مجزرة جديدة للاحتلال، 19 شهيدا جراء قصف مدرسة تؤوي نازحين في غزة (فيديو)    عاجل- ترامب يفجّر مفاجأة: "أخبار سارة قريبة بشأن إيران وحماس".. ما القصة؟    محمد صلاح يكشف الصعوبات التي واجهها في بداية مشواره الاحترافي    ليفاندوفسكي: الموسم كان شبه مثالي.. والأهم أننا تُوجنا بالليجا    ملف يلا كورة.. تصريحات صلاح.. عودة حمدي فتحي.. وقرعة كأس العرب    هاني سعيد يهاجم رابطة الأندية: 90% من الفرق خارج حساباتهم وتأجيل مباراة سيراميكا "أصبح مملًا"    جهات التحقيق تصرح بدفن جثمان أحمد الدجوي    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الاثنين 26-5-2025    هشام ماجد يشكر فريق «أشغال شاقة جدًا» بعد الفوز في «كأس إنرجي للدراما»    موعد مباراة النصر ضد الفتح اليوم الإثنين في الدوري السعودي للمحترفين    "ختام دوريات أوروبا".. نتائج مباريات يوم الأحد 25 مايو    منها العائد المادي والاعتداء على الأطقم الطبية.. وزير الصحة الأسبق يكشف أسباب هجرة الأطباء    فلسطين.. الاحتلال يقتحم عدة بلدات ويعتدي على شاب بالضرب المبرح في طولكرم    إصابة نجل الفنانة زينة في هجوم كلب داخل كمبوند بالشيخ زايد    بعد إنكاره للتهم المنسوبة إليه.. تأجيل محاكمة سفاح المعمورة    تنفيذًا لحكم قضائي.. المحامي المتهم بتزوير توكيل عصام صاصا يسلم نفسه لقسم شرطة الجيزة    البترول تكشف تفاصيل حادث تسرب غاز في محطة كارجاس رمسيس    حُسمت.. الفرق الإيطالية المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا 2025-2026    دار الإفتاء توضح حكم تحمل الزوج تكاليف حج زوجته    «تستحمى الصبح ولا بليل»؟ سبب علمي قوي يجنبك فعلها في هذا التوقيت    الخارجية الروسية: سنُقدم مذكرة احتجاج إلى السويد بعد هجوم على سفارتنا    نجم الأهلي السابق: محمد صلاح ظُلِم في الكرة الذهبية.. وإبراهيم عادل يستحق الاحتراف    زوجة واحدة وربع دستة عشيقات في حياة أقوى عازب في العالم.. حريم بوتين    "هآرتس": قدرة "حماس" لم تتراجع ولديهم 40 ألف مقاتل وآلاف الصواريخ والقذائف    "إعلان عسكري لافت".. جيش السيسى يكشف "مخططاً كبيراً".. فهل يمهد لحدث غير اعتيادي؟    عيار 21 الآن بعد الزيادة الأخيرة.. سعر الذهب اليوم الإثنين 26 مايو في الصاغة (تفاصبل)    النائب أحمد السجيني: تحفظات كثيرة على مشروع قانون الإيجار المقدم من الحكومة    التعليم تحسم الجدل: مدراء "المبادرة الرئاسية" مستمرون في مناصبهم -(مستند)    كلب شرس يطارد ابن زينة في الشيخ زايد    ممثلة شابة تتهم طليقها بمطاردتها أعلى المحور.. والشرطة تتدخل    مجلس إدارة التعليم المدمج بالأقصر يناقش استعدادات امتحانات الترم الثاني خلال اجتماعه الدوري    لا تتمسك بما لا يخدمك.. برج الجدي اليوم 26 مايو    عمرو أديب عن إرث نوال الدجوي: «قصر واحد على النيل يعيش العيلة في نعيم مدى الحياة»    حدث بالفن | أزمة هيفاء وهبي والموسيقيين والعرض الخاص لفيلم "ريستارت"    داليا البحيري ترد على منتقدي عدم ارتدائها الحجاب: "بص في ورقتك ودع الخلق للخالق"    عايدة الأيوبي: لم أسعَ إلى الشهرة وهذا سبب اعتزالي    محمد صلاح: «مكة بتحب التمثيل.. ومش عاوزها تمثل عشان بنتي»    تراجع سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الاثنين 26 مايو 2025    اتهام مواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والألمانية بمحاولة شن هجوم على السفارة الأمريكية في تل أبيب    معجزة طبية في الفيوم: استخراج فرع شجرة من جسد طفل دون إصابات خطيرة    فريق من الجامعة الأمريكية يبدأ تقييم نظم الرعاية الصحية في مصر    وزير الزراعة يحسم الجدل: «مفيش لبن حلال ولبن حرام» (فيديو)    فى ختام التعاملات.. أسعار الذهب فى مصر اليوم    إنشاء كليات وجامعات جديدة.. أبرز قرارات مجلس الجامعات الخاصة مايو 2025    عاجل- وزارة الكهرباء تُطمئن المواطنين: لا تخفيف للأحمال في صيف 2025    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الإثنين 26 مايو 2025    كيف أطاحت نكتة بوزير ياباني من منصبه؟    