مصروفات المدارس الحكومية 2025– 2026.. التفاصيل الكاملة وقواعد الإعفاء والسداد لجميع المراحل التعليمية    تقرير حكومى: توقعات بنمو مبيعات الأدوية إلى 5.7 مليار دولار خلال 2025    آمال ماهر عن صوت مصر: «مش عايزة أكون رقم واحد.. واسمي أكبر من أي لقب» (فيديو)    المسلمون يصلون الفجر قبل وقته بساعة ونصف    مواجهات جديدة بين الشرطة ومتظاهرين أمام فندق يؤوي مهاجرين في لندن    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 21 يوليو 2025    رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية: مشروع الهوية البصرية تعزيز للانتماء وتأصيل للقيم المصرية    «الرقابة النووية» تُنهي جولتها التوعوية من أسوان لتعزيز الوعي المجتمعي    إنفوجراف| حصيلة 650 يوما من الحرب الإسرائيلية في غزة.. «أرقام الشهداء والجرحى»    رئيس الأركان الإسرائيلي لجنوده: إنجازاتكم تسرع هزيمة حماس    جريمة داخل عش الزوجية.. حبس المتهمة بقتل زوجها بالقليوبية    اليوم| محاكمة المتهمين في قضية فض اعتصام رابعة    السجن المؤبد ل 5 أشخاص لإتهامهم بالإتجار فى المخدرات بالبحيرة    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 21 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية: هناك علماء مصريين متواجدين في كل دول العالم    مستشفى العامرية تنجح في إجراء جراحة دقيقة لطفل حديث الولادة يعاني من كيس سحائي    لاحتوائها على مواد سامة.. 3 منتجات يجب إزالتها من منزلك    وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس غرب النيل    "تموين الدقهلية" يحرر 196 مخالفة في 48 ساعة (صور)    بين الهلال وليفربول، الكشف عن مصير إيزاك    طريقة عمل الحجازية في خطوات بسيطة وأحلى من الجاهزة    بالأصفر الساطع وتحت شمس البحر المتوسط... ياسمين رحمي تخطف الأنظار بإطلالة صيفية تبهر متابعيها على إنستجرام    متحدث الوزراء: جاهزون لتعيين وزير بيئة جديد في التوقيت المناسب    ما أهمية عودة الحكومة السودانية إلى العاصمة من جديد؟    تقديم 40476 خدمة طبية وعلاجية بحملة "100 يوم صحة" في الإسماعيلية    أسامة عرابي: الطريقة التي تعامل بها وسام أبو علي مع الأهلي خارج نطاق الاحترافية    «عيب وانت بتعمل كدة لأغراض شخصية».. خالد الغندور يفاجئ أحمد شوبير برسائل نارية    نشرة منتصف الليل| خطوات حجز شقق الإسكان.. وخسائر قناة السويس خلال العامين الماضيين    رئيس "الحرية المصري": رجال الأمن خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف والمخططات الإرهابية    برئاسة ماجي الحلواني.. "الوطنية للإعلام" تعلن تشكيل لجنة لرصد ومتابعة انتخابات الشيوخ    بعد مد فترة التقديم لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة.. «اَخر موعد للتقديم»    إصابة 3 سيدات من أسرة واحدة في انقلاب سيارة ملاكي أمام قرية سياحية بطريق العلمين    "شباب النواب" تثمن الضربات الاستباقية لوزارة الداخلية