يقع الدير المعلق بجبل أبنوب بمحافظة أسيوط بالضفة الشرقية لنهر النيل شمال مدينة أبنوب بحوالى 25 كم، ويقع على ارتفاع 170 مترا من سطح الأرض، لذا جاءت شهرة الدير بالمعلق لأنه معلق فى حضن الجبل داخل مغارة يعلوها صخرة ضخمة. أما تسميته بدير مارمينا العجائبى لأن القديس مارمينا جاء إلى هذه المغارة وأقام فيها فترة من الزمن، وذلك فى فترة توحده فى البرية قبل استشهاده. يرجع تاريخ الدير إلى أواخر القرن الرابع الميلادى حيث ذكره كثير من المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ الأديرة، ومنهم المقريزى فى مخطوطه وفى صفحة 503، حيث قامت الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين وبعد انتهاء عصر الاضطهاد بإنشاء دير باسم الشهيد العظيم مارمينا العجائبى وذلك فى أواخر القرن الرابع الميلادى، على حدود قرية المعايدة والتى يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة فى حضن الجبل الشرقى. ورغم مرور 16 قرنا على بنائه، إلا أنه يعتبر تحفة فنية لا يزال محتفظًا برونقه. وقد تم ترميمه عام 1998 بإشراف هيئة الآثار. ويرجع أهمية الدير فى كونه يضم أول كنيسة تحمل اسم الشهيد مارمينا العجائبى، والتى أسسها القديس البابا أثناسيوس الرسولى البابا العشرون فى أواخر القرن الرابع الميلادى، حينما عاش فى المغارة الأثرية أثناء نفيه عن كرسيه فى صعيد مصر ودشن مذبح الكنيسة الأثرية للشهيد مارمينا بعدما كانت ملجأً للبطاركة الأرثوذكسيين الذين أتوا من الشرق ليكونوا فى حماية القديس أثناسيوس وشعب مصر فى أسيوط، وكان منهم بطريرك انطاكية. الدير منحوت فى الصخر بين صخرتين تبرزان من الجبل على ارتفاع 170 مترًا من سطح الأرض وأسفل الصخرة السفلى شيدت الملكة هيلانة الحصن الذى يتكون من ثلاثة طوابق يمكن من خلاله الصعود إلى الدير حيث يضم الطابق الأول مدخل الحصن، وبه السلم الصاعد للدور الثانى، ويوجد به بعض الأبواب الأثرية ومدفن للآباء الرهبان. ويضم الطابق الثانى كنيسة على اسم البابا أثناسيوس الرسولى، والأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك، والتى تمت إعادتها وتجديدها واستخدامها، وقلاية منحوتة فى الصخر. بينما يشتمل الطابق الثالث على معرض تعرض فيه جميع المقتنيات الأثرية التى تخص الدير. يضم الدير خمس كنائس، وهى كنيسة الشهيد مارمينا الأثرية، وتعرف باسم (كنيسة المغارة)، وكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل أعلى الحصن، وكنيسة البابا أثناسيوس والأنبا أرسانيوس، وكنيسة الشهيد مارمينا «كنيسة المزار»، وكنيسة القديس الأنبا بيشوى. وتعتبر كنيسة المغارة من أكبر كنائس الدير، وهى منحوتة فى الصخر وتحتوى على سرداب عميق خلفها، وكان قديما مفتوحا لكى يهرب من خلاله الرهبان فى زمن الاضطهاد ولا أحد يعرف حتى الآن نهايته، وقد تم بناء جدار لغلق هذا السرداب لأنه اشتهر عنه أن من يدخله لا يخرج منه أبدًا. يحتفل الدير بالعديد من الأعياد، منها عيد ظهور جسد مارمينا، وعيد تدشين كنيسة مارمينا بديره بجبل أبنوب وعيد استشهاد القديس مارمينا العجائبى، وعيد نياحة القديس البابا أثناسيوس الرسولى وعيد عودة الحياة الرهبانية للدير، وتكون الاحتفالات بإقامة القداسات التى تستمر حتى بدء صوم السيدة العذراء. إعداد: مدحت الدويرى