جلست الزوجة الثلاثينية برفقة صغيرها فى إحدى قاعات محكمة الأسرة بزنانيرى، تنتظر بدء جلسة دعوى الطلاق للضرر والنفقة التى رفعتها بعدما تركها زوجها وطفلتها بعد زواج دام 8 سنوات، وخرج ولم يعد. بوجه شاحب وجسد نحيل يقاوم السقوط، بدأت سلوى حديثها للمحكمة قائلة: سنوات من العذاب تحملتها معه، فكان زواج صالونات كما يقال لم يسبق لى معرفته وسرعان ما تمت خطبتنا وزفافنا بعدها بأشهر قليلة. وبصوت خالطه الأسى، قالت منذ اليوم الأول لزواجنا وهو يتعامل معى بطريقة مهينة، كان عنيفاً معى وإذا راجعته فى أفعاله يسبنى وأهلى، وليس ذلك فحسب، بل كان يسدد اللكمات والصفعات إلى وجهى وجسدى النخيل حتى كسر قدمى، وذهبت لبيت أهلى وبعد محاولات الصلح ووعوده بتغير معاملته معى أجبرتنى عائلتى العودة معه، ورفضوا الطلاق نهائياً. وتابعت الزوجة الثكلى حديثها، وبعد أيام قليلة من عودتى للمنزل نسى وعوده واستمرت معاملته السيئة معى، تحملت من أجل صغيرتى، وفجأة تحول لشخص آخر لم يتحدث معى سوى بكلمات قليلة، بعدما اعتاد على الرجوع للمنزل فى وقت متأخر وكان مشغول عنى وطفلتى دائماً، وإذا عاد يوماً فى وقت مبكر يظل يتحدث فى الهاتف لساعات طويلة، ولم يدر بخلدى يوماً أنه يدبر للهروب من أجل امرأة أخرى، المهم انه لا يتشاجر معى كعادته. مر على زواجنا 8 سنوات تحملتها من أجل طفلتى، وأملاً أن ينصلح حال زوجى، الذى اعتاد على الغياب بالأيام عن المنزل بحجة العمل، وفى يوم أخذ شنطه ملابسه وخرج أخبرنى بأنه مسافر ليومين فقط ولكن لم يعد حتى الآن، وعندما سألت عليه فى محل عمله أخبرونى بأنه قدم استقالته. بعد مرور عدة شهور فى البحث عنه، اكتشفت أنه تزوج من امرأة صاحبة أملاك وأنه يديرها لها، بعدما تحملت وعانيت فى حياتى معه، كافأنى وتركنى وطفلتى طمعاً فى مال امرأة عجوز، وعندما ذهبت إليه ضربنى أمامها وطردنى، ورفض الإنفاق حتى على طفلته. استطرات الزوجه الشابة حديثها بعدما انهارت من البكاء، ولم يكتف بذلك هددنى بالقتل اذا حاولت الوصول إليه مره أخرى، وعندما طالبت من الطلاق رفض وقائلاً: (هاسيبك زى البيت الوقف كده). ذهبت لبيت أهلى واخبرتهم بمقابلتى معه، وقلبى يتمزق من الألم لم يكن منه بل منهم لأنهم اجبرنى على الزواج منه والاستمرار معه، ورفضوا طلبى للطلاق مراراً وتكراراً، خشية كلام الناس ونظرة المجتمع للمطلقة. فقررت أن أتخلى عن خوفى وضعفى لاجئة لمحكمة الأسرة لتطلقى منه طلقه بائنة الضرر، وأيضاً لرفع دعوى نفقة بأنواعها.