في دحر البؤر الإرهابية    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. سعر الذهب اليوم الإثنين 21 يوليو 2025 بالصاغة    التليجراف: وزير الدفاع البريطانى سيعلن حملة مدتها 50 يوما لتسليح أوكرانيا    يوسف معاطي: لست ضد الورش التي تكتب السيناريوهات ولكنها لا تنتج مبدع كبير    لا تأخذ كل شيء على محمل الجد.. حظ برج القوس اليوم 21 يوليو    نادية رشاد: أتمتع بحالة صحية جيدة.. وقلة أعمالي الفنية لضعف مضمونها    شقيقة أحمد حلمي عن منى زكي: "بسكوتة في طريقتها ورقيقة جدا"    واشنطن بوست: قراصنة يشنون هجوما عالميا على وكالات حكومية وجامعات أمريكية    دعاء في جوف الليل: اللهم أجرني برحمتك واجبر بلطفك كسر قلبي    فيديو- عالم بالأوقاف يوضح حكم إقامة الأفراح وهل تتعارض مع الشرع    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 21 يوليو 2025    اعتذار الهلال عن عدم المشاركة في السوبر السعودي.. والاتحاد يؤكد اتخاذ الإجراءات اللازمة    عبد الكريم مصطفى يشارك فى مران الإسماعيلى بعد التعافى من الإصابة    "يريد أكثر من مبابي".. سبب تعقد مفاوضات تجديد فينيسيوس وخطوة ريال مدريد القادمة    "تدخل الإدارة".. نجم الأهلي السابق يكشف مفاجأة بشأن غضب لاعبي الفريق    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    السيطرة على حريق محدود بجوار مزلقان الرحمانية قبلي بنجع حمادي    باسل عادل: الوعي ليس حزبًا قائمًا على التنافس الانتخابي الضيق    Golden View Developments تطلق مشروع "TO-GTHER".. رؤية جديدة للاستثمار العقاري المدعوم بشراكات عالمية    مبعوث أمريكي: متفائلون بإمكانية التوصل إلى صفقة بين إسرائيل و"حماس"    آدم كايد: حققتُ حلمي بالانضمام إلى الزمالك    هل يستخدم نتنياهو حالته الصحية لشلّ المفاوضات وتجميد محاكمته؟ (تفاصيل)    غرق مركب في نهر النيل بالغربية.. إنقاذ 3 أشخاص واستمرار البحث عن مفقود    وزير الثقافة يفتتح الدورة ال18 من "المهرجان القومي للمسرح المصري" ويكرم رموز الفن المسرحي    أمين الفتوى: التقديم على شقق محدودي الدخل بغير وجه حق «حرام شرعاً»    دعاء الفجر | اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮ ملف تدمير نظام‮ "‬مبارك‮" للإبداع الفني‮(‬1‮)‬
نشر في الوفد يوم 16 - 05 - 2011

كان التفكير في‮ موضوع عن حال المسرح في‮ مصر أمراً‮ عديم الفائدة،‮ فما وصل إليه مسرحنا‮ يصيب بالإحباط وفقدان الأمل في‮ تغيير أوضاعه البائسة‮.‬
لكن بعد ثورة‮ 25‮ يناير تغيرت المفاهيم وزاد الأمل في‮ النهوض بفن المسرح،‮ ولم‮ يعد هناك مجال للصمت،‮ حيث أثبت‮ »‬مسرح ميدان التحرير‮« أن ما كنا نشاهده فوق مسارح الدولة ما هو إلا نوع من‮ »‬الهلس‮« و»الضحك علي‮ الذقون‮«‬،‮ فمن نال شرف التواجد في‮ »‬الميدان‮« تأكد أن هذا البلد مليء بالإبداعات الثقافية المختلفة وإنما كان‮ ينقصه نظام‮ يحترم عقوله وموهبته‮.. فلن تري‮ مشاهد مسرحية مثل التي‮ أبدعها المصريون بجميع فئاتهم في‮ الميدان ولن تسمع أشعاراً‮ كمثل التي‮ كانت هناك،‮ ولن تجد روحاً‮ إبداعية متوهجة مثل الروح التي‮ أبدعها ثوار‮ يناير‮.‬
