نصحت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية المعارضة العلمانية في مصر بضرورة استغلال تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة وإخفاقها في معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد لصالحها في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأوضحت الصحيفة أن وقت الحصاد قد حان في مصر، لكنها باتت متشككة في قدرة المعارضة على جني الفوائد الناجمة من صعوبات الإخوان وإخفاقهم في الحكوم الحالية بعد عامين من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك". ومضت الصحيفة تقول إن الكثير من المصريين باتوا يتطلعون إلى صعود الجيش أو حتى الأحزاب السلفية الأكثر تشددًا إلى السلطة وتولي زمام الأمور في البلاد بدلًا من الأحزاب الليبرالية أو اليسارية في الوقت الذي تناضل فيه حكومة الرئيس الإسلامي "محمد مرسي" لإنعاش اقتصاد البلاد العليل واستعادة الأمن وبناء المؤسسات. ولعل أكبر تهديد للتحول الديمقراطي المتعثر في مصر ليس كما يعتبره نقاد الإخوان، سعيهم للاستحواذ على السلطة وتوسيع صلاحياتهم، بل عدم قدرة المعارضة العلمانية الهشة والضعيفة على تقديم بديل متماسك يستطيع قيادة البلاد في حال سقوط الإخوان. ومن جانبه، قال "عمرو موسي" أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة "أدرك جيدًا إن المعارضة لم ترق بعد إلى مستوى توقعات الشعب، ولكن هناك احتمالات تحسين مستوى المعارضة إلى درجة التحدي خاصة أن الحكومة لا تقدم الكثير." وأضاف "محمد البرادعي" قيادي بارز بالجبهة المعارضة ورئيس حزب الدستور "أن الجبهة تمثل الأغلبية الصامتة من 60% إلى 70% من المصريين الذين يرفضون حكم الإخوان في دولة قومية مكتئبة." تساءلت الصحيفة: "هل ينبغي على المعارضة أن تشارك الرئيس "محمد مرسي" في التوصل إلى حل وسط أم تقاطع وتصعب الأمر على الجماعة في إدارة البلاد؟ هل يجب على المعارضة أن تشارك في الانتخابات البرلمانية التي يقول الجميع إن أغلبية المقاعد ستذهب للإخوان أم تبقى بعيدًا في خطر التهميش وتبدو وكأنها خاسرة؟ هل يجب على المعارضة أن تأييد قرض صندوق النقد الدولي باعتباره أمرًا أساسيًا لدفع الاقتصاد والخروج من الأزمة أم معارضته على أساس السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية أم فقط تظل واقفة خلف القضبان؟". ويقول محللون سياسيون إن الرئيس "مرسي" يمكن أن ينتقي المعارضة العلمانية إذا وافق على على بعض مطالبها في اختيار حكومة وحدة وطنية وتعيين نائب عام جديد. وانتهت الصحيفة بقول دبلوماسي أوروبي كبير "من شأن تلك الخطوات أن تسبب إحراج للمعارضة، لكن الشكوك المتبادلة وشعور الإخوان بأنها تحت حصار مستمر هو سبب قوي وراء اعتقادي أن "مرسي" لن يبادر بتلك التحركات."