تزايدت بشكل لافت قضايا النفقة التى تقيمها الزوجات، وهن فى عصمة أزواجهن.. فما بين زوج مهمل لبيته وآخر بخيل وثالث غير متحمل للمسئولية تلجأ الزوجة للقانون الذى يجعل النفقة مستحقة للزوجة حتى فى حال قيام الحياة الزوجية. «روزاليوسف» قابلت عددًا من الزوجات اللاتى سردن معاناتهن وحكاياتهن مع محاكم الأسرة للحصول على حقوقهن وأبنائهن فى الحياة الكريمة. يضربنى وعندما أترك المنزل يغير الكالون «س. ج»، 25 عامًا، أقامت دعوى نفقة على زوجها وتعيش معه قالت: «منذ بداية الزواج خيرنى زوجى بين سماع كلامه والبعد عن أهلى وأهله وارتداء النقاب وعدم الخروج من المنزل مقابل النفقة، وذلك رغم أنه لا يتواجد معى بالمنزل إلا قليلا، واستمر هذا الوضع، إلا أن صحتى النفسية بدأت تتأثر بالأمر بالسلب، فبدأت أرفض الوضع، فامتنع عن الإنفاق عليّ، وعندما طالت المدة قررت رفع قضية نفقة وكان رده عليّ «خلى المحكمة تنفعك، آخرك تحكم ليكى ب300 جنيه فى الشهر، لأن أنا أعمال حرة»، ومنذ رفع القضية يضربنى كلما طلبت منه مصاريف لابني، وكلما ذهبت عند أمى يغير كالون الشقة، وكنت أكسر باب الشقة وكأن شيئًا لم يكن، وحررت محضرًا بتغيير الكالون ومحضر بالضرب». وأضافت: «العلاقة بيننا بالمنزل تسير بشكل طبيعى وحملت منه، كنوع من الهدنة فكل منا تعب من كثرة المشاكل، لكننى فوجئت به أخذ صورة من التحاليل من المركز وقدمها للمحكمة ليثبت وجود علاقة زوجية بيننا، وبالتالى لا حاجة لدفع نفقة زوجية مجددًا، حيث إن ذلك يعنى بالنسبة للمحكمة أنه ينفق عليّ، ومؤخرًا بعد قرب النطق بالحكم أصبح كل واحد فى حاله، ومنفصلين تمامًا، وكل منا يعيش بغرفة». ترك بيت الزوجية عندما أقمت الدعوى ضده «ك. علي»، 29 عامًا قالت: «أقمت دعوى النفقة بعدما فقدت الأمل فى أن يتحمل زوجى مسئولية الإنفاق على البيت وابنه، فأنا متزوجة منذ 3 سنوات واعتمدت على مساعدات أهلى 6 شهور بعد الزواج، وطلب منى النزول إلى العمل لأنفق على المنزل، فرفضت لأننى بالفعل أعمل، فأوصل ابنى للحضانة وأطبخ وأربي، وهو يأتى للمنزل للنوم فقط، ولا يفكر حتى فى رؤية ابنه أو احتياجات المنزل، وذلك بالطبع أوصلنى لضغط نفسي، وقررت إقامة دعوى نفقة، فكان «يضحك على كلامي» قائلا: «اضربى رأسك فى الحيطة»، وعند استلام إعلان القضية لم يعلق مطلقًا، وبعد يومين من إعلان المحكمة تركت له ابنه وذهبت لوالدتى ففوجئت بأنه أخذ ابنى بشنطة ملابسه وترك المنزل. زوجى لم يتحمل المسئولية منذ صغره «ش. محمد» قالت: مشكلة زوجى أنه لم يتعود على تحمل المسئولية من الصغر، ولذلك حينما توفيت والدته توقفت حياته نتيجة اعتماده الكامل عليها، وحصلت على قرض بضمان راتبي، وظهرت المشاكل بيننا بعد إجازتى بسبب الحمل والولادة. وأضافت: فى مرة كنت غاضبة بمنزل أهلى نتيجة عدم إنفاقه عليّ، فوجئت به يُغير كالون المنزل حتى لا أستطيع دخوله مرة أخري، فحررت محضرًا أثبت فيه ذلك، وتصالحنا بعد تدخل الأهالي، لكنه امتنع عن الإنفاق مرة أخري، ونصحتنى صديقتى برفع قضية نفقة عليه كما فعلت مع زوجها فى السابق، وحينما علم برفع قضية نفقة حاول توسيط الأهل والأصدقاء حتى أرجع عن الدعوي، والقضية مرفوعة منذ 6 أشهر ومازالت أمام القضاء. وأوضحت: «عايشين مع بعض فى البيت، كل واحد فى حاله»، وذلك منذ ولادة ابنى منذ سنة ونصف السنة وأنا أتولى مصاريفه بشكلٍ كامل وكل ما صرفه على ابننا خلال هذه الفترة كانت باكتات البامبرز الثمانى قطع! وبعد ذلك علمت أنه تعرف على زميلة له تكبره فى السن، لكنها كانت تصرف بشكل أكبر منى وتزوجها بعقد عرفى لأنها مطلقة ولديها أبناء». «ضل حيطة» أفضل من ظل ألف رجل بخيل ف. ع، قالت: تزوجت منذ 19 عامًا وأنجبت منه 3 أبناء، وخلال هذه الفترة لم يكف احتياجات المنزل، رغم امتلاكه للمال، وكانت تحدث خناقات مستمرة بينا على مصروف البيت «بس كانت ماشية»، وكان تفكيرى «ظل رجل ولا ظل حيطة»، لكن مع الأيام عرفت أن «ظل حيطة أحسن من مليون رجل بخيل»، خاصة