أكد مسرح‮ »‬ميدان التحرير‮« أن ما كانت تقدمه المسارح المصرية في‮ الفترة السابقة ما هو إلا امتداد ل‮ »‬كباريهات شارع الهرم‮« والتي‮ كانت أبرز إنجازات النظام السابق،‮ فالمسارح المصرية في‮ عهد الرئيس المخلوع تحولت إلي‮ »‬سبوبة‮« للثراء السريع وانعزلت نصوصها عن روح المجتمع واعتمدت علي‮ النكات البذيئة والإفيهات الرخيصة،‮ إلا أن مسرح‮ »‬ميدان التحرير‮« جاء ليغلق أبواب‮ »‬كباريهات‮« النظام السابق إلي‮ الأبد‮.‬
تري‮ الدكتورة هدي‮ وصفي‮ رئيس مركز الهناجر أن المرحلة القادمة‮ يجب أن تتسم بالموضوعية والوضوح وألا نرمي‮ بكل ما أصاب الحياة المسرحية والإبداعية في‮ مصر علي‮ النظام السابق فقط‮. وقالت‮: يجب أن نعترف أنه كما كان هناك السيئ كان هناك أيضاً‮ الجيد،‮ بدليل أن مسارحنا في‮ بعض الأحيان كانت تشهد بعض الأعمال الناجحة وذات قيمة‮. وأشارت إلي‮ أن مواقع الإخفاق كانت تتمثل في‮ عدم إدارة ثقافية جيدة ومثقفة‮. وقالت‮: إلا أنني‮ برغم ذلك أري‮ أنه من العار علينا أن نهيل التراب علي‮ المرحلة السابقة برمتها،‮ لأننا إذا فعلنا ذلك فكأننا ندين كل المصريين فيما أصاب المسرح الذين اشتركوا في‮ ذلك بشكل مباشر أو‮ غير مباشر‮. وأضافت‮: لا‮ يعقل ألا‮ يكون في‮ بلادنا أناس ضربوا عرض الحائط بكل القيم الفنية والثقافية وفي‮ الوقت نفسه كان هناك شرفاء كثيرون ومحطات لامعة في‮ الثقافة المصرية‮.‬
وقالت الدكتورة هدي‮ وصفي‮: إذا كنا نريد بشكل حقيقي‮ وجدي‮ النهوض بالحياة الإبداعية والمسرحية في‮ مصر فعلينا أن نكون حياديين وأن نواجه أنفسنا بمواقع التعثر والإخفاق وفي‮ الوقت نفسه نشيد بمواقع النجاح والازدهار حتي‮ ولو كانت قليلة،‮ وعن مواجهة الفترة المسرحية القادمة قالت‮: لابد من تدريب كوادر شابة لإدارة المواقع الثقافية وأن‮ يكون هذا التدريب مبنياً‮ علي‮ سياسة ثقافية واضحة،‮ تضع في‮ اعتبارها احتياجات المرحلة القادمة،‮ وتتبني‮ الانفتاح الفكري‮ والتعددية‮.‬
أما المخرج المسرحي‮ سمير العصفوري‮ فيري‮ أننا لا نستطيع اتهام النظام السابق بتدمير الحياة المسرحية في‮ مصر لأنه ببساطة لا‮ يعرف أصلاً‮ ما معني‮ المسرح‮. وقال‮: نظام مبارك أعطي‮ »‬قفاه‮« للحركة المسرحية في‮ مصر،‮ ولم‮ ينظر إليها كأحد الأشياء المهمة‮. وأضاف‮: نظام مبارك كان‮ يتعامل مع الثقافة بمبدأ‮ »‬الطناش‮« فالمسرح لم‮ يكن من مقتنيات السلطة السابقة‮.‬
وقال العصفوري‮: المسرح هو مضاد للحياة السياسية،‮ فالمسرح الحقيقي‮ غير متصالح نهائياً‮ مع النظام لأنه دائماً‮ طويل اللسان وهذا لا‮ يتناسب بالطبع مع نظام مبارك المخلوع‮.‬
وقال‮: النظام أعطي‮ ظهره للمسرح المصري‮ الأصيل الرائد وتجاهل المثقفين وقتل المواهب،‮ حتي‮ المسرح العربي‮ أخذنا منه خلو طرف ولم نكن مشاركين فيه بأشياء محترمة ذات قيمة‮.‬
