فعلاً لو أن الجماعات الدينية التى ترتكب الجرائم المتتالية فى حق الشعب المصرى والمجتمع وجدت العقاب الرادع لما أقدمت أبداً على ما تفعله من هذه المساخر وتلك المصائب التى تقود فى نهاية المطاف إلى الانهيار الكامل الذى شهدته البلاد حالياً.. فالنكبة التى تمر بها مصر هى حصيلة سلسلة أخطاء بشعة تقوم بها الجماعات الدينية التى تجد موافقة صريحة على ذلك من جماعة الإخوان الحاكمة، إن لم تكن بالفعل متفقة معها على ارتكاب هذه الجرائم. وكما قلت أمس فإن تراخى الأجهزة الأمنية فى القبض على مرتكبى هذه الجرائم، جعلهم يزدادون فى ارتكاب مصائبهم.. وكما حددت أيضاً فإن مرتكبى الاعتداء على الوفد و صحيفته الذين تم تحديدهم بالاسم والصورة، لايزالون طلقاء أحراراً لا يجرؤ أحد فى الأجهزة الأمنية الإقدام على القبض عليهم وإحالتهم إلى المحاكم.. كما أن النائب العام المعين عن جماعة الإخوان، لا يفعل شيئاً سوى تحريك الدعاوى ضد المعارضين، ويغض الطرف عن جرائم أفراد الجماعة والتيارات المتأسلمة.. و لذلك لا نتعجب أبداً مما تطلقه هذه الجماعات المتطرفة من تصريحات التهديد والوعيد.. وليس هناك غرابة أيضاً من قيامها بالاعتداء على الإعلاميين أمام مدينة الإنتاج والتهديد بغزو الأحزاب والاعتداء على مقراتها وترويع خلق الله وتعطيل مؤسسات الدولة كما حدث مع المحكمة الدستورية العليا. ورغم ذلك كله فإن «الجماعة» الحاكمة التى تبارك كل هذه المهازل، لم تهدأ ثورة المصريين لأنهم لا يعرفون الخضوع والخنوع، ولما اكتشف شعب مصر أن الرئيس الذى فقد شرعيته السياسية والأخلاقية، تحول إلى رئيس لعشيرته فقط، تظاهروا واحتجوا أمام قصر الاتحادية ووقعت مذابح لأول مرة فى التاريخ امامها، وسقط شهداء ومصابون، ولم يتحرك الرئيس سوى قيامه بإعطاء الأوامر بمنتهى العنف مع المتظاهرين السلميين. واكتشف المصريون أن الذى يحكم مصر بالفعل هو مكتب إرشاد الجماعة، فنقل المصريون احتجاجهم إلى مقره الرئيسى، ووقعت «موقعة المقطم» التى أثبتت أن الإخوان بدأت تتصدع أركانهم ويدب الانقسام بداخلهم ولا نكون مبالغين إذا قلنا أن الصورة التى رسمتها الجماعة لنفسها فى التوحد قد تلاشت تمامًا بعدما دب الانهيار داخل «الجماعة» وقد ظهر ذلك من المؤتمر الصحفى الذى عقدته قيادات «الجماعة» بعد موقعة المقطم التى كشفت عن انهيار حقيقى وفرقة داخل الجماعة، وسبقها الكم الهائل من الاستقالات التى غزتها بشكل لافت للنظر. وهناك تصريحات كثيرة للمستقيلين كشفت عن خبايا «الجماعة» وأسرارها والمخططات التى تعتزم القيام بها، وكلها لا تعمل لصالح مصر ولا للشعب العظيم، وانما تتركز فقط فى شيء واحد هو تنفيذ الخطة الجهنمية لاسقاط الدولة ومؤسساتها، والقيام بعد ذلك بإحلال أفكارهم مكانها وهو ما يطلق عليه «الأخونة».. انهيار الدولة المصرية الذى تسعى إليه الجماعة، كشفه المصريون وقاوموه ولايزالون يقاومونه، وهو ما يربك «الجماعة» ويصيبها بالتخبط والانقسام والانهيار الداخلى، لأنهم تصوروا خطأ أن شعب مصر ممكن أن يخضع أو يخنع لهم، ونسوا أن الذى قام بأعظم ثورة فى يناير 2011 هم المصريون أنفسهم بدون دعم خارجى وبدون تنفيذ أجندات داخلية أو خارجية.. ولم يعد أمام «الجماعة» سوى صب جام غضبها على الذين يساندون هذا الشعب من المصريين خاصة الإعلاميين والصحفيين وراحوا يتفننون فى ملاحقتهم إما قضائياً أو ببلاغات كيدية وإما بالهجوم على أماكن عملهم كما يحدث الآن أمام مدينة الانتاج الإعلامى وكما حدث مع صحف الوفد والوطن والدستور. لقد تعمدت الجماعة تشويه صورة الإعلاميين والصحفيين، ظناً منها أنهم سيقبلون بما تمليه قيادات الجماعة، من بيع الوطن والمصريين والعمل لحساب الإخوان.. ونسوا أن الصحفيين فى مصر لم يتمكن منهم أحد أبداً وسيظلون يواصلون رحلتهم من أجل كشف المهازل والمساخر التى تقوم بها الجماعة حتى ترحل تماما عن الحكم وتترك الوطن لأصحابه من المصريين الذين لن يملوا ولن تهدأ ثورتهم حتى تتحقق جميع مطالبهم العادلة والمشروعة.. وإنا لمنتظرون