أسقف السويس يهنئ قيادات المحافظة بعيد الأضحى المبارك    تراجع أسعار الذهب في مصر وسط تباطؤ الطلب بالأسواق    وفاة 15 شخصا على الأقل في حادث تصادم قطارين بشمال غرب الهند    حقق حلمه.. إشبيلية يعلن رحيل سيرجيو راموس رسميًا    الخميس.. انطلاق رحلات الجسر الجوي لعودة حجاج بيت الله الحرام لأرض الوطن    تفاصيل جديدة حول الطيار المصري المتوفى خلال رحلة من القاهرة إلى الطائف    في اول تعليق له على شائعة وفاته .. الفنان حمدي حافظ : أنا بخير    تعرف على معلق ومحللي مباراة الزمالك والمصري في الدوري    انتظام العمل بموانئ البحر الأحمر وتداول 3 آلاف طن و357 شاحنة    وزيرة التضامن تتابع موقف تسليم وحدات سكنية    تفاصيل إنقاذ طفل اُحتجز بمصعد في عقار بالقاهرة    إطلاق مبادرة «الأب القدوة» في المنوفية.. اعرف الشروط    في ذكري وفاته.. الشيخ الشعراوي إمام الدعاة ومجدد الفكر الإسلامي    حماس: إقدام الاحتلال على إحراق مبنى المغادرة بمعبر رفح عمل إجرامى فى إطار حرب الإبادة    سميرة عبد العزيز تكشف مفاجأة عن سبب تسميتها «فاطمة رشدي الجديدة»    تعرف أفضل وقت لذبح الأضحية    دعاء يوم القر.. «اللهم اغفر لي ذنبي كله»    ارتفاع حالات البكتيريا آكلة اللحم في اليابان    حصول مركز تنمية قدرات جامعة أسيوط على رخصة تدريب معتمد من الأعلى للجامعات    إصابة 16 عسكريًا إسرائيليًا خلال ال24 ساعة الماضية    تركي آل الشيخ ينعى الموزع الموسيقي عمرو عبدالعزيز    هيئة نظافة القاهرة ترفع 12 ألف طن مخلفات في أول أيام عيد الأضحى    بالترددات وطرق الاستقبال .. 3 قنوات مفتوحة تنقل مباراة فرنسا والنمسا في يورو 2024    رئيس وزراء الهند يهنئ السيسي بعيد الأضحى    إيقاف عمرو السيسي لاعب فيوتشر مباراتين وتغريمه 20 ألف جنيه    عاجل.. تطورات مفاوضات الأهلي لحسم بديل علي معلول    بعد إعلان رغبته في الرحيل.. نابولي يحسم مصير كفاراتسخيليا    فتح جميع الحدائق والمنتزهات أمام المواطنين في ثانى أيام عيد الأضحى بالقليوبية    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الفيزياء الحيوية الطبية بعلوم القاهرة    محمود الليثي ينهار من البكاء في أول تعليق له بعد وفاة والدته    الكرملين: تصريحات الناتو بشأن نشر أسلحة نووية تصعيد خطير    حمامات السباحة مقصد الأطفال هرباً من درجات الحرارة في كفر الشيخ    بالصور.. شواطئ بورسعيد كاملة العدد ثاني أيام العيد    مدير صحة شمال سيناء يتابع الخدمات الطبية المجانية المقدمة للمواطنين    الإسكان: تنفيذ 1384 مشروعاً بمبادرة «حياة كريمة» في 3 محافظات بالصعيد    إسرائيل تقرر زيادة عدد المستوطنات بالضفة الغربية بعد اعتراف بلدان بدولة فلسطين    26 عامًا على رحيل إمام الدعاة.. محطات فى حياة الشيخ الشعراوي    التحقيق مع حلاق لاتهامه بالتحرش بطفلة داخل عقار في الوراق    الفرق بين التحلل الأصغر والأكبر.. الأنواع والشروط    أسعار الفاكهة اليوم الاثنين 17-6-2024 في قنا    الصين تتهم الفلبين بتعمد انتهاك مياهها الإقليمية    كيفية تنظيف الممبار في المنزل بسرعة وبطريقة فعالة؟    ب 400 جنيه إسترليني.. علماء يطورون سماعة رأس لعلاج أعراض متلازمة «صدمة الحب»    30 مليون مستفيد من خدمات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    روسيا: لن نسمح بإعادة آلية فرض قيود على كوريا الشمالية في مجلس الأمن    وزيرة الهجرة تطلق «بودكاست» لتعريف المصريين بالخارج تاريخ حضارتهم    شاهد| أول أيام التشريق.. صحن الطواف يمتلئ بحجاج بيت الله الحرام    "الميكروباص اتعجن".. 