في النهاية من فتاة كانت تقطن في عقار مقارب لنا، وعقب إتمام الزواج، عشت مع زوجتي وبصبتنا والدى في بيتنا الكبير، حتى رزقنا الله بطفلتين "رنا وهناء" وبمرور الوقت لاحظت معاملة زوجتي تجاه والدي بطريقة لا أرضاها وكأنها تريد أن تدس السم في العسل لتعكير صفو علاقتنا وإحداث الوقيعة بيني وبينه، وهو ما فتح الباب أمام الشجار والتراشق المتكرر بيننا. وأردف قائلًا: " ما أثار غضبي بشدة حينما أعربت زوجتى عن رفضها وجود والدي في حياتنا، وكانت الصدمة الكبرى، حينما طالبتني بإيداعه داخل دار للمسنين، هنا ثارت حفيظتي وقمت بصفعها طاردًا إياها خارج المنزل، والأدهى من ذلك بعد فشل مساعى الصلح بيننا فوجئت بها توجه الاتهام لي بتبديد قائمة المنقولات، فقررت في نهاية المطاف تحريك دعوى النشوز ضدها، لأضع حد لحياتنا سويًا.