افتعلت جماعة الإخوان ومندوبها فى الرئاسة الدكتور محمد مرسى الأزمة مع القضاء، وأشعلت الدنيا ناراً ووقفت تتفرج على ما يحدث كأن لم يكن هناك شىء.. واليوم مع بدء اعتصام القضاة، لم تقم الجماعة ولا الرئيس بأى خطوة لوقف هذه المهزلة، رغم انتفاضة الشعب المصرى العظيم على هذه المهزلة التى تنال من قدسية القضاء.. كل يوم يمر و«الجماعة» تحكم وتزداد المصائب والمهازل فى محاولات مستميتة لانهيار مؤسسات الدولة. مع عظيم الأسف نجحت «الجماعة» فى بادئ الأمر فى أن تصيب البلاد بانهيار أمنى شديد لم يحدث في تاريخ مصر الطويل،وتصورت «الجماعة» أو صور لها خيالها المريض أنها يمكن ان تنجح فى هذا المخطط الجهنمى مع باقى مؤسسات الدولة، وحاولت مراراً وتكراراً أن تنال من المؤسسة العسكرية وفشلت فشلاً ذريعاً، لأن هذه المؤسسة هى الحصن الذى يحمى مصر داخلياً وخارجياً، ثم بدأت حربها الشعواء ولاتزال على المؤسسة القضائية ولن تفلح محاولاتها مهما فعلت، وكذلك الحال مع الصحفيين والإعلاميين واستخدمت طريقتين هما الملاحقة القانونية لرموز الصحافة والإعلام،ونجحت فقط مع الصحف المملوكة للشعب، خاصة القومية ومكنت قيادات الجماعة من السيطرة عليها واستبعدت كل الوطنيين، وفشلت فى السيطرة على وسائل الإعلام الخاصة وتمكنت من مبنى التليفزيون، والطريقة الأخرى الاعتداء عليهم جميعاً. فى أزمة القضاء المستمرة لن تفلح «الجماعة» أبداً فى إسقاط هذه المؤسسة العريقة، لأن النيل من القضاء هو عدوان صريح على الأمة المصرية بأسرها والشعب لن يرضخ أبداً ولن يتوانى لحظة فى الدفاع عن هذه المؤسسة، ومهما فعلت الجماعة من ألاعيب وتقسيم أدوار فإن خيالها المريض الذى صور لها إسقاط مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة القضائية لن يجدى أبداً، وليست كل مؤسسات الدولة تشبه الداخلية التى استغلت الجماعة كره المصريين للشرطة منذ أيام الحكم الفاشى السابق، وتمكنت من ذلك رغم أن بجهاز الشرطة رجالاً شرفاء ووطنيين لهم دور رائع وبارز ومهم، لكن الظروف التى مرت بها البلاد خلال الثورة استغلتها الجماعة وأحدثت هذا الانهيار الأمنى. إذا كانت الجماعة ومندوبها فى الرئاسة قد تمكنوا من الجهاز الأمنى، وهو تمكن لن يستمر طويلاً، فإن معنى ذلك لا ينسحب أبداً على باقى مؤسسات مصر الوطنية، ويبقى السؤال الحائر لماذا تصر «الجماعة الحاكمة» وأذنابها وأتباعها حتى الذين يظهرون معارضة للجماعة، على إسقاط الدولة؟!.. هل فعلاً لديهم كما يزعمون مشروع إسلامى ويريدون تطبيقه؟!.. هل فعلاً لديهم مخطط للنهوض بالبلاد ويشعرون أن مؤسسات الدولة العريقة تقف عائقاً أمام هذا المشروع؟!.. فى الحقيقة أن هذه أوهام فهم لا يملكون لا مشروعاً إسلامياً ولا مشروعاً وطنياً، وإنما يملكون نفوساً مريضة لديها حقد دفين على كل ما هو وطنى ويصور لهم خيالهم المريض أن إسقاط الدولة وإعادة بنائها من جديد على طريقتهم هو الصحيح.. والدليل أن الأزمات المتلاحقة التى تحل فوق رؤوس العباد والبلاد لا تنتهى وتزداد بشكل مخيف وبات المصرى الذى شارك فى الثورة ينعى حظه العاثر على ما آل إليه حاله. و«الجماعة» تمكنت من الحكم ولا تزال لديها أحاسيس إن صح التعبير أنها جماعة محظورة تعمل فى السر، فكل هذه التصرفات الفاشلة لا تعنى سوى أن الجماعة لا تصدق أنها تعمل فى العلن وتحكم.. والفشل يلاحقها فى كل ما تقوم به وباتت تصب غلها وفشلها على مؤسسات الدولة العريقة والمصريون الذين قاموا بالثورة لايمكن لهم بأى حال من الأحوال أن يصمتوا كثيراً على هذا الحال المايل، بل سيستمرون فى التصدى لكل هذه المصائب..وهل هناك أعتى من النظام السابق وجاء اليوم الذى قهر فيه الشعب نظام مبارك، وسيأتى اليوم الذى تنتصر فيه إرادة المصريين على «الجماعة» وأتباعها.. وإنا لمنتظرون الثورة الجديدة.