وفاة 21 شخصًا من عائلة واحدة.. قصة الحفل الأخير لأسرة أبو ريا| صور

"لم يبق منهم أحد ليروي اللحظات الأخيرة قبل أن تتحول أجسادهم لرماد" بهذه الطريقة ماتت عائلة أبو ريا الفلسطينية، خلال احتفال بعيد ميلاد أحد أفراد الأسرة وذات الوقت الاحتفال بعودة الدكتور ماهر أبو ريا الابن العائد بشهادة الدكتوراه من مصر، بعد سنوات غياب، لم تكتمل فرحتهم ولم ينج أحد من نيران حاصرت ال 21 فردًا وبينهم أطفال.
اقرأ أيضًا.. مصر تواسي فلسطين في حريق مخيم جباليا
الحفل الأخير:
في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، اشتعلت النيران في الطابق الذي تجمعت فيه أسرة المهندس أبو ريا، كبار وأطفال، اجتمعوا للقاء الدكتور ماهر العائد من مصر بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، وفي ذات الوقت قرروا أن يحتفلوا بعيد ميلاد أحدهم، ولكن كان للقدر خيارًا مختلفًا، وأكملوا جمعهم في التراب بعدما احترقوا جميعًا ولم يبق منهم أحد يكشف كيف كانت لحظاتهم الأخيرة.
6 ضحايا في 3 أكفان
ذهبت أرواحهم وتركوا جثامينهم ال 21 تروي الكارثة، عندما شيعت الجنازة ب 18 جثمان، 3 نساء من بين الضحايا، وفي أحضانهن 3 أطفال، كل أم وبحضنها طفلها، لم يفرقهم الحريق أو الموت ولا الكفن، مشهد انتفض من أجله شعب غزة، وفي جنازتهم ودعهم الآلاف من الفلسطينيين، الجميع بكى، وبعضهم أصيب بالإغماء ممن لم يحتمل الفراق.
الرئيس ينعى الضحايا:
نعاهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، داعيًا الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وشيع جثامينهم حشد غفير من الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد ظهر اليوم الجمعة، وأدوا صلاة الجنازة في مسجد "الخلفاء الراشدين" وسط المخيم، ليتم بعدها مواراة الجثامين الثرى بمقبرة الشهداء في بلدة "بيت لاهيا"، وسط حالة من
الحزن والصدمة جراء هذه الفاجعة الأليمة.
حداد وطني:
كما أقامت مساجد فلسطين، عقب صلاة الجمعة، صلاة الغائب على أرواح الضحايا، وقرأ الخُطباء والمُصلون بعد انتهاء صلاة الغائب الفاتحة على أرواح شهداء هذه الفاجعة الأليمة، متضرعين إلى الله أن يتقبلهم في عليين، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وحُسن العزاء.
وأعلنت فلسطين الحداد الوطني اليوم الجمعة على أرواح الضحايا، وتنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية كافة.
من هو ماهر أبو ريا:
ماهر أبو ريا هو الابن العائد بعد حصوله على الدكتوراه، من مواليد سكان معسكر جباليا شمال قطاع غزة، يبلغ من العمر تقريبا 40 عامًا، وكان يعمل في وزارة العمل بحكومة غزة سابقًا، ويعمل مدير عام في الحكم المحلي.
سبب الحريق:
أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية، أن سبب الحريق الذي اندلع في منزل ماهر أبو ريا، ناتج عن وجود مادة البنزين المخزنة داخل المنزل بكميات ضخمة، مما تسبب في اندلاع الحريق الهائل، وتسبب في عدد كبير من الضحايا، ومازالت التحقيقات جارية من فرق الشرطة والدفاع المدني والطب الشرعي.
وقامت أجهزة الشرطة بتأمين موكب تشييع جثامين الضحايا بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بمشاركة الآلاف من المواطنين.