أتساءل ماذا لو كان ما قيل عن وعد السيد الرئيس محمد مرسي بالتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان.. لو أن هذا التصريح والوعد قد صدر من الرئيس السابق.. هل كان سيمر مرور الكرام، كما حدث قبل أسابيع، مجرد طنطنة إعلامية رافضة وبضعة مقالات وتكذيب رئاسي علي استحياء؟ أتصور أن المعارضة وقتها - أيام مبارك - كانت ستزلزل الأرض تحت أقدام النظام السابق - والمدهش أننا وبعد الثورة - لم تخرج مليونية واحدة ضد هذا الأمر، وأتساءل: ماذا لو كان النظام السابق قد أطلق دعوة تطهير القضاء وظهر أذنابه ورموزه علي شاشات الفضائيات وهم يكيلون الاتهامات والتجريح في القضاء المصري العظيم ويزينون للفاسدين من أمثالهم، إنهم إنما يجاهرون بتلك الدعوة خالصة لوجه الله والوطن.. أعتقد أنه لو حدث هذا أيام النظام السابق لانتفضت الجماهير البسيطة عليهم وسحلتهم كما فعل بعض الأهالي بعدد من المجرمين ثم علقوهم كالذبائح.. يرفض حتي الذباب أن يعف عليهم؟ وأتساءل: لو كانت دعوة بعض رؤوس هذا النظام التي أطلقوها لتأجير آثارنا.. وتراث الأجداد.. لو أن هذه الدعوة أطلقت أيام مبارك أو تأجير قناة السويس وبيعها صكوكاً إسلامية حلالاً؟.. لو أن هذه الدعوات كلها قد صدرت من النظام السابق، والله لكانت الملايين قد خرجت في ثورة أخري لا تقل عن ثورة يناير! وأتساءل: ما الذي حل بنا.. وجعلنا نعتبر مثل هذه الدعاوي التي تصل لحد الخيانة العظمي، صرنا نتعامل معها ببعض الغضب.. وكثير من برامج التوك شو ومقالات المعارضة.. ثم لا شيء بعدها؟ فهل فترت همتنا.. هل أصابنا اليأس.. وهل اخترق النظام الإخواني الجديد نخاعنا وضمائرنا لتمرير أجندة مشبوهة يباع فيها الوطن.. فهم لا يعترفون بالوطن، واعترافهم الوحيد بجماعتهم وعشيرتهم وناسهم ولو في بلاد الصين والواق الواق؟ ونأتي للطامة الكبري.. فيما فعلته حماس في جنودنا في رمضان الماضي، وكيف سهلت لأتباعها - وحتي لو لم يكونوا من أتباعها - ومن منظمات جهادية أخري في غزة.. سهلت لهم دخول سيناء من الأنفاق لقتل مجموعة من جنودنا الأطهار.. وقت إفطار رمضان. أقسم بالله العظيم ثلاثة، يميناً سيحاسبني عليه الله، أن النظام السابق بكل ما كان فيه من سوءات.. لجعل حماس تدفع ثمناً غالياً جداً.. ولجعلها تدرك حجمها الحقيقي، وللقنها درساً في الوطنية المصرية، بأن دم المواطن والجندي المصري غال جداً. فما الذي فعله نظامنا الحالي - النظام الذي جاء بعد ثورة مباركة - أمام قتل جنودنا بهذه الوحشية؟ إنه صمت القبور.. ومحاولة الدفاع باستماتة عن حماس ورفض نشر نتائج التحقيقات في هذا الأمر، لأن نتائج التحقيقات ستأتي مروعة دون شك، تكشف كيف استحل البعض دماءنا وقتلوا أبناءنا وشهداءنا، ثم جاء قادتهم - حماس - ليستقبلوا في القصر الجمهوري وتعقد لهم المؤتمرات الصحفية وهم يحاولون غسل أيديهم من دماء شهدائنا. وإذا كان البعض من رموز هذا النظام الإخواني يتحجج بأن القتلة ليسوا من حماس، دعني أصدقهم، ولكنني سأطرح عليهم سؤالاً: إذا كان الأمر هكذا فلماذا لم تعلنوا نتائج التحقيقات حتي هذه اللحظة؟ ولماذا لم تعلن نتيجة التحقيقات فيمن اقتحموا السجون أيام ثورة يناير وأطلقوا سراح رموز الإخوان وأعضاء حماس وحزب الله الذين كانوا مسجونين في تلك السجون؟ بل إن النظام يحاول الآن بشتي الطرق تقفيل القضية و«الطرمخة» علي ما فعلته حماس في قضية هدم السجون، لأن المستفيد منها هم الإخوان المسلمون، وكان ما حدث بترتيب وتنسيق بين الطرفين. وأتساءل: لماذا يصمت النظام عن ضباط الداخلية الذين اختطفوا في سيناء وقت الثورة، وتم تهريبهم إلي غزة في قبضة حماس، في جرأة من حماس تصل لحد العدوان السافر علي السيادة والكرامة المصرية، بل والاستهانة بشعب مصر الذي قدم التضحيات للشعب الفلسطيني بأكمله؟ إن ما جري وما يجري لهو الهوان.. والبعض متورط فيه لدرجة الخيانة العظمي لهذا الوطن.. فمتي ستأتي ساعة الحساب والعقاب؟