محافظة البحيرة هى الأولى فى زراعة الفراولة فى مصر، حيث تنتج نحو 50% من الإنتاج المحلى خاصة بمراكز بدر والدلنجات وكوم حمادة الذى يصدر أغلبه للخارج، ومن المعروف أن مصر قد حصدت المركز الأول فى تصدير الفراولة المجمدة والسادس عالمياً فى تصدير الفراولة الطازجة ما يشكل مساهمة قوية فى توفير العملة الصعبة للبلاد. وتمر زراعة الفراولة بمراحل تبدأ بزراعة الشتلات فى شهر مايو وتتواصل حتى موسم الحصاد مع بداية شهر نوفمبر لمدة ما يقرب من 6 أشهر ليكون أطول موسم حصاد زراعى. يقول محمد إسماعيل، أحد مزارعى الفراولة بالقرى الجديدة بمركز الدلنجات، إن زراعة الفراولة فى الظهير الصحراوى لمحافظة البحيرة يشكل المحصول الرئيسى الذى يعتمد عليه المزارعون فى معيشتهم خاصة مع تصديره إلى الخارج خاصة دول أوروبا والعالم العربى، وأن زراعتها تعتمد فى الأساس على التسميد الطبيعى وعدم إضافة أى مخصبات صناعية أو مبيدات للآفات، وذلك حتى يمكن تصديرها للخارج دون أى عوائق لأن الدول المستوردة للفراولة تشترط مواصفات دقيقة وواضحة، أهمها أن يعتمد الإنتاج يعتمد على المقومات الطبيعية «أورجانك» دون أى إضافات مثل الزراعات التقليدية. وأضاف أن الفراولة تحتاج إلى مهارة خاصة خلال مراحل إنتاجها وحصادها وتتم زراعتها باستخدام النظم والأساليب الحديثة مثل نظام الرى بالتنقيط وتغطية الخطوط الزراعية بالبلاستيك لحماية النبات من التلف وتهيئته للنمو. ويقول مسعود نصر، صاحب محل فواكه وأحد بائعى الفراولة، إن موسم حصاد الفراولة هو بمثابة عيد لكل المزارعين والعمال بمحافظة البحيرة لأنه المحصول الرئيسى الآن بعد تراجع محصول القطن وهناك كثيرون يعتمدون حالياً عليه فى الإنفاق على عائلاتهم وتلبية احتياجاتهم. وأضاف أن موسم حصاد الفراولة يشكل منظومة متكاملة تستوعب المئات من العمال بداية من المزارع البسيط حتى محطات التصدير للخارج مروراً بمراكز التعبئة والشحن والتغليف ما يسهم فى حل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب. وأوضح أن نبات الفراولة له العديد من الأنواع والأصناف ولكن مزارعى محافظة البحيرة يعتمدون فى إنتاجهم على ثلاثة أنواع رئيسية وهى الفرتونا والفيستيفال والسينسيشن وهى الأنواع ذات المواصفات الجيدة التى تجد إقبالاً عليها فى أسواق العالم، خاصة دول الاتحاد الأوروبى. مشيراً إلى أن كل نوع من نبات الفراولة له مواصفات مختلفة مثل الفيستيفال الذى يتميز بقدرته العالية على تحمل الظروف البيئية وإن كان نسبة السكر فيه أقل من الأنواع الأخرى مثل السينسيشن الذى يتميز بمذاقه السكرى الواضح. وكشف أن سعر الفراولة التى يتم تصديرها لا يتحدد مسبقاً مثل الزراعات الأخرى ولكنه يتحدد بشكل يومى مثل البورصة، ما يشكل ضغطاً رهيباً على أصحاب المزارع الذين هم الحلقة الأضعف التى تحتاج إلى الدعم فى هذه المنظومة الإنتاجية.