9 مصابين في حادث مروع بأسيوط- صور    أسعار العملات العربية في بداية تعاملات ثاني أيام عيد الأضحى    «لست محايدًا».. حسام فياض يكشف صعوبات مسرحية النقطة العميا    وفاة خامس حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    محافظ أسوان يتفقد المطعم السياحي متعدد الأغراض بعد التطوير    جندي إسرائيلي يتخلص من حياته بعد عودته من الحرب في غزة    «المالية»: تخفيف الأعباء الضريبية عن محدودي ومتوسطي الدخل    الخشت يتلقى تقريرًا حول أقسام الطوارئ بمستشفيات قصر العيني خلال العيد    مانشستر سيتي يحدد سعر بيع كانسيلو إلى برشلونة في الميركاتو الصيفي    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأخوان منسى والحريرى والحفناوى..عازفون ملأوا الدنيا بسحر النغم
أمجد مصطفى يكتب المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة «40»
نشر في الوفد يوم 26 - 08 - 2022

مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو استاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكّرنا بماضينا الجميل.
فى حلقات سابقة ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة، فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى.
كما واصلنا تقديم تاريخنا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.
تحدثنا فى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى حلقات تالية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، تحدثنا عن الموسيقى منذ عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ، تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيرًا من دول كثيرة.
مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان.
هناك عازفون لولا وجودهم ما برزت أسماء كثيرة فى عالم الطرب، الصوت الجيد يحتاج إلى عازفين كبار لمصاحبته، واللحن الثرى بالتأكيد يحتاج إلى العازف الماهر لكى ينفذه، ويجعله شيئاً ملموساً تستمتع به الجماهير، ومصر عبر تاريخها قدمت آلاف العازفين، ولأن المساحة والوقت وأمور كثيرة سوف تجعلنا غير قادرين على رصد الجميع، فإننا هنا نحاول أن نقدم بعض الموسقيين الاوائل الذى أثروا حياتنا الموسيقية، وكان لهم الاثر البالغ فيما وصلنا اليه من ابداع غنائى وموسيقى.
هذا أنور منسى يغازل أوتار كمانه وهذا شقيقه عبدالفتاح يداعب أوتار القانون، وبجوارهما أحمد الحفناوى، ويجلس على مقربة منه عم محمد عبده صالح وهذا عفت يشجينا بالناى، وفؤاد حسن يمنح الماسية الإشارة لدخول عالم النغم الى كبار مبدعينا على الآلات الموسيقية.
1- عبدالفتاح منسى.. صائد الأوسمة
عبدالفتاح عبدالوهاب منسى ولد فى 25 يوليو 1924القاهرة وتوفى فى 16 فبراير 1990
أحب العزف على آلة القانون وهو فى سن بين السادسة والثامنة بجانب آلة البيانو، وإن كان لم يحظ بمثل تلك الشهرة التى نالها شقيقه الأصغر عازف الكمان أنور منسى.
علم والده بحسه الموسيقى حبه لآلة القانون، فاشترى له آلة قانون تركى صغيرة لتناسب سنه.
ثم ألحقه هو وشقيقه أنور بمعهد الاتحاد الموسيقى، وهناك درس عبدالفتاح منسى على يد عدد من كبار الأساتذة نذكر منهم: (عبده العراقي- محمود المحلاوى - إبراهيم شفيق).
وبعد أن انتهى من دراسته وتمكن من عزف آلة القانون, قام عبدالفتاح منسى بدراسة عزف آلة البيانو.
سافر فى رحلة إلى بلاد شمال أفريقيا مع الفنان فريد الأطرش، حيث زار كلا من تونس والمغرب والجزائر، وفى عام 1946 سافر إلى دولة فلسطين حيث عمل هناك، كما عمل عميدًا لمعهد الموسيقى العربية فى الدوحة.
عاد إلى الوطن عام 1948، حيث واصل عمله موسيقيًا محترفًا
بعد قيام ثورة 1952، أنشئت فرقة موسيقى الإذاعة المصرية وعمل بها أربعة عازفين، وهم: محمد عبده صالح، عبدالفتاح منسى، كامل عبدالله، أمين فهمى، وكذلك عمل منسى أستاذاً فى المعهد العالى للموسيقى العربية بالقاهرة.