تنفيذ أضخم مشروع جينوم بالشرق الأوسط وتسليم عينات جينوم الرياضيين    أحكام الحج (1).. علي جمعة يوضح ما هو الحج وحكمه وفضل أدائه    ما حكم سيلفي الكعبة المشرفة؟ عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى تجيب    المفتي: يوضح حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع    دليلك لاختيار الأضحية في عيد الأضحى 2025 بطريقة صحيحة    «الإسماعيلية الأزهرية» تفوز بلقب «الأفضل» في مسابقة تحدي القراءة العربي    "عاشور ": يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط    النواب يوافق نهائيا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ    نائب رئيس الوزراء: زيادة موازنة الصحة ل406 مليارات جنيه من 34 مليار فقط    لخفض البطالة.. كلية الاقتصاد جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    إعلام: عطل في اتصالات مروحية عسكرية يعطل هبوط الطائرات في واشنطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زمن «السمِّيعة» انتهى
القارئ الطبيب أحمد نعينع ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 06 - 10 - 2022

«السادات» قال حين سمع صوتى: «مصطفى إسماعيل رجع تانى»
من الصعب تلخيص تجربته مع القرآن الكريم فى سطور أو حتى كتاب، فالقارئ الطبيب أحمد نعينع يعد أكثر المقرئين حيازة للألقاب، فهو من أشهر قراء القرآن الكريم فى العصر الحالى فى أنحاء العالم الإسلامى، إلا أن لقب «مقرئ الرؤساء» استمر معه طوال رحلته مع القرآن الكريم، حيث استمرت علاقته مع رؤساء مصر جميعًا وكان يقرأ فى احتفالاتهم الرسمية.
ورغم أن عمله فى الأساس طبيب وأنه لم يكن أحد خريجى الأزهر الشريف، إلا أن الدكتور «نعينع» بدأ رحلته مع القرآن قبل أن يتم أربع سنوات فى طفولته، ليتم حفظه فى الثامنة من عمره، حتى صار نموذجًا فريدًا من المقرئين الكبار أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل أستاذه وقدوته والشيخ عبدالباسط عبدالصمد. صوته مميز يختلج فى النفس البشرية فيملأ الوجدان بحلاوة القرآن ويشعر معه السامع بروحانيات عالية تهز كيانه.. فهو مقرئ من العيار الثقيل قرأ فى العديد من البلدان العربية والإسلامية وأوروبا وأميركا.
يمكن تناول مسيرته الحياتية والقرآنية عبر ثلاث محطات كما يعددها هو ذاته، المحطة الأولى فى قريته «مطوبس» حيث تعرف جمهور المستمعين على موهبته القرآنية، أما المحطة الثانية فهى «الإسكندرية» ما بين مطلع السبعينيات ومطلع الثمانينيات، التى تبلورت خلالها شخصيته القرآنية وأصبح فى شغف لمصافحة آذان المستمعين عبر الأثير وتحققت أمنيته بالفعل على يد الرئيس الراحل «السادات»، أما المحطة الثالثة والأخيرة، فهى «القاهرة» بعد اعتماده إذاعيًا وانطلاق صوته حاملا آيات الذكر الحكيم إلى شتى بقاع العالم الإسلامى، حيث شهدت هذه المحطة أيضًا تعيينه قارئًا للسورة بالمسجد الحسينى بالقاهرة خلفًا للقارئ الراحل محمود على البنا.
«الوفد» التقت القارئ الطبيب أحمد نعينع، وهذا نص الحوار.