أما عن المسرح الخاص فيري‮ العصفوري‮ أنه كان منتعشاً‮ بين عام‮ 1990‮ و1995‮ حتي‮ بدأت ترتفع الضرائب وتزيد تكلفة الخامات المحتكرة مثل الحديد والخشب وتزايد أجور الفنانين،‮ مما جعل المنتجين‮ يبتعدون عن الإنتاج المسرحي‮.‬
وأضاف العصفوري‮: للأسف النظام السابق حول فنان المسرح إلي‮ »‬جربوع‮« فقير،‮ لو باع‮ »‬فجل‮« أفضل له،‮ أما سلطة الإعلام وإلهاء الناس بليالي‮ الشو والمشاجرات والدعاية السياسية فكانت في‮ المقام الأول‮ - و»أهي فرجة من البيت ببلاش‮«.‬
وقال‮: كان المسرح ضحية ثقافة أعطت‮ »‬قفاها‮« له واحتضنت الرقص والعري‮ وفنون التسلية والفنادق العارية والعائمة‮. أما المسارح فهي‮ آيلة للسقوط ومليئة ب‮ »‬الجرابيع‮«.‬
وقال العصفوري‮: أنا لم أتلق‮ يوماً‮ دعوة رسمية لأي‮ احتفالية عامة داخل دار الأوبرا لأن نظام مبارك كان‮ يقطع علاقته مع الكائنات الحقيرة الخارجية عن نظامه،‮ أما هذه الدعوات فلأصحاب‮ »‬الفوريريهات‮« والنظام وأصحابه‮.. وقال‮: أنا لا أظلم النظام السابق لأنه جاهل ولم‮ يكن‮ يقرأ ولا‮ يسمع ولا‮ يشاهد،‮ فهو لم‮ يقصد أن‮ يعطي‮ »‬قفاه‮« للمسرح وإنما كان مهتماً‮ بالمناسبات اللي‮ فيها‮ »‬فتاحات‮« ومهرجانات وقبلات فقط‮.‬
وعن المرحلة القادمة‮ يري‮ العصفوري‮ أن علينا أن نعطي‮ وجهنا للحياة المسرحية لأول مرة ونؤكد أننا تغيرنا،‮ فهناك خصام بين المسرح والجمهور فعلينا مصالحتهم ورفع شعار‮ »‬الشعب‮ يريد الحرية الكاملة‮« والمسرح هو بيت الحرية الكاملة‮.‬
وأضاف‮: كما‮ يجب إعادة النظر فيما نقدمه من مسرح متآكل ومميت هو المسرح الذي‮ يعيش في‮ الماضي‮ وليس له علاقة بالحاضر،‮ فإذا كانت ثورة‮ 25‮ يناير العظيمة قامت بالشبكة العنكبوتية فلا‮ يصلح أن نقدم مسرحاً‮ »‬عبيطاً‮« لا‮ يتناسب مع التقدم الذي‮ يحدث‮.‬
وأضاف‮: نحتاج إلي‮ مسارح جديدة ومسرحيين جدد والبعد عن الأفكار القديمة العقيمة،‮ ويجب أن‮ يكون عنواننا القادم هو‮ »‬تخلص من مسرحك القديم‮« و»كفاية بقي‮« أن نُلبس الممثلين علي‮ المسرح لبس عفاريت‮ يعملوا به استعراض مخيف‮.‬
أما الفنانة القديرة سميحة أيوب فتري‮ أن ما حدث للمسرح هو أمر طبيعي‮ وانعكاس بديهي‮ لانهيار عام‮. وقالت‮: إذا كانت كل جوانب الحياة أهم ما‮ يميزها هو‮ »‬الهلس‮« فكيف تتوقع أن تجد المسرح في‮ ازدهار،‮ وأكملت‮: فمسارح الدولة لا تقدم إلا أعمالاً‮ متواضعة بدون ميزانيات،‮ فمن كان علي‮ رؤوس الأجهزة لم‮ يكونوا مثقفين،‮ وبالتالي‮ لا‮ يؤمنون بالمسرح‮. فعندما كان‮ يأتي‮ لهم ضيف من الخارج كانوا‮ يأخذونه إلي‮ المسارح الخاصة لأنهم كانوا‮ »‬جهلاء‮«.‬
وقالت سميحة أيوب‮: الفساد كان مصدره الاختيارات للمناصب،‮ فإذا كنت فاسداً‮ وجاهلاً‮ فلن تأتي‮ إلا بأحد مثلك‮. وأضافت‮: لا نستطيع أن نؤكد أنه كان هناك تعمد لإفساد الحياة الإبداعية والمسرحية في‮ مصر لأنهم إذا كانوا متعمدين فإذاً‮ هم‮ يفهمون ولكن هم لا‮ يفهمون لكي‮ يفسدوا أو‮ يصلحوا‮.‬
