صندوق «الأوبك» للتنمية الدولية يطلق حزمة تمويلات ضخمة خلال قمة المناخ فى شرم الشيخ «الصحة العالمية»: "تغير المناخ يؤدى لتفشى الكوليرا وحمى الضنك وسوء التغذية.. وتحقيق هدف القمة سيكون له فوائد جمة على صحة الإنسان" تنطلق غدًا الأحد فعاليات (COP27) المؤتمر ال 27 للأطراف التى وقعت على اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بمدينة شرم الشيخ، إذ تتوجه أنظار العالم إلى مدينة السلام فى أكبر حدث وأهم قمة يشهدها العالم فى تاريخ قمم المناخ الماضية والمقبلة، لمناقشة التغيرات التى طرأت عليه فى الآونة الأخيرة، التى من المقرر أن تستضيفها مصر خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجارى، نيابة عن قارة أفريقيا، إذ أن هناك 90 رئيسًا من بينهم حكام الدول العظمى، إذ سيتلاقون فى حدث واحد على غرار التوترات التى تشهدها الساحة الدولية. وأكد رئيس جمهورية أرمينيا فاهاجن خاتشاتوريان، أن مصر بصفتها رئيسة الدورة ال 27 لمؤتمر الأطراف اتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ (COP 27)، تمتلك الفرصة لتوحيد الدول المتقدمة والنامية حول المصالح المشتركة، وخلق مناخ أكثر ملاءمة لمواجهة التحديات الرئيسية لتغير المناخ. وقال خاتشاتوريان فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المؤتمر يشكل فرصة للعالم أجمع لتقييم الأحداث المناخية فى السنوات الماضية، والسعى نحو التعاون الأوثق للتغلب على أزمة المناخ، مع مراعاة الظروف والقدرات الوطنية المختلفة للدول، موضحًا أن المؤتمر يعد منصة لتشجيع التمويل من أجل الانتقال إلى نظام اقتصادى أخضر والتكيف مع تغير المناخ، وزيادة وعى الدول حول تكنولوجيات المناخ، فضلًا عن زيادة الطموحات العالمية المتعلقة بالمناخ. وحول تأثير تغير المناخ على الهجرة، أوضح رئيس أرمينيا أن الأرصاد الجوية الخطيرة التى أصبحت أكثر استمرارية، تترك بصماتها السلبية على الزراعة كل عام، وكل هذا يؤثر أيضًا فى تدفقات الهجرة، التى لا تحدث فقط بين الدول المجاورة، ولفت أن الهجرة الجماعية لا تحدث فى وقت تغير المناخ غير المسبوق، ولكن فى وقت التغير الديموغرافى البشرى، إذ من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 10 مليارات نسمة فى عام 2060، وسوف تعانى المناطق الاستوائية التى ستشهد معظم النمو السكانى أكثر من غيرها من المناطق الأخرى من تأثير تغير المناخ. ومن ناحية أخرى، يطلق صندوق الأوبك للتنمية الدولية مبادرات وإجراءات مناخية جديدة فى مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ COP27 فى شرم الشيخ، إذ سيشهد المؤتمر الكشف عن حزمة تمويل بمليارات الدولارات من قبل مجموعة التنسيق العربية (ACG)، وهى مجموعة من 10 مؤسسات لتمويل التنمية بما فى ذلك صندوق الأوبك، لمعالجة أزمة المناخ العالمية. وستدعم حزمة ACG للفترة 2022-2030 الاقتصادات فى الدول النامية لتسريع انتقال الطاقة، وزيادة المرونة المناخية وتعزيز أمن الطاقة، ويأتى التسهيل الجديد فى أعقاب اعتماد خطة العمل المناخى لصندوق أوبك التى تلزم المؤسسة بزيادة تمويلها المتعلق بالمناخ إلى 40% من التمويل الجديد بحلول عام 2030. وقال المدير العام لصندوق أوبك الدكتور عبدالحميد آل خليفة، الذى سيرأس وفد المؤسسة فى COP27: «نحن نعيش فى فترة صعبة مع جائحة COVID-19، تلتها سريعًا أزمات أخرى، بما فى ذلك انعدام