كنت أجلس على مصطبة بيتنا فى طفولتى وأقلد مشاهير القراء.
فى البداية يقول القارئ الطبيب أحمد نعينع: ولدت فى عام 1954 لأب عرف بين أهله وعشيرته وهو الحاج أحمد نعينع التاجر ورئيس مجلس إدارة جمعية قبانى كفر الشيخ، وقد ذاعت سمعته بمركز «مطوبس» التابع للمحافظة، وترتيبى الابن الثانى، فشقيقى الأكبر هو الدكتور «ممدوح» وأخى الأصغر المهندس «مسعد» وشقيقتاى الحاجة مديحة والحاجة «محاسن»، وحفظت القرآن فى الثامنة من عمرى فى كُتاب الشيخ «أحمد الشوا».. وكنت أقلد القراء الموجودين على الساحة ومنهم الشيخ أمين الهلالى، فكثيرا ما كنت أجلس على «مصطبة» البيت ويلتف حولى زملائى لأقلد لهم مشاهير المشايخ مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ أبو العينين شعيشع، إلى أن قدم إلينا الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله حتى بدأت أقلده، وجوّدت القرآن على يد نخبة من المشايخ منهم الشيخ محمد شهاب الدين ثم الشيخ أحمد الشوا بمطوبس، وقد تعلمت بمدارس مطوبس الابتدائية ثم مدرسة رشيد الثانوية، وقرأت القرآن فى الاحتفالات المختلفة بمراحل التعليم، وقرأت فى المساجد، خاصة فى صلاة الجمعة.
ويضيف: التحقت بكلية الطب جامعة الإسكندرية، وانتقلت إلى علوم الطب ولكن كان حبى للقرآن الكريم شديدا ولذلك حرصت على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وتعلمت القراءات العشر على يد الشيخ محمد فريد النعمانى وزوجته الشيخة «أم السعد» وكنت أذهب إليهما بعد صلاة الفجر يوميا لمدة ساعتين، قبل أن أتوجه لدراستى الجامعية، وكان عميد الكلية آنذاك الدكتور أحمد السيد درويش أستاذ الأمراض الباطنية وكان رئيسًا شرفيًا لجمعية الشبان المسلمين والذى اصطحبنى لها حتى قرأت القرآن بها، بالإضافة للقراءة بالكلية والمحاضرات الدينية التى كان يحضرها الإمام الأكبر عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ الباقورى والشيخ محمد الغزالى رحمهم الله، واستمع لى أساتذتى بالكلية ومنهم د. محمد أبو الفتوح ود. حسين كامل حساب ود. محمد نبيه سلامة، ود. هلال قاسم رئيس مجلس الدولة وقتذاك، واصطحبونى إلى جمعية «سيدى على السماك» وظللت أقرأ لمدة عشر سنوات إلى أن تخرجت.
الإذاعة
- وحول التحاقه بالإذاعة يضيف قارئ الملوك والرؤساء أحمد نعينع: بدأت رحلتى مع الإذاعة من مسجد سيدى على السماك بالإسكندرية، فى ذكرى المولد النبوى وجاءت الإذاعة لتنقل الاحتفال وجاءت بقارئ غيرى بحجة أننى غير معتمد بالإذاعة، ولم أعرف وقتها معنى أن أكون معتمدا فسألت عن تفاصيل الالتحاق، وتقدمت لها بناء على نصيحة أساتذتى، فقد شجعونى إلى أن ذهبت وتقدمت لها ولم يرد على أحد وقتها حتى قرأت فى حفلة «يوم الطبيب» أمام الرئيس أنور السادات، وعندما انتهيت من القراءة وجدت الإذاعية الراحلة آمال فهمى أمام باب نقابة الأطباء فى انتظارى لتسجيل حوار إذاعى معى خلال برنامجها «على الناصية»، وأجريت معها الحوار، وهى من ناشدت السيدة صفية المهندس رئيس الإذاعة وقتها لتحديد موعد لاختبارى، وبعد إذاعة الحلقة بأسبوعين تم إخطارى بموعد الاختبار، وامتحنت أمام لجنة الاستماع برئاسة الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية، واعتمدت قارئًا بالإذاعة والتلفزيون من أول اختبار فى نوفمبر عام 1979، وسجلت أول قراءة فى نفس العام.
