لم يكن ليتبادر إلى أذهان "نجلاء" الزوجة العشرينية، ذلك السيناريو الدرامي القاتم، الذي سيُغير من مجرى حياتها رأسًا على عقب، لينتهي بها المطاف بين ليلةً وضحاها، على مقربةٍ من أبواب محكمة الأسرة بزنانيري، لإقامة دعوى نفقة ضد طليقها، الذي قرر بملء إرادته، الإطاحة بسنوات زواجه، تاركًا مصير طليقته وطفليهما، في طي المجهول. اقرأ أيضًا.. رجاء تخشى أصدقاء الزوج المتوحشين وتطلب الطلاق من المدمن وتقول "نجلاء" التي حضرت لتسرد وقائع معاناتها الأليمة: " منذ 6 سنوات تزوجت من مهندس بترول، وبمُضي الأيام رُزقت منه بطفلين "عمر" صاحب السنوات الأربع، و "مريم" البالغة من عمرها 3 سنوات، وعلى مر سنوات زواجنا، اتسمت العلاقة التي جمعتني به، بالجفاء والتوتر، فكان يتعمد على الدوام، توجيه الإهانات المتتالية نحوي والتقليل من شأني كلما سنحت له الفرصة. وواصلت حديثها: "على الرغم من تلك الظروف السيئة، إلا أنني تمالكت نفسي في أكثر من مناسبة وقررت التحامل على نفسي، حفاظًا على استقرار حياة أطفالي الصغار، وفي إحدى الليالي اكتشفت رسائل عاطفية جمعته بفتاةٍ أخرى عبر هاتفه، وهنا واجهته بالأمر ليحتدم بيننا النقاش، إلى أن تطور بتعديه علي بالصفع أمام صغارنا، قائلًا إن علاقاته الأخرى أمر يخصه هو وحده". لتستطرد في لهجةٍ واهنة: "لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل اتهمني بإهمال مظهري كأنثى وأنني لا استحق الزواج منه، بعدها بأسابيع قليلة من اختفائه، فوجئت باستلامي ورقة تطليقي، غيابيًا وبدون علمي، لم أتمكن من استيعاب الموقف من شدة الصدمة، وعلى الرغم من كونه ميسور الحال المادي، إلا أنه قرر الابتعاد عن نفقة أطفاله أو حتى توفير قدر بسيط من الأموال إليهم وكأنه أعلن تبرأه منهما، ما دفعني إلى اللجوء لمحكمة الأسرة، لإقامة دعوى نفقة، وكل ما أنشده هو أن تنصفني العدالة بحصول أطفالي على حقوقهم.