أسس فرقة الموسيقى العربية، وقام بتلحين بعض المقطوعات الموسيقية المميزة، وسمى بعض هذه المعزوفات بأسماء بناته: صفاء.. هديل.. أحلام.
حصل الفنان عبدالفتاح منسى على العديد من الأوسمة نذكر منها:
- وسام من الملك حسين ملك الأردن، وسام من الملك الحسن الثانى ملك المغرب.
- وسام من الحبيب بورقيبة الرئيس الأسبق للجمهورية التونسية.
- وجائزة تقديرية من الرئيس الراحل أنور السادات.
2- موزارت العرب.. أنور منسى
أنور منسى (1922-1961)، ولد أنور لابن العواد الأزهرى المعروف عبدالوهاب منسى, كان والده مشهوراً فى بداية القرن العشرين وصاحب كُورَال معروف، سافر إلى العديد من البلاد العربية بكوراله، وتزوج من أنور منسى السيدة «ألماظ» حيث سافرت معه إلى العديد من الدول وأنجبت عبدالفتاح فى العراق وأنور بعده بعامين فى دمشق.
عندما لاحظ والده عبدالوهاب منسى نبوغ ابنه فى الموسيقى جعله يدرس الموسيقى العالمية والدراسة الأكاديمية لآلة الكمان وهو فى سن السادسة على يد العديد من الخبراء فى مجال الموسيقى العالمية، وأكمل درس الكمان على يد الخبير مسيو ارمناك وهو استاذ كل من الأساتذة محمد حجاج وعطية شرارة والعديد من الأساتذة هذا الجيل فى معهد إبراهيم شفيق للموسيقى بمنطقة عابدين.
بصفة عامة استفاد أنور منسى بجميع معطيات الموسيقى فكان سابقاً لعصره لدراسته للموسيقى العالمية علاوة على الموسيقى العربية التى كان يعيش فى داخلها وهو أول من استطاع المزج بين الموسيقى الغربية والعربية.
أنور منسى لم يكن عازفاً عادياً، أطلق عليه (موزارت مصر) تشبيهاً له بموهبة موزارت المبكرة، كان أنور منسى أصغر عازف يقف وراء أم كلثوم ممسكاً بالكمان، حين لم يكن قد تجاوز السادسة عشرة من عمره.
عمل أنور منسى مع كبار الفنانين، مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ومحمد فوزى وفريد الأطرش، كما اشترك مع الفرقة الماسية وسجل أهم الأعمال الموسيقية.
تزوج أنور من المطربة صباح لمدة 4 سنوات، وأنجب ابنته هويدا عام 1952.
توفى أنور منسى عام 1961 عن عمر يناهز 39 سنة إثر حادث أليم عندما سقط من فوق الحصان فى سفح الهرم.
3- عبدالمنعم.. وريث عائلة الحريرى
عبدالمنعم الحريرى ولد فى 29 فبراير 1924 بحى الجمالية بالقاهرة، توفى فى 16 سبتمبر 1989.
ينتمى لأسرة موسيقية عريقة لها مكانتها فى الحياة الموسيقية ومنها الشيخ درويش الحريرى، ومرسى الحريرى، ومصلح الحريرى.
تلقى دروسه الأولى فى الموسيقى على يد أخيه الأكبر مصلح الحريرى، واستطاع وهو فى التاسعة من عمره أن يتقن عزف آلة العود ويحفظ الكثير من الموشحات والأدوار.
التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية ؛ حيث درس عزف آلة الكمان على الاستاذ الإيطالى «أرميناك».
بدأ عمله كموسيقى محترف بالعمل فى فرقة المطرب إبراهيم حمودة، ثم عمل مع كل من (عبدالغنى السيد – فريد الأطرش – فتحية أحمد) وبعد ذلك أنضم لفرقة المطرب الكبير صالح عبدالحى، واتجه إلى تأليف المقطوعات الموسيقية، ثم عمل فى الفرقة الموسيقية للموسيقار عبدالوهاب، وشارك فى عزف أغانى فيلم «ممنوع الحب».