مقرئ الرئيس
عرف عن الدكتور «نعينع» أنه قارئ الرئيس الراحل السادات.. فما قصة ذلك؟
استمع لى الرئيس «السادات» وكنت وقتها مجندًا برتبة ملازم أول طبيب بحرى فى القوات البحرية، وكانت هناك احتفالية فى منطقة رصيف 9 وقدمنى اللواء نجيب شرف بتزكية الفريق ذكرى قائد القوات البحرية آنذاك للقراءة أمام الرئيس وكانت القراءة ستذاع على إذاعة القرآن الكريم، ثم المرة الثانية التى قرأت فيها أمام السادات كانت بعد أن جاء الشيخ على رزيق شيخ الصيادين فى الإسكندرية وكنت أعمل فى مستوصف أطفال بعد الظهر، وقال لى أنا عازم الرئيس السادات فى يوم الصيادين وأدعوك للقراءة فى هذه المناسبة أضاف مداعبا «سوف أعطيك مقطف سمك» فضحكت وذهبت للمناسبة وقرأت أمام الرئيس السادات، وبعد أن انتهيت صافحنى وقال لى: «برافو صوتك جميل»، أما المرة الثالثة فقد كانت نقابة الأطباء تحتفل بيوم الطبيب، وقد أخبرنى الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء وقتها أن الاحتفال سيحضره «السادات» وكان ذلك قبل اتفاقية كامب ديفيد وقرأت آيات من سورة النمل وبعد انتهائى من التلاوة سألنى الرئيس: «أنت الذى اخترت هذه الآيات دى ولا مين»؟ فقلت له إنها من اختيارى فرد على قائلا: «كأننى أسمع هذه الآيات لأول مرة.. جعلتنى أشعر بمذاق مختلف للقرآن.. أنا حابب أسمعك كتير» فقلت له هذا مصدر سعادة لى فأجابنى «خلاص انت معانا» وبعدها بأيام صدرت أوامر بانضمامى للسكرتارية الخاصة للرئيس وتحديدا الطبيب الخاص له وكنا 3 أطباء نطمئن يوميا على صحة الرئيس، وأصبحت قارئا للرئاسة فى جميع المناسبات الرسمية، حتى أن «عثمان أحمد عثمان» صهر الرئيس السادات وكان متزوجا من ابنته أخبرنى أن السادات قال له: «يا أبو عفان.. هو الشيخ مصطفى إسماعيل رجع تانى؟» وأصبحت من أهالى القاهرة منذ ذلك الوقت عام 1979.
مصطفى إسماعيل
أما عن سر ارتباطه بالشيخ مصطفى إسماعيل رحمه فيقول الدكتور «نعينع»: كنت مرتبطًا بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل منذ طفولتى وكنت أحبه كثيرًا واستمعت له وأنا طفل ولم أكن أستطيع الاقتراب منه، وفى إحدى المرات جاء ليتلو القرآن فى بلدة مجاورة لبلدتنا مطوبس اسمها «ديبى» تبعد عنا خمسة كيلومترات فى الضفة الثانية من النيل، فذهبت مع زملاء لى فى الكتاب لنستمع إليه ووصلنا هناك فى العصر وعندما دخلنا السرادق أخرجونا لأننا صغار ثم تمكنا من الاستماع له ومنذ ذلك اليوم وأنا متعلق به، وبعد انتهاء الليلة ذهبت وكلى عشق لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، وأثناء دراستى بكلية الطب كنت أذهب إلى مقهى الجمهورية، وهناك تعرفت على عم أحمد خليل وهو أحد محبى الشيخ رحمه الله، وكان إلى جانب الشيخ فقدمنى له وطلب منه أن يستمع إلى صوتى، وكان ذلك فى الاحتفال بالمولد النبوى وكانت للشيخ تلاوتان بينهما فاصل وأثناء تلاوتى لأواخر سورة الزخرف وأوائل سورة الدخان، فوجئت بالشيخ مصطفى إسماعيل يقف وخلع عمامته وحيانى بها ثم جلس وقد أعجب بتلاوتى واستقبلنى ودار بيننا حوار مطول، ومن هنا بدأت علاقتى به وقد أصبحت صديقا لأبنائه بعد ذلك وأسرته وصارت علاقة قوية بيننا حتى توفى رحمه الله فى 1978.