وعن المرحلة القادمة تري‮ أنها تدعو إلي‮ التفاؤل لأن الناس قد تغيرت وتغيرت معتقداتها،‮ فكلنا كنا ننظر إلي‮ الشباب نظرة خاطئة ثم اكتشفنا أننا مخطئون‮.‬
وقالت‮: المرحلة القادمة تحتاج إلي‮ الديكتاتورية العادلة والضرب بيد من حديد والصبر،‮ فلا نتوقع أن كل شيء سيتغير في‮ يوم،‮ فدعونا نترك الناس تعمل وتستعد ثم نحاسبها ولكن أنصح بإيجاد كوادر إدارية شابة واعية والبعد عن المجاملات تماماً‮.‬
الكاتب لينين الرملي‮ يري‮ أن هيئة المسرح كان‮ يجب إغلاقها منذ زمن بعيد وأن كل ما‮ يعمل في‮ مسارح الحكومة من موظفين ما هو إلا بطالة مقنعة‮. وقال‮: عشنا سنوات طويلة في‮ نظام فاسد،‮ فاشل،‮ كاذب،‮ وبالتالي‮ انعكس هذا علي‮ كل جوانب الحياة بما في‮ ذلك المسرح بالطبع،‮ فالقطاع العام عبارة عن عزبة،‮ كما كان الحال في‮ باقي‮ أرجاء الدولة التي‮ كانت تديرها عصابة،‮ فما‮ يحدث مع الكبار‮ يصل إلي‮ الصغار بطبيعة الحال‮.. وأضاف‮: لا ننكر أن بلادنا فيها أناس كثيرة‮ »‬كويسة‮« ولكن الفاسدين كانوا الأقوي‮.‬
وقال لينين الرملي‮: يجب أن تكون هيئة المسرح هيئة مستقلة وبها أقل عدد من الموظفين وكفانا بطالة مقنعة،‮ كما‮ يجب إعادة بناء وتأهيل المسارح وزيادة أعدادها‮.‬
وأضاف‮: كفانا الادعاء بالتطوير والتجديد رغم أننا لا نقوم إلا بتغيير المديرين وتكوين اللجان الشكلية والاهتمام في‮ المقام الأول بالمجاملات والمصالح الشخصية‮.‬
وقال‮: أنا لا أري‮ أي‮ ملامح تغيير حتي‮ الآن،‮ إلا الإعلان أنه سيكون هناك لجان لقراءة النصوص وهذا أمر قديم نعرفه جميعاً‮ منذ قديم الأذل ولكن هل أُعلن أسماء تلك اللجان؟‮! هل‮ يعرف أحد من هم؟‮! وما الضمانات أنهم ليسوا صورة من اللجان السابقة؟‮! وهل مشاكل المسرح تتلخص في‮ عمل لجان قراءة للنصوص؟‮!‬
وقال الرملي‮: إذا كنا نريد التغيير حقاً،‮ فعلينا بوضع النظام والقوانين الصارمة والعلمية الواضحة والمتطورة والتي‮ لا‮ يستطيع أحد خرقها أبداً،‮ كما‮ يجب أن تكون هيئة المسرح مستقلة تماماً‮ وكفانا لجاناً‮ و»ضحك علي‮ الذقون‮«.‬
وأخيراً‮ قال الرملي‮: كنت أتمني‮ أن‮ يذهب فاروق حسني‮ إلي‮ اليونسكو لكي‮ أرفع له شكوي‮ ضد وزارتي الثقافة والإعلام في‮ مصر اللتين لا تهتمان بالثقافة والمثقفين ولا حقوق للمؤلف عندهم‮.‬
أما الفنان توفيق عبدالحميد والذي‮ شغل منصب رئيس البيت الفني‮ للمسرح ثم تنازل عنه بعد فترة وجيزة فيري‮ أن هذا الوقت ليس الوقت المناسب للحديث عما سبق وذم من كانوا قائمين علي‮ الثقافة في‮ مصر‮. وقال‮: رغم حرقة قلبي‮ إلا أنني‮ صامت منذ وقت طويل وليس من أخلاق الفرسان أن أتخلي‮ عن صمتي‮ بعد انهيار النظام،‮ ولكن علينا التركيز في‮ المستقبل دون الالتفات لماض مرير‮. وقال‮: إذا كنا نبحث عن مستقبل مشرق في‮ المسرح في‮ مصر فعلينا أولاً‮ أن نبتعد عن نظام الاشتراكية في‮ المسرح وهو نظام التعيينات‮ »‬عمال علي‮ بطال‮« لأننا نعلم جميعاً‮ أن هذا ما هو إلا بطالة مقنعة‮.. وبدلاً‮ من الإفراط في‮ تعيينات الخريجين دون جدوي‮ يجب إشعال مناطق الضعف في‮ المسرح التي‮ تتسم بالعجز التام،‮ مثل إدارة التسويق التي‮ لا تعرف طريقاً‮ في‮ أي‮ من الهيئات المسرحية‮. وأضاف‮: فبدلاً‮ من تعيين سبعة موظفين في‮ إدارة تسمي‮ »‬خدمة المواطنين‮« ولا‮ يفعلون شيئاً‮ لأنك أساساً‮ ليس لديك مسرح لكي‮ تستقبل شكوي‮ المواطنين في‮ هذه الإدارة،‮ في‮ حين أنك تفتقد إدارة مهمة مثل إدارة التسويق‮.‬