وفى عام 1947 التحق عبدالمنعم الحريرى بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية، وفى العام نفسه عمل عازف كمان فى الفرقة الموسيقية المصاحبة لكوكب الشرق أم كلثوم، وفى عام 1949 تخرج فى المعهد، وفى عام 1958 اتجه عبدالمنعم الحريرى إلى التلحين فلقى كل التشجيع من الموسيقار محمد عبدالوهاب ومن المطربين الذين شدوا بألحانه مثل: (إسماعيل شبانة – أحمد سامى – شفيق جلال – عادل مأمون – عبدالغنى السيد – محمد قنديل – هانى شاكر) ومن المطربات (أحلام – سعاد محمد – سعاد مكاوى – عصمت عبدالعليم – فايزة أحمد – ليلى مراد – هدى سلطان – إيمان الطوخى).
عمل عبدالمنعم الحريرى أستاذاً لآلة الكمان فى المعهد العالى للتربية لمدة عشرين عاماً، كما قام بتدريس الموشحات بالمعهد العالى للموسيقى العربية،
وفى عام 1980 قام بتدريب فرقة الإنشاد الدينى التى أنشأها المعهد. وبالإضافة إلى ذلك، فقد كتب عبدالمنعم الحريرى العديد من المقطوعات الموسيقية التى نذكر منها:
(أحلامى – هدية - سحر الشرق – رقصة الربيع – سمارة – ليالى الحدائق – سوسن – فكرة – نجوم – أفراح – نجوى – سامبا – ميمى – من حبى – شرقيات – عيون حبيبى – سماعى حجاز كاركرد – بشاير – ذكرى – أمل – سمية – سماح).
وظل عبدالمنعم الحريرى يؤدى دوره بإخلاص شديد فى الحياة الموسيقية المصرية حتى وافته المنية فى 16 فبراير 1989.
4- ساحر الكمان.. أحمد الحفناوى
ولد أحمد الحفناوى، بمدينة القاهرة فى 14 يونيو عام 1916، كان والده صانعًا للآلات الموسيقية، فكان يذهب إلى دكان والده، وهناك كان يتقابل مع كبار الموسيقيين أمثال: محمد القصبجى وإبراهيم القبانى وفهمى عوض.
لاحظ والده انبهاره بما يراه من أداء كبار العازفين المصريين الذين يحضرون عنده، سأله إن كان يريد أن يتعلم الموسيقى، فأجابه بالإيجاب، فطلب منه أن يحدد الآلة الموسيقية التى يريد أن يتعلمها، فاختار أحمد الحفناوى آلة الكمان، فأحضر له والده مدرساً قام بتعليمه المبادئ العامة للموسيقى وغيرها من قوالب الموسيقى الآلية فى الموسيقى العربية.
اقترح الموسيقار الكبير محمد القصبجى على الوالد أن يوجه ابنه التوجيه السليم، فألحقه والده بمعهد الاتحاد الموسيقى الذى كان قد أنشئه الفنان إبراهيم شفيق فى حى عابدين بالقاهرة.
ثم التحق بمعهد فؤاد للموسيقى العربية والذى أصبح فيما بعد معهد الموسيقى العربية - عام 1932، وهناك درس العزف على آلة الكمان على يد الأستاذ «داجوليو» ثم على «أرمنياك» الذى كان أستاذاً لكل من أنور منسى وعطية شرارة ومحمد حجاج.
لقى الحفناوى اهتمامًا خاصًا من أستاذه الذى تولى تعليمه حتى تخرج فى المعهد عام 1936، وهى الدفعة التى ضمت كلًا من عبدالحليم نويرة، وفريد الأطرش.
بعد التخرج عمل أحمد الحفناوى مع المطربة نادرة التى كان يلحن لها محمد القصبجى واقترح عليها أن تضم الحفناوى إلى فرقتها حيث استمر معها فترة من الوقت، كما عمل مع كل من فتحية أحمد ورتيبة أحمد.
كان دور الحفناوى أداء كل جمل العزف المنفرد على آلة الكمان فى ألحان زكريا أحمد ومحمد القصبجى ثم رياض السنباطى، وبعد ذلك الموجى وعبدالوهاب وبليغ حمدى وسيد مكاوى، إلى جانب قيادته لمجموعة آلات الكمان التى تشكل الجسم الرئيسى فى فرقة أم كلثوم الموسيقية.
لعب «الحفناوى» دورًا أساسيًا فى اللقاء الفنى الأول الذى تم بين كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فقد كان يعمل مع كليهما. تحدث فى ذلك مع أم كلثوم، فوجد منها موافقة كما وجد ترحيبًا من عبدالوهاب، بل وأكثر من ذلك فإن الموسيقار عبدالوهاب كان قد أتم بالفعل لحن أغنية «أنت عمرى» ليغنيها هو، فقال لأحمد الحفناوى إن اللحن جاهز ويمكن لأم كلثوم أن تغنيه.