الأمن الغذائى، والتضخم والتباطؤ الاقتصادى، لذا يجب أن يكون هدفنا الآن هو إعادة الأمور إلى مسار التنمية، يجب أن نستخدم COP27 لتعزيز التعاون الدولى حتى نتمكن من زيادة التأثير بطريقة مستدامة لجميع الدول الشريكة». وخلال COP27 سيطلق صندوق أوبك أيضًا مركز تمويل المناخ والابتكار فى الطاقة، وهو مرفق مشترك مع صندوق الأممالمتحدة لتنمية رأس المال والطاقة المستدامة للجميع، الذى سيوفر الدعم لتحقيق الهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة «طاقة نظيفة وميسورة التكلفة»، فى البلدان النامية، بدءًا من مدغشقر. ويخصص صندوق الأوبك 100 مليون دولار للمركز ويهدف إلى رفع دولار واحد مستثمر من مصادر سيادية إلى 4 دولارات من رأس المال الأخضر والمستدام. كما سيشهد المؤتمر فى مدينة شرم الشيخ عددًا من الفعاليات والاجتماعات التى ينظمها صندوق الأوبك فى الفترة من 7 إلى 18 نوفمبر، جنبًا إلى جنب مع شركاء من مجتمع بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية والدول الشريكة وممثلى القطاع الخاص، إذ سيكون هناك توقيع مذكرة تفاهم مع بنك التنمية الأفريقى إلى تعزيز الشراكة بين المؤسستين من أجل تعزيز النمو الاجتماعى والاقتصادى المستدام فى أفريقيا. وكشف الدكتور تيدروس آدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، عن أن مصر ستستضيف مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ لعام 2022، أو COP27 الدورة 27 لقمة المناخ، إذ ستقيم الدول التقدم المحرز نحو الهدف المتفق عليه المتمثل فى الحد من الاحتباس الحرارى إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعى، وتحقيق هذا الهدف سيكون له فوائد جمة على صحة الإنسان، إذ إن الفشل فى تحقيق ذلك يأتى بمخاطر جسيمة. وأكد أن تغير المناخ سيؤثر بالفعل على الصحة بطرق عدة، من خلال زيادة تواتر الظواهر الجوية، والمزيد من تفشى الأمراض، والمزيد من مشكلات الصحة العقلية، مضيفًا أنه فى القرن الأفريقى الكبير، ترك مزيجًا من الجفاف والفيضانات 47 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، ونزح 18 مليون شخص. وأضاف، أنه فى منطقة الساحل، فى غرب ووسط أفريقيا، ترتفع درجة الحرارة بمعدل 1.5 مرة أسرع من المتوسط العالمى، وتؤدى مجموعة من الفيضانات والجفاف والصراعات إلى تفاقم أزمة الغذاء، كما تتأثر الكثير من بلدان منطقة الساحل حاليًا بالفيضانات، بما فى ذلك نيجيريا، إذ لقى 600 شخص مصرعهم، ونزح 1.4 مليون. وأكد أنه فى باكستان، دمرت فيضانات غير مسبوقة أجزاء كبيرة من البلاد، سيظل التأثير محسوسًا لسنوات مقبلة، وتضرر أكثر من 33 مليون شخص وتضرر ما يقرب من 1500 مركز صحى. وأكد أنه فى جميع أنحاء العالم، يؤدى تغير المناخ إلى تفشى الكوليرا وحمى الضنك، ويزيد من مخاطر ظهور مسببات الأمراض الجديدة مع احتمال ظهور الأوبئة، يؤدى تغير المناخ إلى تفاقم المرض وسوء التغذية، الأمر الذى له تأثير مضاعف، إذ يكون المرضى أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالمرض والموت، موضحًا أن أزمة المناخ هى أزمة صحية. تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى التخلص التدريجى العادل والمنصف والسريع من الوقود الأحفورى والانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة، مضيفة، بأنها ملتزمة بلفت الانتباه إلى آثار تغير المناخ على الصحة.
