تحملت تقلبات طباع زوجها وعصبيته المستمرة، وخضعت لأوامره وقراراته حفاظًا على لم شمل الأسرة، ولكنها لم تقو على كل أفعاله حتى فاض بها الكيل وقررت رفع دعوى خلع بعدما أجبرها على ترك العمل كمترجمة بإحدى المؤسسات الحكومية، وفقًا لرغبته فى التفرغ لعمل المنزل وتربية الأولاد ورفض الإنفاق عليها، حيث إنه كان يؤمن بأن الزوج هو المسئول عن تحمل مصاريف البيت، كما أشارت الزوجة خلال دعواها أمام المحكمة، إلى أنه حفاظًا منها على أسرتها وحياتها، وافقت على طلبه وتركت العمل، لكنها بمرور الأيام وجدته بخيلًا ويرفض شراء احتياجاتها من الملابس والإكسسوارات، وهو ما دفعها لرفع دعوى الخلع. «أنا حاصلة على مؤهل عالٍ.. وأجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية.. وبعد أن تخرجت التحقت بعمل ل 3 سنوات كمترجمة فى شركة حكومية كبرى..وكنت أتقاضى راتبا كبيرا».. هكذا بدأت رنا حديثها أمام محكمة الأسرة شاكية من أحوال زوجها الذى أهدر مستقبلها فى عدم استكمال عملها فى وظيفتها التى تحبها، وتنفق على نفسها من خلال راتبها، حسب قولها. وتستكمل: تعرفت على أحمد، وتم زواجنا، والغريب فى الأمر أنه كان على دراية بأننى أعمل، ووافق على الوضع، كنت أشاركه فى نفقات البيت، وأشترى متطلباتى الشخصية من ملابس وإكسسوارات وما تحتاجه السيدات، وكنا سعداء فى حياتنا، خاصة أننى كنت حريصة أن أحاول التوفيق بين وظيفتى، والقيام بأعمال المنزل، ولكن بعد أن رزقنا بأول مولود فاجأنى زوجى بإصراره على تركى لعملى بحجة رعاية طفلنا، وتغير أسلوبه وتحول إلى شخص آخر. حاولت إقناعه بالتراجع عن هذه الفكرة، وأن عملى لن يؤثر على تربيتى لابنى، وأننى سأفقد بمقتضاها عملى، ولن أتمكن من العودة إليه مرة أخرى، كما أنه رفض أن أحصل على إجازة بدون راتب لمدة عام أو أكثر، حتى يكبر الطفل ولا يحتاج لرعايتى، ولكنه أصر على تركى الوظيفة، وتأزم الموقف ووصلنا إلى طريق مسدود، بعدما وضعنى أمام خيارين، إما ترك عملى، وإما البقاء معه.. وتشير الزوجة إلى أنها لم تجد أمامها سبيلا أمام حرصها على أسرتها وحياتها غير الرضوخ لمطلبه، والتفرغ لتربية ابنها وعمل المنزل، خاصة بعدما وعدها أحمد بأنه هو المسئول والمتكفل بكل متطلباتها ومتطلبات المنزل، وأنها ستجد فى الحياة الأسرية إلهاء عن كثير من طموحاتها. ولكنها شعرت بعد ذلك ببخل زوجها الشديد، حيث إنه كان يترك لها مصروفا محدودا للبيت بصعوبة لا يكاد يكفى قوت أولادها، ودائماً كان يرفض منحها أموالا لشراء احتياجاتها الخاصة، متحججاً بظروف وأعباء الحياة، وكلما احتجت أنا والطفل أشياء إضافية كالملابس أو حتى الأدوية، كان يبدى انفعاله وغضبه الشديد، ويتهمني بأننى مبذرة ومستهترة. وأضافت «رنا» أن زوجها زاد بخله، وبات مقتنعا بألا يدفع مليماً إلا للضرورة، على الرغم من أنه يتقاضى راتباً كبيراً، ولا يريد أن ينفق أى أموال لشراء متطلباتها، حتى ملابس للشتاء رفض شراءها، حتى أنه كان يتهرب من ذهابهم للطبيب، وكلما واجهته وذكرته بوعوده قبل تركها عملها، كان يقوم بسبى وضربى دون ذنب. تركت المنزل وعدت إلى بيت أهلى، بعدما شعرت بالذل والمهانة معه، وصعوبة الحياة، وندمت على ما فعلته عندما تركت وظيفتى واقتنعت بكلامه الفارغ الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، كما أنى خشيت على ابنى من بخله بسبب الخلافات المستمرة، وطلبت منه الطلاق والانفصال مراراً، حتى أحصل على حقوقى بعد الطلاق، ولكنه رفض وأيضاً استمر فى رفضه البحث عن عمل وضحيت بحقوقى ومؤخر زواجى، ولجأت إلى الخلع حتى أتمكن من العمل والإنفاق على نفسى وابنى.