الإمام عبد الحليم محمود
وماذا عن بصمات الإمام عبدالحليم محمود فى حياتك؟
فى الحقيقة الفضل كان لله ثم للإمام عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله فى اعتمادى بالإذاعة، وهناك موقف لا أنساه، فقد كنت ضابط احتياط بسلاح البحرية بالإسكندرية وكنت أقرأ القرآن فى المناسبات دائما، وكان الاحتفال بالمولد النبوى، وجاءت الإذاعة لنقل الاحتفال بالقوات البحرية، وكان ذلك بحضور الشيخ عبدالحليم محمود، وعندما قدمنى الحضور للتلاوة رفض المذيع بشدة بحجة أننى لست معتمدا بالإذاعة ولن يتحمل هو مسئولية القراءة على الهواء فتدخل الشيخ عبدالحليم محمود قائلا له: اتركه على مسئوليتى
الشخصية فأنا أستمع له وأعرفه منذ فترة، فقد كان يستمع لى منذ فترة فى مسجد سيدى الشيخ على السماك بالإسكندرية، وبالفعل بدأت القراءة، وبعد أن انتهى الحفل هنأنى الجميع، فشكرت الشيخ عبدالحليم محمود على صنيعه وفضله معى، فقد تدخل وأعطانى الفرصة وعرفتنى الإذاعة والناس من وقتها، واستمرت علاقتى به إلى أن توفاه الله عام 1978، وهو العام الذى توفى فيه الشيخ مصطفى إسماعيل رحمهما الله.
الشيخ الحصري
وماذا عن علاقتك بالشيخ محمود خليل الحصري؟
كلفتنى الإذاعة بحضور أمسية دينية كان فيها معى الشيخ محمود خليل الحصرى شيخ عموم المقارئ المصرية آنذاك وكان سيفتتح الليلة وأختمها أنا بتلاوتى وكان برفقتنا الشيخ نصر الدين طوبار، وبعد أن افتتح الشيخ الحصرى الليلة رفض الانصراف حتى يستمع لى وهو لا يعرفني وكان يستغرب ملابسى فلم ير قارئا بالبدلة قبل ذلك، وبعد تلاوتى سألنى أين أسكن فقلت له الإسكندرية، وأقيم فى فندق هنا فأصر أن يوصلنى للفندق، وطلب إحضار حقيبتى، وأصر على أن أبيت فى منزله وذهبت معه وأكرم ضيافتى وأقامت فى غرفته الخاصة، وقبل الفجر بساعتين دخل على يحمل الشاى فى يده وأيقظنى وجهز لنا سيارة لتوصلنا إلى مسجد سيدنا الحسين أنا وابنه الشيخ على الحصرى المبتهل بالإذاعة وقتها وكنا مكلفين بصلاة الفجر هناك، وكان لى الشرف أن أبيت فى منزل الشيخ الحصرى فى هذه الليلة.
ما تفاصيل علاقتك بالملك الحسن ملك المغرب؟
دُعيت من معظم الجاليات الإسلامية فى دول العالم العربى كله لتلاوة القرآن هناك.. وجمعتنى بكل رؤساء وملوك الدول العربية والإسلامية علاقة طيبة، وقد كان يدعونى الملك الحسن إلى حضور الدروس الحسنية فى رمضان والتى ما زلت حريصًا عليها إلى الآن، وكانت بداية معرفتى بالملك الحسن فى افتتاح القناة الفضائية المصرية، وكان وقتها لا توجد قنوات فضائية سوى اثنتين أو ثلاث على الأكثر على رأسها الفضائية المصرية، وفى إحدى ليالى رمضان وأنا أقرأ القرآن قبل صلاة الفجر ولم يكن وقتها الموبايل قد ظهر، وفوجئت بعد عودتى للمنزل باتصال تليفونى من وزير أوقاف الملك الحسن وسفير المغرب بالقاهرة، وأخبرانى أن الملك الحسن استمع لصوتى وأعجب به وأنه يدعونى لزيارة المغرب، فقمت بتلبية الدعوة ومن وقتها وأنا قارئ دائم فى المغرب وفى معظم الدول العربية والإسلامية.
