لقد خلق الله سبحانه وتعالى جميع المخلوقات قبل آدم عليه السلام، وذلك لأنه سبحانه خلق الكون كله لخدمة الإنسان، وخلق الإنسان لعبادته وإعمار الأرض، وإعمار الأرض ليس في الذرية فقط بل إعمارها بكل خير، وقد خلق سبحانه آدم من طين الأرض، ولكنه عليه السلام لم يكن سعيدا واستوحش أي شعر بالوحده، وفي ذلك ما يعلمنا أن الاحتياج للآخر غريزة خلقها الله سبحانه وتعالى في الإنسان. اقرأ أيضًا.. معلومات عن سيدنا آدم والسيدة حواء كان هناك مخلوقات أخرى ولكنها لم تؤنس وحدته عليه السلام، فهو يحتاج إلى نصف روحه الآخر، فخلق الله سبحانه وتعالى حواء عليه السلام منه ، من ضلعه الأيسر من الخلف وهو نائم ، وفي كل ذلك حكم لله سبحانه ، فقد خلقت وهو نائم لأنه سيشعر بالألم عندما تخلق منه ، وإذا شعر بالألم سيكرهها، ومن جانبه الأيسر أي من جانب قلبه لتكون قريبة من قلبه وليكون بينهما المحبة والمودة والرحمة، ومن خلفه لأنها سنده ورفيقته وسكنه التي ستكون خلفه تؤازره، خلقت من آدم عليه السلام نفسه وليست من الأرض كما خلق هو، لتكون جزء منه ومن حياته لتشعر به ويشعر بها ، ولأن المرأة حياتها زوجها لذلك أيضا خلقت منه، ولكن الرجل عليه أن يعمل ليوفر لأسرته حياة كريمة فلذلك خلق هو من الأرض التي سوف يسعى فيها ، وبهذا يكون هو الأرض الصلبة لها وهى السكن الحسي والمعنوي التي تؤنس وحدته. يقول تعالى: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها"، ويقول تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" والمقصود بزوجها أي الزوج الثاني للنفس ، ويقول تعالى أيضاً: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكونوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" أي أن الأصل أن لكل نفس زوج ففي الجسد هما اثنين أما الروح فهى واحدة مقسومة إلي نصفين الرجل والمرأة ، أي أن الزواج أصل الفطرة السليمة وضرورة الحياة الطبيعية. يقول تعالى: "ولقد خلقنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية". يقول تعالى: "خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام"، أي أنه سبحانه خلق آدم عليه السلام أولا ثم خلق منه وله حواء، وكان سبحانه قادر على أن يخلق حواء عليها السلام في نفس الوقت الذي خلق فيه آدم ، ولكن الإنسان لن يشعر بقيمة أي شيء إلا عندما يحتاجه أو يحرم منه، فعندما شعر آدم عليه السلام بالوحشة، عرف قيمة الأنس بالزوجة التي خلقها الله سبحانه وتعالى له. تعددت التفاسير في سبب تسميها عليها السلام بحواء فقيل أنها من الحياة لأنها خلقت من حي وستكون جالبة للحياة بالذرية، وقيل لأن إمرأة الرجل تحوي عليه وتستحمله. وتؤكد آيات القرآن الكريم إن حواء عليها السلام خلقت من آدم عليه السلام ولآدم قبل دخول الجنة، يقول تعالى: "وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" ويقول تعالى: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى". ولقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء كثيرا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء" ، وفي صحيح ابن حبان عن سمره بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة خلقت من ضلع فإن اقمتها كسرتها فدارها" والمداراة هى التساهل والملاينة فيما لا يخالف الدين. لقد ختم الله المخلوقات بحواء عليها السلام ، ولابد أن يكون كل زوج وزوجة آدم وحواء.