«الروبل» يعيد الدفء للموسم الشتوى .. ومصر تتفوق على تركيا والمغرب وتونس جاء قرار البنك المركزى باعتماد الروبل الروسى فى قائمة العملات والدفع الرئيسية بالبنوك المحلية ليثلج صدر القطاع السياحى المصرى ويعطى بارقة أمل من جديد لعودة هذا السوق المهم، الذى يمثل 30٪ من حجم السياحة الوافدة لمصر. وتعد روسيا السوق الأول لشرم الشيخ يمثل 70٪ من الحركة الوافدة إليها وكنا نستقبل منه 3 ملايين سائح سنوياً قبل ثورة يناير 2011، ثم جاء حادث سقوط الطائرة الروسية وتوقفت الحركة تماماً ومؤخراً الحرب الروسية الأوكرانية. ويرى المستثمرون أن قرار البنك المركزى باعتماد الروبل الروسى ضمن قائمة العملات بالبنوك ويسهم بشكل كبير فى عودة السياحة الروسية مرة أخرى للمقصد المصرى ويحفز على زيادة نسب الاشغالات بالفنادق ويسهم فى تنفيذ ما طالبت به الحكومة القطاع السياحى بتحقيق دخل 30 مليار دولار فى عام 2023 وهو ما يتطلب عمل حملات ترويجية فى كافة الأسواق والدول المصدرة للسياحة. وأكد المستثمرون أن القرار يساعد فى استرداد مستحقاتهم من منظمى الرحلات و الروسية التى تصل الى ملايين الروبلات ولم يتمكنوا من الحصول عليها بسبب العقوبات المفروضة على روسيا. ويبدأ تنفيذ نهاية سبتمبر الحالى، حيث سيتم إدراج الروبل الروسى فى قائمة العملات التى تستخدمها البنوك. ويعتزم البنك المركزى، بالتعاون مع وزارة المالية على السماح للبنوك بالوصول إلى نظام بطاقات الدفع «مير» الروسى فى وقت لاحق من سبتمبر، وحتى الآن لم يتم إرسال آلية التنفيذ للفنادق. ومن ناحية أخرى أبرزت المواقع الإخبارية الروسية، سباق الدول السياحية ذات المناخ الدافئ فى الشتاء، لجذب المسافرين الأوروبيين خلال الموسم المقبل، وتربعت مصر على القمة تليها تركيا ثم المغرب وتونس. وكما وصف خبراء السياحة الروسية، فإن مصر ستشهد شتاء ساخنًا ومن المتوقع انتعاشة سياحية غير مسبوقة فى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، ولكن منظمو الرحلات طالبوا الراغبين فى السفر إلى شرم الشيخ، بتأجيل رحلاتهم إلى ما بعد 18 نوفمبر، أى بعد انتهاء قمة أطراف اتفاقية الأممالمتحدة للمناخ cop 27. ونشرت وكالة ريا نوفستى، تقريرًا شرحت خلاله أسباب ما وصفته ب«السلوك غير المعتاد للسياح الروس» وهو ما أكده منظمى الرحلات السياحية، حينما تحدثوا عن «بدء شراء الرحلات إلى بلدان معينة فى الموسم الشتوى من الآن، ولم يكن معتادًا على الروس حجز رحلات مبكرة، ويأتى ذلك رغم من النقص فى النقل الجوى والعدد المحدود من البلدان التى يمكن للسائحين الروس الذهاب إليها لقضاء إجازة فى الشتاء، فيما تقبع المنافسة الشرسة على السائحين الروس بين تركيا ومصر والإمارات العربية المتحدة. وقال رئيس شركة Tez Tour فى تصريحات للوكالة: «مصر فى المقدمة»، موضحاً أنه: «كقاعدة عامة، بدأ شراء الرحلات الشتوية بنشاط منذ أغسطس وحتى سبتمبر الجارى، ويوجد الآن طلب مرتفع بالفعل على السفر، وتوجد حجوزات للموسم بأكمله بداية من رحلات شهر ديسمبر ورأس السنة الجديدة، بالإضافة إلى يناير وفبراير، وهناك طلبات حتى منتصف الصيف المقبل، وقد تجاوز حجم حجوزات الرحلات لموسم الشتاء الرقم عن نفس الفترة من العام الماضى بنحو سبع مرات»، وتابع: «الوجهة الأكثر شعبية لدى الروس الآن هى مصر، التى تمثل نحو 75٪ من رغبات السفر، تليها الإماراتوتركيا وجزر المالديف، بنسب متساوية تقريبًا، وهناك أيضًا طلبات لقضاء عطلات فى تايلاند وفنزويلا وداخل روسيا وسيشل». وأوضح الخبراء أن السبب الرئيسى وراء ذلك هو رغبة السائحين فى توفير المال، «نظرًا لنقص الطيران والعدد المحدود من البلدان المتاحة لسياحنا، فإن أسعار الإجازات ترتفع فى جميع الاتجاهات، لذلك، يميل السائحون إلى قضاء إجازة بسعر منافس، وهنا تتصدر مصر الجميع». ووفقًا للخبراء، فى تقرير الوكالة الروسية، تعتمد زيادة الأسعار على الاتجاه، لكنها على أية حال مقبولة نظرًا للوضع العالمى، وقد ارتفعت أسعار برامج السياحة إلى تركيا، على سبيل المثال، بنسبة 45 - 50٪، ونفس المبلغ إلى تايلاند، ويعد المكون الرئيسى لارتفاع السعر هو النقل، حسبما ذكرت شركة Russian Express للطيران، التى أكدت أن وجهات «النخبة» أو أغنياء روسيا هى جزر المالديف وموريشيوس وسيشيل التى أصبحت أيضًا أكثر تكلفة. وأضافت شركة «روسيان إكسبرس» أن «زيادة الأسعار تبلغ نحو 5%، لكن بعض الفنادق التى تشهد طلبًا كبيرا ترفعها بنسبة 15 - 20 %»، ويظل الطلب «الأكثر ضجيجًا» ثابتًا على مصر، ومنتجعاتها التى يعشقها الروس.