وقال الفنان توفيق عبدالحميد‮: الوضع الحالي‮ في‮ المسرح‮ يؤدي‮ إلي‮ أنك لديك فنانون كثيرون محسوبون علي‮ المسرح ولا‮ يعملون لأسباب مختلفة،‮ ولا توجد آليات تجعلك تجبرهم علي‮ العمل مما‮ يضطرك إلي‮ التعاقد مع فنانين من الخارج‮.‬
وأضاف‮: المسرح في‮ مصر مليء بالمشاكل ويجب التصدي‮ لها بحزم إذا كنا نريد الارتقاء بالثقافة،‮ فلدينا عشرات الموظفين في‮ الهيئة لا‮ يعملون وفي‮ الوقت نفسه لدينا تخصصات بها عجز أو‮ غير موجودة‮.‬
وأضاف‮: يجب الالتزام بالعدالة بين الموظفين،‮ فمعايير الكفاءة التي‮ تتم الترقيات علي‮ أساسها مليئة بالظلم،‮ والتقارير‮ غير حقيقية‮. وقال‮: كما‮ يجب أن‮ يكون لكل مسرح هاوية ولون مختلف فما‮ يقدمه المسرح القومي‮ لا‮ يقدمه مسرح الطليعة والشباب علي‮ سبيل المثال،‮ ويجب أن تبتعد لجان القراءة التي‮ توافق علي‮ العروض عن الابتزاز والمصالح الشخصية والقيود‮. وأكمل‮: علينا البدء من مسارح المدارس والجامعات التي‮ نسيت تماماً،‮ لأن في‮ ذلك ترويجاً‮ للمسرح واكتشافاً‮ للمواهب واعتياداً‮ للأطفال علي‮ الذهاب للمسارح‮.‬
وتساءل عبدالحميد‮: أين دور الإعلام في‮ النهوض بمسرح الدولة والذي‮ هدفه الخدمة العامة‮. وقال‮: يجب إعادة صياغة العلاقة بين المسرح والتليفزيون،‮ فالمسرح‮ يحتاج إلي‮ نوع جديد من الدعاية‮ يسمح بعمليات جذب للأعمال المسرحية‮. وقال‮: الإعلانات التي‮ يقوم بها مسرح الدولة في‮ الصحف‮ »‬أي‮ كلام‮« وناتجها ضعيف وغير متقنة وتعتبر إهداراً‮ للمال العام‮.‬
وقال‮: النظام السابق اعتمد علي‮ أهل الثقة لديه وليس أهل الكفاءة،‮ ولكن الوضع الآن اختلف ومفاهيم المواطن المصري‮ اختلفت أيضاً‮ وشباب هذا الجيل أثبت أنه‮ يمتلك الجسارة واستطاع أن‮ يصرخ ويكمل مشواره ويجذب باقي‮ أطياف الشعب له،‮ لذلك‮ يجب الاعتماد عليه في‮ الفترة القادمة‮.‬
وعن أهم سمات الفساد في‮ المرحلة السابقة قال‮: أنت تصر أن تدخلني في‮ موضع الهجوم،‮ ولكن أنا أؤكد لك أنه لم‮ يصبح هناك من‮ يحتاج أن تهاجمه،‮ فهذا نوع من أنواع البطولة الزائفة،‮ فأنا لا‮ يعنيني‮ أن فلان كان فاسداً‮ أم لا،‮ ما‮ يعنيني‮ هو استغلال الفترة القادمة بشكل إيجابي‮. وأكمل‮: ليس معني‮ أن العصر السابق كان فاسداً‮ أن كل من كان به كذلك أيضاً،‮ ولكن كلنا شاركنا في‮ هذا الفساد،‮ شاركنا بالصمت والسلبية والضعف،‮ فليس من البطولة أنه عندما نتخلي‮ عن صمتنا أن‮ يكون ذلك بعد انهيار النظام،‮ فمن‮ يستحقون أن نهاجمهم الآن هم أساساً‮ في‮ السجون‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.