ظاهرة التقليد
ما رأيك فى تقليد المشايخ؟
لابد أن يكون للقارئ مثل أعلى فى بداية حياته، وقد كنت صديقًا للموسيقار محمد عبدالوهاب رغم فارق السن، وكانت له مقولة وهى «قمة التقليد هى بداية الإضافة» لذلك كنت أقلد الشيخ مصطفى إسماعيل تمامًا حتى أصبح لى طريقى الخاص بى، وقد قال العقاد «قرأنا لسلفنا فأخرجنا غير ما قرأناه» فنحن استمعنا لسلفنا، فأخرجنا غير ما سمعناه، لأن الروح والإحساس والشخصية كلها تلعب دورًا مهمًا فى تلاوة القرآن.
اختفى سميعة القرآن.. فهل أنت معى فى ذلك؟
نعم.. وذلك لأن الحياة تغيرت، بمعنى أن الناس شغلتهم الحياة، وطلب الرزق، وقديمًا كان الموسيقار محمد عبدالوهاب له مقولة شهيرة وهى «الأستاذ مات»، حيث كان يقصد الجمهور المستمع، لأن الناس مشغولة لتغير الحياة.
دائمًا ترتدى «البدلة» فلماذا لا ترتدى الزى الأزهري؟
حقيقة لم أتعود ارتداء الزى الأزهرى، لأننى تعلمت فى المدارس الخاصة، وذلك مع احترامى الشديد للزى الأزهرى، فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه، وليس هناك كتاب للزى فى الإسلام، وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة رضى الله عنها: «إذا نودى للصلاة قام على هيئته التى هو عليها وكأننا لا نعرفه ولا يعرفنا»، وقد كان لارتداء «البدلة» تأثير عظيم فى نفوس الإنجليز، حيث تأكد لهم أن الإسلام دين سماحة ويسر، وليس دين تشدد وقيود، ودين يواكب العصر.
ما هى تسجيلاتك بالإذاعة؟
الحمد لله سجلت ختمة مرتلة وأخرى مجودة للقرآن الكريم فى الإذاعة المصرية، وكان رئيس لجنة تسجيل الختمتين الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ السابق رحمه الله، والشيخ إبراهيم عطوة والشيخ محمود برانق والشيخ محمود طنطاوى.
حدثنا عن أسفارك والجوائز التى حصلت عليها؟
تم اختيارى من قبل وزارة الأوقاف المصرية على مدى أكثر من «20» عامًا لأشارك فى بعثاتها القرآنية إلى معظم دول أوروبا وأميركا اللاتينية، وقد سافرت إلى إنجلترا، ووجدت حفاوة فى نفوس الإنجليز لسماع القرآن، وتكرر هذا فى جميع رحلاتى الأوروبية والإفريقية وألمانيا وجنوب إفريقيا، ولم أنس الطب أيضاً، فقد قمت بعلاج عشرات الأطفال هناك حتى أطلقوا عليّ لقب «القارئ المعالج» واشتركت فى العديد من المسابقات المحلية والدولية، ففى عام 1985 حصلت على الجائزة الأولى فى المسابقة التى أقيمت بالهند، وعام 1986 فى سلطنة «بروناى» حصلت على الجائزة الأولى أيضًا من بين قراء أكثر من «50» دولة، وفى عام 1990 تم اختيارى رئيسًا للجنة التحكيم لمسابقة القرآن الكريم الدولية التى أقيمت فى ألمانيا، إلى جانب مشاركتى كضيف شرف فى مسابقتى ماليزيا العامين 1987، 1995 ومسابقة كندا عام 1994، وقمت بتسجيل المصحف المرتل ثلاث مرات بصوتى، الأولى إهداء للإذاعة المصرية والثانية والثالثة فى الدول العربية، ويذاع فى العديد من بلدان العالم الإسلامى، والحمد لله لا أتوانى عن تلبية أية دعوة لتلاوة آيات القرآن فى أى مكان قرب أم بعد على ظهر الأرض ما وجدت الوسيلة لذلك، وقد شاركت فى برامج عديدة منها برنامج «فرسان القرآن» بدعوة من مؤسسة التليفزيون الجزائرى، والذى يبث على الهواء مباشرة، وقد دعانى العاهل المغربى أيضًا لإحياء ليالى رمضان والمشاركة فى المجالس الحسينية هناك، وما زلت حريصًا عليها حتى الآن.
أخيراً.. ماذا عن حياتك الأسرية؟
أعيش حياة أسرية مستقرة، والحمد لله، فزوجتى تعمل أستاذًا بكلية الطب وعندى ثلاث بنات هن ياسمين ويارا ويسرا خريجات الجامعة الأمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.