قام الحفناوى بإبلاغ أم كلثوم بذلك، وبدأت التدريبات فى بيت الفنان عبدالوهاب، واستمرت لمدة ثلاثة أشهر ثم سجلت الأغنية لشركة صوت القاهرة.
كون أحمد الحفناوى فرقة بقيادته كانت تابعة لإدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة، وقد استمرت تلك الفرقة حتى تم حلها بعد حرب يونيو 1967.
وكذلك فقد عمل أحمد الحفناوى عازفاً للكمان فى فرقة الإذاعة المصرية تحت قيادة كل من عبدالحليم نويرة وإبراهيم حجاج، ثم عمل كعازف أول فى فرقة الماسية تحت قيادة أحمد فؤاد حسن.
عمل أحمد الحفناوى فى عدد من الدول العربية، فى الإذاعة الليبية فى طرابلس، كما عمل فى كل من المملكة العربية السعودية مع صوت الأرض الموسيقار طلال مداح ودولة قطر.
ظل الحفناوى حتى آخر أيام أم كلثوم يشكل ضلعًا أساسيًا فى رباعى العباقرة الذين قادوا فرقة أم كلثوم وهم: محمد القصبجى على العود ومحمد عبده صالح على القانون، وإبراهيم العفيفى على الرق، وأحمد الحفناوى على الكمان.
بدأ هؤلاء العباقرة يرحلون، واحدًا بعد الآخر منذ أواخر الخمسينات، وبقى أحمد الحفناوى أطولهم عمرًا، حيث تحول بعد وفاة أم كلثوم، إلى تكوين فرقة موسيقية خاصة به، كان يقدم عليها إعادة لروائع الألحان الأصيلة، إلى جانب الأداء المنفرد العبقرى على آلة الكمان، حتى رحل عن عالمنا فى الخامس من شهر أغسطس عام 1990.
من أشهر مقاطع العزف المنفرد للحفناوى فى أغنيات أم كلثوم عزفه فى مقدمة «جددت حبك» وفى مقدمة قصيدة «ذكريات» ومقدمة «شمس الأصيل» ومقدمة «ليلى ونهارى»، وكلها من ألحان العبقرى رياض السنباطى، وتسجيله الشهير بعد رحيل أم كلثوم للحن العبقرى زكريا أحمد «الهوى غلاب»، على كمان منفرد.
عبده صالح.. وريث القصبجى فى قيادة فرقة أم كلثوم
محمد عبده صالح أحد أشهر العازفين على آلة القانون، ولد فى القاهرة مصر فى سنة 1912 وتوفى فى سنة 1970، حياته كانت حافلة بالعطاء فى زمن النغم الأصيل. انحدر من أسرة عشقت الفن، وكان جده عازف ناى الخاص بالسلطان عبدالحميد، وكان والده (ناياتياً) مع عبده الحامولى رغم أنه يحمل شهادة العالمية من الأزهر الشريف.
تأثر محمد عبده صالح منذ بداية شبابه بالاستماع إلى تسجيلات محمد العقاد، من أشهر عازفى القانون، بدأ حياته الفنية، مع ظهور كل من محمد عبدالوهاب وأم كلثوم.
وقّعت أم كلثوم فى 1937 عقد حفلاتها الحية مع الإذاعة المصرية، تحول محمد عبده صالح، منذ ذلك الزمن المبكر، وحتى يوم وفاته، إلى عضو ثابت فى فرقة أم كلثوم الموسيقية.
فى بداية تعاونه مع أم كلثوم، كان محمد عبده صالح يحتل الموقع الثانى فى فرقتها الموسيقية، إذ كان الموقع الأول، لعبقرى العود الموسيقار محمد القصبجى.
ومع تقدم القصبجى فى السن انتقل موقع قيادة الفرقة الموسيقية لأم كلثوم من القصبجى إلى محمد عبده صالح، فى أواخر الأربعينات أو أوائل الخمسينات.
سيدة الغناء العربى، لم تكن تسمح بالتقاسيم المنفردة، وسط أغنياتها، إلا لثلاثة عازفين: محمد القصبجى على العود، ومحمد عبده صالح على القانون، وأحمد الحفناوى على الكمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.