أن الأمر وصل به إلى أنه رفض التحاق بناتنا بالثانوية العامة خوفًا من مصاريفها وأدخلهن ثانوى تجاري، رغم أنه موظف فى هيئة مهمة ويحصل على راتب عالٍ جدًا. وأضافت: فى يوم اتصل بيّ الجيران يخبروننى أن ابنتنا ألقت بنفسها من الدور ال11 بسبب معاملته القاسية وضربه المتكرر لها، وفى المستشفى افتعل معى مشاكل وطردنى منه لأننى رفضت أن أعطيه نقوداً كانت معي، ونتيجة الحادثة أصبحت ابنتى تحتاج لارتداء بامبرز لأن العمود الفقرى لم يعد يعمل بكفاءته الطبيعية، فامتنع عن شرائه وبدأ يقلل مصروف البيت، ورغم أننى مريضة بالفشل الكلوى وأغسل كلى أسبوعيًا فوجئت به يأخذ البطاقة منى ويمنعنى من الذهاب لعمل غسيل كلوى بها واتصل المستشفى بى فحكيت لهم عما حدث فساعدونى أن أغسل بدون البطاقة، لأن التوقف عن الغسيل به خطر على حياتي، وبدأ يمتنع عن الإنفاق على المنزل، فقررت رفع دعوى نفقة. وأوضحت: فوجئت به يشترى احتياجات المنزل بفواتير من سوبر ماركت بجوار المنزل، ففرحت واعتقدت أنه يتغير نتيجة القضية، إلا أننى فوجئت بأنه يقدم الفواتير، للقاضى بالمحكمة ليثبت نفقته عليّ، لكن فى النهاية حصلت على حكم بالنفقة لى ولأولادى بقيمة 1000 جنيه لى و300 جنيه لكل طفل، و600 جنيه مصاريف علاجية بإجمالى نفقة 2500 جنيه، وبعد الحكم أصبح يعيش بشكل منفصل عن الأسرة. كسبت الدعوى فأحضر زوجته الثانية للإقامة معنا «ر. حامد» قالت: أقمت قضية نفقة على زوجى منذ سنتين ولديّ ابنتان منه، وكان يعتمد منذ زواجنا على مساعدات أهلي، وحينما عرفت أنه يستغل المساعدات فى تقليل مصاريف المنزل طلبت منهم إيقاف المساعدات، ونتيجة عدم إنفاقه تركت المنزل أكثر من مرة وبكل مرة يعدنى بالإنفاق على المنزل كما أريد ويخلف وعده، وحينما علم برفع دعوى نفقة اعتدى عليّ، وحاول طردى من المنزل، لكن تمسكت ببيتى من أجل ابنتيًّ، وبعد صدور حكم النفقة ب500 جنيه لي، و300 للبنتين، جاء المنزل ومعه زوجته الثانية لتسكن معي، فاعترضت على ذلك فرفع دعوى يتهمنى فيها بسوء السلوك ليأخذ الحضانة مني، وفى المقابل رفعت قضية طلاق بسبب ضرر زواجه بزوجة أخرى بدون علمي، ورفعت قضية طرد من المسكن، ونتيجة كل هذه القضايا تحول البيت إلى جحيم نتيجة كثرة الخلافات بيننا، ولا أجد مكانًا أذهب إليه بعيدًا عن المنزل، فقبل زواجى كنت أسكن عند خالى لأن والدى متوفيان. ضربنى وباع ذهبى ويطلب منى التخلى عن حقوقى «ف. عبدالحميد»، 30 عامًا، قالت: «تزوجت منذ 5 أشهر وفى الأسبوع الثانى لزواجنا، فوجئت به يحضر معه ابنتين، وقال إنهما ابنتاه واحدة 3 سنوات والثانية 5 سنوات، واتضح فيما بعد أنه اختطف الابنتين من أمهما، واستسلمت للأمر الواقع خوفًا من كلام الناس بأن أعود لبيت أهلى بعد أسبوعين من الزواج، لكن فوجئت بتغير طريقة معاملته، فيضربنى باستمرار، واكتشفت بخله واعتماده على مصروف أهلي، وتوقف عن الإنفاق حتى على ابنتيه، رغم أنه محامٍ ولديه مكتب خاص، ويعمل صباحًا فى شركة قطاع خاص، وأخفيت المشاكل عن أهلي، وبسبب زيادتها أصبت بإغماءات كثيرة فكان يتركني، ولذلك تركت المنزل وذهبت لبيت أهلى وبعد تدخل الأهل رجعت مرة أخري، إلا أنه لم يتغير وكرر أفعاله، وأخذ الذهب وباعه، وهنا قررت رفع قضية نفقة زوجية، وحينما علم زوجى حاول الاعتداء عليّ وعلى والديّ، فحررت ضده محضرًا فى قسم الشرطة بعدم التعدي، وتواجد معى أبى وأمى وأخى خوفًا منه، فهو يرفض الطلاق إلا بعدما أتنازل عن كل حقوقى. نجلاء شابون مؤسسة حملة «أريد حلا» قالت: إن ظاهرة عدم إنفاق الزوج على الزوجة وأولادها كثيرة، والزوج يكون فكره فيها معاقبة زوجته التى تلجأ لرفع قضية النفقة، وذلك بعدما يكون الأهالى استنفدوا معه كل المحاولات للصلح بالحسني، وفى حالة لو نجحت الزوجة فى البقاء ببيت الزوجية بعد الدعوى يطردها الزوج أو يعتدى عليها. وأشارت «شابون» إلى أن هناك زوجات يرفعن قضية النفقة ولا يرغبن فى الطلاق لأنهن يعلمن أنه فى حالة طلب الطلاق سيكن فى الشارع.